انطلق عمال موريتانيون في مسيرة راجلة غير مسبوقة بسبب طول مسارها، احتجاجاً على أوضاعهم وقطعوا خلالها مئات الكيلومترات واحتفلوا بعيد الأضحى في الصحراء من أجل الوصول إلى العاصمة نواكشوط للاعتصام أمام القصر الرئاسي.
وقطع العمال نحو 260 كلم ولا يزال أمامهم نحو 450 كلم في مسيرة انطلقت من مدينة أزويرات شمال موريتانيا في بداية أكتوبر الجاري باتجاه نواكشوط.
ويأمل المشاركون أن تساهم المسيرة في إثارة الاهتمام حول قضيتهم بعد أن تنصلت الشركة التي يعملون لديها، من التزاماتها تجاههم.
وتحاول فعاليات المجتمع المدني ثني المشاركين في المسيرة عن الاستمرار فيها والدفاع عن حقوقهم بطرق أخرى بسبب طول المسيرة 710 كيلومترات وموجة الحر التي تجتاح موريتانيا حاليا، إلا أن منظمي المسيرة مصرون على مواصلة المغامرة حتى النهاية.
كما قام أهالي المشاركين في المسيرة باحتجاجات في مدينة ازويرات واتهموا السلطات بتجاهل قضية العمال الذين يمرون بظروف غير إنسانية، وتركهم يسيرون على أقدامهم لقطع مسافة طويلة في هذه الموجة الحرارية، من دون أي تفاوض معهم للتوصل لاتفاق يكون منصفاً لجميع الأطراف.
ويقول أحمدو ولد محمد الشيخ أحد المشاركين في المسيرة إن عشرات العاملين في شركات الأمن الخاص سيواصلون رحلتهم نحو العاصمة نواكشوط، للاحتجاج على تدني أجورهم وظروفهم المعيشية ولتبليغ شكواهم بعد تنصل الشركات من تنفيذ الاتفاقات التي أبرمتها معهم مؤخراً.
ويؤكد أنهم قادرون على قطع هذه المسافة وتحمل الظروف المناخية والبعد عن الأهل في مناسبة العيد، من أجل تحقيق أهدافهم، ويضيف "نحن العاملون في مجال الحراسة الأمنية نقف ساعات طويلة من أجل أداء عمل لا نتقاضى أجره كاملا، فكيف لا نتحمل مسيرة راجلة للاحتجاج على أوضاع سيئة، على الأقل المشي أفضل من الوقوف".
وتنتقد الكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا الفصل غير القانوني لعمال الشركة الموريتانية للأمن الخصوصي، وذلك بإحالتهم للتقاعد القسري، وقالت إن بعض المفصولين لم يتم التصريح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ودعت إلى التراجع عن قرار فصل عشرات العمال، خاصة أنه تم دون استشارة مناديب العمال والنقابات.
ونجحت عدة مسيرات راجلة في تحقيق أهدافها، حيث يتجه المحتجون بعد وصولهم للعاصمة إلى القصر الرئاسي، لإيصال شكواهم إلى رئيس الجمهورية، وأصبح هذا النوع من الاحتجاج رائجا في موريتانيا خلال الفترة الأخيرة، إلا أن هذه المسيرة تعتبر الأطول والأكثر مشقة مقارنة بالمسيرات السابقة.
المصدر :العربية نت