تواصلت تلك التجربة الرائدة ولكن .."لكل جواد كبوة"...في هذه الحلقة نتابع أسباب تدهور عمل الإذاعة على الانترنت ثم غلقها نهائيا.
في شهر2011 مارس شكا المدير التنفيذي لمؤسسة أنباء أطلس الزميل محفوظ ولد الحنفي من الأعباء الملقاة على عاتقه في الصحيفة والموقع وطلب من المدير العام الأستاذ يوسف ولد حرمه أن يمده بشخص قادر على مساعدته في العمل فيهما (كاتب صحفي)،وعقد اجتماع لإدارة المؤسسة بموجبه تمت إقالتي من الإذاعة لأصبح مسؤولا عن التحقيقات والتحرير في الصحفية"المشعل"،بالإضافة لعملي مديرا في موقع أنباء أطلس الالكتروني وعين بديلا عني الزميل اعل ولد البكاي على الإذاعة(كان قد التحق بنا قبل ذلك للعمل فيها.(كنا قد أعلنا في شهر فبراير عن اكتتاب لشباب صحفيين أكثر كفاءة).
تقبلت موقعي الجديد بكل رحابة صدر وواصلت العمل بالجدية نفسها- ومع مرور الأيام أثبت الواقع أن التجربة الإذاعية مع الزميل اعل ولد البكاي لم تمض على ما يرام نظرا لعلاقاته المتوترة مع غالبية الزملاء.وقد التحف بنا في هذه الفترة الزميل هاشم ولد مولاي في الجريدة والموقع وقد ساهم معنا بفعالية في العمل الصحفي المكتوب أنا وزميلي محفوظ ولد الحنفي وقبل ذلك التحق بنا الزميل محمد ولد شيخنا وكانت مساهمته معنا ممتازة .
كانت الظروف المادية قد بدأت تسوء وانتقلت المؤسسة (في شهر ابريل) من مقرها في عمارة النجاح إلى مقر جديد غرب مدرسة الشرطة بتفرغ زينه بعيد جدا من وسط المدينة الملائم للعمل الصحفي،كما بدأت الإقالات في صفوف بعض الزملاء الشباب وضعف الاهتمام بظروف العيش وتوفير فلوس للنقل للقيام بعمل المؤسسة عكس الشهور الثلاثة الأولى (دجمبر2010 ويناير وفبراير2011).
في شهر ابريل أيضا عقد اجتماع آخر لإدارة المؤسسة بعد استقالة الزميل اعل ولد البكاي وأعيد تكليفي بالإذاعة مجددا مع تحمل المهام السابقة في الجريدة والموقع ..كانت الظروف تسوء يوما بعد آخر والشباب متذمرين،كما صدرت نتيجة الاكتتاب الذي كنا أعلنا عنه سابقا(انتقاء ملفات) واضطررنا لإقالة الكثير من شبابنا السابقين لضعف الكفاءة واكتتبنا اثنين جددا هما (مختار زايدنا،محمد محفوظ ولد المختار)،مع الاحتفاظ باثنين أوثلاثة منهم.
تواصلت رحلة العمل وكان مضنيا نظرا لحجمه الكبير ونقص الطاقم وقد أشعرني بن عم لي في شهر يناير يعمل قاضيا(محمد لد محمد الأمين جزاه الله خيرا) بوجود مسابقة المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء يطلب فيها كتاب صحفيون وألح علي بالمشاركة فيها.
خلال الأشهر الثلاث الأخيرة (مايو ويونيو ويوليو 2011)كانت الأحوال سيئة جدا حيث تأخرت رواتبنا وصرنا معاني صعوبة للوصول لمقر العمل وطال غياب المدير العام يوسف ولد حرمه في الخارج ورغم ذلك واصلت المسير.
في نهاية شهر يونيو 2011 عاد المديرالعام من جولة في الخارج وطلب منا أسبوعا لراحته قبل لقائه وفي الأسبوع الثاني كان مشغولا ببعض الضيوف لديه .
في يوم 10 يوليو 2011وصلت في حدود التاسعة صباحا لمقر عملي كالعادة وبعد دقائق قليلة استدعاني المدير العام للمؤسسة يوسف ولد حرمه وجلسنا في جلسة مكاشفة أخوية وودية حيث أبلغني بأنه سيغلق المؤسسة نظرا لتعذر وجود التمويل اللازم واستشهد بالصعوبات التي عرفتها في الأشهر الأخيرة وقال بالحرف الواحد (لو لم أكن احترمك وأقدرك لما شرحت لك الموضوع ول كانا الآن أمام خيارين : إما أن أغشك وأستغلك وهذا ليس من شأني أو أصارحك وها قد فعلت.. جميلك محفوظ لدي واعترف لك بقدراتك وإن وجدت لك فرصة عمل سأدعوك وصداقتنا ستبقى دائما).
شكرته على الفترة التي قضيتها معه وعلى المعاملة الحسنة طيلة فترة عملي معه والمساعدات المادية التي طالما غمرني بها والتقدير الخاص لي ولعملي وودعته وانصرفت.
بتلك الجمل الرائعة والوداع الأخوى انتهت فترة سنوات الضياع لتفتح أول صفحة من ...
يتواصل ...
بقلم : محمد ولد محمد الامين(نافع)
ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثاني من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 67حلقة" .
ولمن يرغب فيها أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني. الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).
للتعليق والملاحظات : ouldnafaa.mohamed@gmail.com