عودة رئيس الجمهورية من ولاية لعصابه :|: تآزر : قمنا بتحويلات نقدية لآلاف الأسر في العصابة :|: وزيرة : تضاعف عدد المؤمنين لدىCNAM :|: الجيش المالي يتفق مع موريتانيا على تأمين الحدود :|: أبرز المشاريع التنموية التي أطلقها الرئيس في كيفه :|: تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
جولة في حياة الفقيد محمد ولد إبراهيم ولد السيد
 
 
 
 

التمييز الإيجابي في الحكومة القادمة / الولي ولد سيدي هيبه

lundi 11 août 2014


لم يتنزل مفهوم يوما التمييز الإيجابي اعتباطيا على التفكير البشري في تسيير حاله المعقدة و ضبط إيقاعها المضطرب و إنما جاء حاجة ملحة و ضرورة أملتها ظروف الاضطرابات السوسيو سياسية القاهرة التي ما زالت تلقي بظلالها

على مسار الإنسانية جمعاء، و إلى اكتمال البنية المؤسسية للدولة عندنا و حتى تكون حلا و إن مرحليا يصل بنا على الأقل إلى جزء من المشوار نستقر معه لمواصلة الدرب إلى المقاصد التي ما زال جلها بعيد المنال.

و لما أن استعصت في بداية القرن 20 و عند بداية النضال لانتشال المرأة من بؤرة التهميش و المطالبة بمساواتها في الواجبات و الحقوق مع الرجل هبطت على الذهنية السياسية، في مفهومها المتضمن تسيير شأن الشعوب دون تمييز، مفاهيم كثيرة تحاول الوصول إلى إرضاء الحركة النسائية العلمية يومها و من معها و حولها من المناصرين من جنس الذكور و في حيز يمنع اندفاع المرأة إلى المواجهة السلبية مع الرجل من ناحية و إيقاف الأخير عند حدود تكون أقل حدة و تجبره على اتخاذ مواقف أكثر اعتبارا للجنس الآخر... مفاهيم تراوحت بين المستحسن إلى حد إدماجها في مسطرة المصطلحات الحوارية و التعاملية في حقل النضال و دائرة الانجازات المحققة في ذلك الشأن.

و ليس أقل هذه المفاهيم قوة و أكثرها تحقيقا للمطالب أيا كانت مصطلح التمييز الإيجابي. و في موريتانيا لعب هذا المصطلح نظريا دورا إيجابيا في إعداد الذهنية السياسية و الاجتماعية للانفتاح على دور المرأة و من ثم مصاحبته إلى درجة النضج و الإنتاج حتى بلوغ غاية الإسهام الفعلي في عملية البناء و تحقيق توازنات الاستقرار و العدالة.

و لم تكن في هذا المنحى الحصة التي خصصت للنساء مؤخرا لتوقيع حضورهن البناء و المشارك بكثافة تناسب حجمهن و مكانتهن في غرفتي البرلمان، إلا نبرة دالة و وترا مسموعا في معزوفة التحول الخلاق و حجز مكانتهن الضرورية في جوقة صيانة لحن البناء الوطني.

و ليس منا ببعيد كذلك ما كان من تفكير ملي و جاد في التأسيس ثم العمل على وضع خارطة عملية للتمييز الإيجابي لصالح الشرائح المهمشة عموما و شريحة الأرقاء السابقين التي تقبع الأغلبية منها في "آدوابه" بالعمق و أيضا على أطراف المدن الكبرى، حتى تتسنى لأفرادها فرصة النهوض و اللحاق بمواطنيها الآخرين في مضمار توطيد دولة القانون و حمايتها من مكرهات التفاوت بين أبنائها.

و لأن التمييز الإيجابي بكل ما يحمله من نوايا حسنة و رغبة جادة إلى توفير العدالة و التوجه بالبلاد إلى حيز دولة القانون، فإنه لا بد أن يطال هذا التمييز كذلك كل أوجه حياة البلد و يبحث في المجهود العام عن كل تطبيقاته اللائقة في الزمان و المكان بما يخلق التوازن و يضمن الاستقرار و السلام.

و لأن البلاد خرجت بسلام من الانتخابات الرئاسية التي جرت في الواحد و العشرين من يوليو المنصرم في أجواء طبعها الهدوء التام و التنافسية الإيجابية، فإن المرحلة الوشيكة هي تشكيل حكومة جديدة تباشر استمرار العمل و المجهود الكبيرين اللذين تحققا خلال الولاية المنصرمة للرئيس المعاد انتخابه السيد محمد ولد عبد العزيز، و هي محط الأنظار إليها و إلى نوع التشكيلة الجديدة و فرسانها.

و لأن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز كان أدرك ضرورة ملاءمة السياسية مع المتطلبات الحقيقية للبلد من أجل تنميته و استقراره، و المواطنين من أجل رضاهم و تقوية إحساسهم بالأمان و العدالة أين ما وجدوا على امتداد تراب الوطن دون الشعور بالغبن أو التهميش لأي سبب أو عذر كان و بأي شكل كان.

و إذا كانت جميع ولايات الوطن غير متكافئة من حيث عدد ساكنتها و غير متساوية في تركيبتهم العرقية و الطبقية أو في مقدراتها و خيراتها و إمكاناتها التنموية، إلا أنها تبقى كلها و باعتبارات أخرى وحدة متكاملة لوطن واحد.

و حتى يتساوى الشعور لدى كل المواطنيين بالمساواة في المواطنة و بالقدرة من أي نقطة ينحدرون أو ينتمون إليها في عموم تراب البلد و على حد سواء لخدمة الوطن الموحد منذ كان، فإن تجسيد ذلك كان و سيظل طلبا مشروعا و أمرا مرغوبا و إن اسدعى تمييزا إيجابيا لتضم منه و لأجله تشكيلة وزراء الدولة تمثيل كل الطيف السكاني المطبوع بأنفاس جهاته و ألوانها و نكهة تفكيرها و عطاء أبنائها.

و هو الأمر إن تحقق لا بد أن يقرب مناطق البلد المتباعدة و يحمل إلى اندماجها بما تتطلبه وحدة الوطن و تقاسم أهله كل ما يربطهم ببعضهم و لتتقدم البلاد بذلك إلى تحقيق ما كان ذات يوم من انسجام و تناغم تشهد عليه وحدة اللغة و المذهب الديني و تاريخ المقاومة و هبة الاستقلال و قيام الدولة و خلو سجلها التاريخي من الحروب الأهلية... أمور جوهرية إن أمعن الجميع النظر فيها فإنها قد تكون بذلك حقا و بالإضافة إلى استنتاجات أخرى حملها بكل وضوح الرؤية و بعد النظر التزام السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز في الخطاب الانتخابي الأخير الذي ألقي في "حي ملح" و وعد خلاله بتطبيق سياسة التمييز الإيجابي في كل الولايات التي قد تتبين ضرورتها أو يطلب أمر مساواتها مع غيرها من الولايات الأخرى حلا إلزاميا لفك عقد التخلف بكل أبعادها و مسمياتها.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا