‘القدس العربي’ : قرر وزراء داخلية مجموعة دول الساحل الخمسة التي تضم موريتانيا ومالي والنيجر والتشاد وبوركينا فاسو ‘تأسيس قاعدة للتعاون الأمني لمصلحة الدول الأعضاء يكون مقرها العاصمة الموريتانية نواكشوط ولها فروع في مختلف البلدان ذات العلاقة’.
جاء ذلك في إعلان صدر عن اجتماع عقد الاربعاء في نواكشوط لوزراء داخلية دول المجموعة وحضره وزير داخلية السنغال غير المرتاحة لإقصائها من التنسيق، كما حضره وزير الداخلية الفرنسي بيرناردز كازينف وسفير الاتحاد الأوروبي ومندوب عن الهيئة العالمية للهجرة.
وقرر الوزراء ‘تنسيق جهودهم لإرساء منظومة فاعلة ونشطة تتوفر على قاعدة بيانات مدققة، وتتخصص في مكافحة الإرهاب واستئصال روافد وخطوط الجريمة العابرة للحدود’.
وشدد الوزراء في إعلانهم على ‘ضرورة مواصلة التشاور لإيجاد حلول للتحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، والتي تتطلب حوارا مستمرا لضمان تآزر أكبر للجهود’.
وأبرز الإعلان ‘الحاجة لالتزام دول المنطقة بمواصلة التنسيق بالنظر إلى التهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية المسلحة والصلة المتنامية بين الإرهاب والجريمة العابرة للحدود’.
وأكد أن وزراء الداخلية استحدثوا آلية مشتركة تسمح بتبادل المعلومات وتوفير الاطار الملائم للتدريب في مجال الأمن وضبط الحدود لصالح مجموعة دول الساحل الخمس، مع تنسيق جهود المجموعة في ميدان الأمن من أجل التصدي للتحديات الأمنية المشتركة.’
وتوقف الإعلان عند ‘أهمية تبادل المعلومات باعتباره جانبا أساسيا من الحرب ضد الإرهاب والجريمة المنظمة، حيث أن السياق الأمني في منطقة الساحل لا يزال مصدر قلق كبير بالنسبة للدول المعنية رغم الخطوات المتخذة، ولا يزال الطريق طويلا لتحقيق ما تصبو إليه دول المجموعة’.
وأكد الإعلان ‘أن بلدان المنطقة أدركت ضرورة توحيد جهودها لمواجهة تهديد يزداد خطورة يوما بعد يوم، وهو ما تجسد في مسار نواكشوط الذي يعتبر الإطار الأمثل لجهود مشتركة لمواجهة مشاكل مشتركة’.
وأكد وزير الداخلية الموريتاني محمد ولد أحمد سالم في مداخلة أمام الاجتماع ‘أن لقاء وزراء الداخلية يدخل ضمن ديناميكية عمل هذه الهيئة الناشئة التي تم الاعلان عنها في نواكشوط يوم 16 شباط / فبراير 2014 خلال قمة رؤساء دول موريتانيا، مالي، بوركينافاسو، والنيجر وتشاد.
وأوضح ‘أن لقاء نواكشوط مكن من جعل الإطار المؤسسي لمجموعة دول الساحل، فضاء مشتركا للتشاور والتبادل وذلك إيمانا من هذه الدول بارتباط وتشابك التحديات الأمنية والتنموية التي تواجه دول هذه المجموعة الناشئة، خاصة في مجالات مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية’.
وفي مداخلة أخرى أمام الاجتماع أكد بيرناردز كازينف وزير داخلية فرنسا، التي تدعم مسار مجموعة الساحل الخمسة، ‘أنه من الصعب تأمين منطقة الساحل الشاسعة بالاعتماد على الجهود الذاتية، وبالتالي لا بد من تضافر جهود الجميع دولا ومنظمات من أجل مواجهة التحدي المتمثل في تهريب المخدرات والأسلحة وتبييض الأموال وغيرها من الجرائم المنظمة المرتبطة بالإرهاب الذى يزعزع الأمن في المنطقة’.
وقال ‘إن موريتانيا التي كانت عرضة للارهاب منذ عدة سنوات، تمكنت من وضع استيراتيجية طموحة وجادة لمكافحة الارهاب وغيره من الجرائم المرتبطة بهذه الظاهرة الكونية مما ساهم بشكل فعلي في مواجهة هذا التحدي’.
وأضاف ‘أن حجم الخطر يتطلب تضافر جهود الجميع′، معربا ‘عن استعداد فرنسا للتعاون الدائم مع موريتانيا ودول المنطقة من أجل تحقيق تطلعاتها المشروعة في الأمن والاستقرار’.