في نهاية شهر اغسطس2009 جاءتني مكالمة من الصحفي المقتدر عبد الله السيد وطلب مني أن ألتحق به للعمل معه في مشروع مؤسسة اعلامية "مؤسسة بلادي" بقسمها العربي وهو عبارة عن موقع وجريدة يومية وطلب مني أيضا أن ازوره في منزله القريب منا بعرفات فوافقت،وللاشارة فقد كان المدير الناشر ورئيس القسم الفرنسي الزميل موسى ولدحامد الرجل الخلوق المتواضع.
في الموعد الذي اتفقنا عليه زرته وأبدى مشكورا إعجابه بي وبمسيرتي - بحسب ما سمع عني من أشخاص وصفهم بأنهم ثقة لديه في المهنة - وحدثني باسهاب عن المشروع اعلامي الجديد ودوري فيه والحقوق المادية المتاحة.
طلبت منه أن يمهلني حتى تنتهي أيام قليلة تبقت من شهر اغسطس 2009 لأكمل للزميل الدكتور الحسين عمله وأودعه وقد فعلت وقبل مني الدكتورالحسين الوداع وشكرني وتمنى لي الخير.
عدت للزميل عبد الله السيد وبدأنا في التجهز للعمل وقد شاء الله أن العمل لم يبدأ الا في اكتوبر ومع ذلك وفى لي مشكورا بحقوقي في شهر سبتمبر.
في شهر اكتوبر 2009بدأت العمل في الجريدة "بلادي العربية" وتفانيت فيها مع ما تيسر من خدمة الموقع وكان عبد الله السيد نائب المدير وأنا رئيس تحرير الجريدة وأساهم في الموقع،وقد عمل معي في تلك الفترة سيدي محمد ابو المعالي ومحد ولد العاقل وكانا زميلين كريمين.
سار المشروع ولكن ببطء وكان العمل صعبا نتيجة للظروف التي يوجد فيها البلد وشح التمويل وبحث المدير عبد الله السيد عن المادة الجيدة للصحيفة وصعوبة توفيرها مع غلق المصادر وضعف الرواتب الموجودة وغياب الاتصالات الهاتفية وميزانية للنقل وفي ما بعد ميزانية لتكاليف المعيشة.
وللأمانة والتاريخ أذكر أن الزميل عبد الله السيد كان حريصا على راحتنا ويوفينا حقوقنا في وقتها ويجلب لنا الغداء الفاخر من منزله مع المشروبات كلما ما أمكنه ذلك ويعاملنا بأريحية ويقدم لنا انتقاداته بهدوء ونستفيد من تجربته الغنية ويساعدني في النقل حيث يصطحبني في سيارته غالبا جيئة وذهابا.
مع مرور الأيام أفلس هذا المشروع واضطرت الظروف أصحابه لتسريحنا فعدت للشارع مرة أخرى في نوفمبر2009،ولكنني كنت متمسكا بالمدرسة فرجعت للتدريس وزدت عدد الساعات حتى وصلت 38 ولكن كنت كما قال الشاعر :
كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
كنت أظن أنني بزيادة عدد الساعات الدراسية سيزيد مرتنبي ولكن في الحقيقة كانت الزيادة عبارة عن زيادة للواجبات والعبار والتعب علي مع محدودية كبيرة في زيادة الدخل بسبب ضعف أجرة الساعة في المدرسة وكثرة أيام الراحات "لاتحتسب" وغياب التلاميذ عن الكثير من الحصص التي لاتحتسب لي.
صبرت على هذا الحال وكنت مرهقا ومتعبا ونكدا فلا المدرسة أراحتني من هم الصحافة ولا الصحافة وجدت فيها مايسد خلتي بكرامة لستريح من تعب المدرسة.
طوت الأيام ماتبقى من أيام 2009 سريعا ليفرح العالم بعام جديد 2010 لكنني لم أفرح بسبب رتابة مرور الأعوام علي وأنا في تلك الوضعية الصعبة ومن "سيئ إلى أسوأ".
في 14 يناير2010 بدأت رحلة الى الجنوب وفي الحلقة المقبلة سنحكي الحكاية...
يتتواصل ...
بقلم : محمد ولد محمد الامين(نافع)
ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثاني من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 67حلقة" .
ولمن يرغب فيها أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني. الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).
للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com