في حدود الساعة السادسة والنصف فجرا استيقظت وتوضأت وصليت فرضي وبدأت الاستعداد للمغادرة ...كان الوقت صيفا والحرارة شديدة نسبيا،وقد سرقني الوقت حيث لم أصل قارعة الطريق إلا في حدود 7:20 صباحا وكنت أطن نصف ساعة كافيا للوصول ولكن هيهات .
كان رصيف الطريق مليئا بالركاب والسيارات التي تمر إما مشحونة بهم أو في اتجاه معاكس وهو الأكثر. شعرت بالقلق وكانت كل دقيقة تمر تعني قرب حرماني من "فرصة العمر" حيث لا مجال لخوض أي مسابقة بعد هذه بسبب عامل السن بعد نهاية هذا العام من جهة ويا ترى هل سأجد مسابقة مناسبة في ما تبقى من هذه السنة من ناحية أخرى؟
كانت الدقائق تسير بسرعة بحيث كدت أصدق أن كلا منها تصل 60 ثانية بسبب الخوف والقلق من التأخر عن المسابقة .
في حدود الساعة 7:40مرت بالصدفة سيارة "تويوتا" تابعة لشركة "موريتل"،أشرت علي صاحبها بالوقوف من باب اليأس من الحصول على سيارة أجرة ..وكم كانت فرحتي عندما توقفت على بعد 10 أمتار مني أسرعت نحو قمرة القيادة وسلمت على رجل فيها يبدو من وجهه أنه محسن وخلوق رحب بي وسألني أين اتجاهي فأخبرته الخبر فقال لي "حبا وكرامة أنا ذاهب إلى موريتل وهذا هو اتجاهي وسوف أسرع بسيارتي علني أوصلك لمركز المسابقة قبل فوات الأوان"(له كل شكرى ).
كان شعوري في تلك اللحظة يوصف من حيث الفرح ..تجاذبنا أطراف الحديث حول المسابقة وزحمة المرور التي كانت لنا بالمرصاد قرب شركة الكهرباء الشمالية على بعد نصف كلم من ملتقى الطرق المعروف ب"مدريد".
أسرع صاحبي بسياراته وسلك منعرجات مختلفة تفاديا لتلك الزحمة حتى وصلنا قرب الثانوية العربية حيث سننعطف بالسيارة شمالا في اتجاه مركز الامتحان "مدرسة التطبيق " التابعة لمدرسة تكوين المعلمين،ولكن كانت زحمة المرور على هذه المحور الطرقي القصير خانقة بسبب كثرة السيارات التي تجلب المترشحين للمراكز الأخرى المجاورة من جهة وكثرة السيارات القادمة عادة في مثل هذا الوقت من الضاحيتين الشرقية والجنوبية للعاصمة نواكشوط.
في حدود الساعة 7:55 دقيقة وصلت أمام مركز الامتحان فنزلت على رصيف الطريق وشكرت صاحب السيارة الذي لن أنسى فضله ما حييت حيث أنقذني من ورطة كادت تعصف بمستقبلي .
كان عدد المترشحين لافتا أمام البوابة الرئيسية حيث احتشد المئات من الشباب رجالا ونساء وكانت الأحاديث الجانبية في كل مكان من تلك الساحة،كما كان الخوف والترقب باديان على الوجوه ،وثمة من يعبر عنهما بطرح التساؤل على هذه المجموعة أو تلك هل سمعتم شيئا عن طبيعة مواضيع المسابقة ؟ هل سمعتم عن لجنة الإشراف عليها ؟ هل سمعتم عن معايير النجاح المطلوبة ومدة التصحيح للكتابي ؟
هل يوجد من بين المترشحين إعلاميون لديهم دراية حقيقية بالحقل نظريا ولديهم تجربة يعتد بها ومعرفة كافية بواقع الإعلام بالبلد؟ ترى ماهي طبيعة المواد المطروحة هل ستكون في التخصص؟ أم عامة؟ أم من هذا وذاك؟ هل ستكون اللغة الثانية عقبة أمام النجاح؟
كانت كل هذه الأسئلة تترى في أذهان المتسابقين الذين ما إن أعلنت الساعة الثامنة صباحا حتى فتحت أمامهم البوابة وطلب من كل منهم الالتحاق بقاعة الامتحان الخاصة به مصحوبا بوصل الاستدعاء وبطاقة التعريف الوطنية.
أثناء الانتظار التقيت عددا من المترشحين أعرفهم في الإعلام الخاص والرسمي هنا ولكنهم ليسوا من الذين سبق وأن درسوا الصحافة في الخارج،كما التقيت وجوها أخرى من تخصصات مختلفة تجرب حظها في هذه المسابقة .
كان يوم المسابقة 18يوليو2011 يوم سبت (عطلة رسمية) ولكنه...
يتواصل
بقلم :محمد ولد محمد الأمين (نافع)
ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثالث من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 66حلقة والثاني تحت عنوان :"سنوات الضياع في 55 حلقة".
ولمن يرغب فيهما أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني. الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).
للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com