في صباح اليوم الموالي بدأت العمل حيث عقدت أول اجتماع تحريري لإعداد أول نشرة إذاعية لي بالمؤسسة.
في بداية الاجتماع تعرفت على مستويات طاقمي التحريري وهل من تجارب فاكتشفت أنه مجموعة من الشباب الهواة دفعهم نشاط الشباب وحماسه لدخول بلاط "صاحبة الجلالة".
كانت المستويات بين الجامعي والباكلوريا والثانوي بسنواته الثلاث الأخيرة وفي تخصصات مختلفة بعضها أدبي الآخر علمي،لكن القاسم المشترك بين الجميع هو عدم معرفة العمل الاذاعي وبالتالي فقد بدت المهمة صعبة بالنسبة لي حيث كانت تتطلب مايلي :
الحرص على إنجاز العمل في أسرع وقت وبأقل تكاليف مادية ممكنة
معرفة فنون العمل الإذاعي من إعداد للمادة ثم التحرير ثم التقديم
وتتضمن كل من تلك الخطوات الثلاث عملا فنيا لابد من التعرف عليه بالدراسة والممارسة :
تتضمن عناصر النشرة الإذاعية الناجحة :أخبارا بسيطة، تقارير متنوعة،معرضا للصحافة .
أولا :شروط الكتابة للإذاعة : لا بد من التمرن على الكتابة للإذاعة حيث ان الكتابة للاذن عملية صعبة ولا تتاتى الا بدراسة التحرير الاذاعي نظريا ثم التطبيق لمدة طويلة(جمل قصيرة، واضحة،سهلة اللغة،دقيقة الهدف).
ولكتابة الأخبار تجب معرفة الشكل المطلوب هل هو خبر قصير أم تقرير يتألف من عدة فقرات ويجب الربط بينها بإحكام وبرأس (مقدمة) وخاتمة جذابين يشدان المستمع مع ربط فني رفيع بين فقرات التقرير،وكل هذا يحتاج مهارة كبيرة.
أضف إلى ذلك أن العمل في الأخبار يحتاج أن يكون الصحفيون مطلعين مسبقا على الواقع الوطني والإقليمي والدولي وبعمق،كما يجب أن يكون كتاب التقارير في غير السياسة مطلعين على مشاكل المجتمع التي يعدون التقارير عنها بهدف الإنارة عليها والبحث لها عن حلول.
في الإذاعة أيضا يجب أن تحتوي النشرة عناصر صوتية مسجلة تضفي على مضمون النشرة حيوية وواقعية وكنت أعاني من صعوبات كبيرة في هذا الجانب حيث لا يوجد لدي "قسم للاستماع" أتحصل منه على شهادات المسؤولين الرسميين أو غيرهم.
وفي القضايا الاجتماعية والاقتصادية والمشاكل اليومية كان تسجيل عناصر مع خبراء أو شهود عملية شاقة نظرا لسمعة الصحافة "الملوثة" من جهة ولعدم تعود الناس هنا على التعامل مع وسائلا الإعلام .
وطبعا في غياب مثل تلك المهارة ومضايقة الوقت تبين أن مهمتي ليست بالسهولة التي تخيلتها مستقبلا،لكن بذلت الجهد وكانت الأمور تتحسن يوما بعد آخر.
ثانيا : لم تكن الصعوبات في مرحلة الإعداد وحدها بل كانت هنالك صعوبات في مرحلة التقديم(يستلزم جمال الصوت وسلامة اللغة والتغلب على عقدة الخوف من الجمهور) حيث كان من الصعب على الجميع التقديم بطريقة تسمح بقراءة جميلة للنشرة أو تقاريرها مع انعدام الأخطاء النحوية العربية التي تمثل كارثة في الإعلام الموريتاني بكل أنواعه،ناهيك عن التعود على الأسماء والأماكن التي ترد في النشرة وهي غير عربية .
قسمت الفريق إلى 3 مجموعات واحدة للتقارير والثانية لجمع الأخبار والثالثة موزعة بين إعداد الاقتصاد والرياضة.وكنت أشرف على كل صغيرة وكبيرة في الإعداد وتسجيل العناصر وتحضير النشرة للتقديم .
مثال هذه عناوين نشرة الاثنين 31يناير2011(لم أعثر على أول نشرة للأسف لكن تصميم النشرة وتوزيع الفريق كما هو مع تغيير في الأشخاص حسب الظروف) :
*****
رئيس الجمهورية يدعو باسم الرؤساء الأفارقة إلى الاندماج
رئيس التكتل يقول إن وضع البلاد ينذر بالانفجار
عمال موريتانيا للطيران يتظاهرون في انواكشوط احتجاجا علة تأخر حقوقهم
إذاعة أطلس ترصد واقع توزيع الصحافة المكتوبة بموريتانيا
***
في هذه النشرة :
(التقديم :حمود ولد أعمر،صباح بنت محمد بابه)
(التقرير اليومي :كرتومه بنت محمد محمود)
موجز الاقتصاد :(أباه أبيري ولد اليدالي : أمته بنت المحجوب)
موجز الرياضة :(السيد ولد محمودي)
وتتراواح مدة النشرة بين 15دقيقة و20 دقيقة تحمل لمدة 24 ساعة على الانترنت.
في الحلقة المقبلة نتعرف على ...
يتواصل ...
بقلم : محمد ولد محمد الامين(نافع)
ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثاني من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 67حلقة" .
ولمن يرغب فيها أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني. الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).
للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com