عودة رئيس الجمهورية من ولاية لعصابه :|: تآزر : قمنا بتحويلات نقدية لآلاف الأسر في العصابة :|: وزيرة : تضاعف عدد المؤمنين لدىCNAM :|: الجيش المالي يتفق مع موريتانيا على تأمين الحدود :|: أبرز المشاريع التنموية التي أطلقها الرئيس في كيفه :|: تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
جولة في حياة الفقيد محمد ولد إبراهيم ولد السيد
 
 
 
 

خطر الترف الثقافي، تسول الإعلام، شعر الاسترضاء و أداء الغاوين /الولي ولد سيدي هيبه

jeudi 1er janvier 2015


لا شك أن العناية بالمدن القديمة و السعي إلى الحفاظ على مكانتها التاريخية و أبعادها الحضارية لإبقائها ركنا مكينا داخل المنظومة الثقافية الشاملة للبلد و في دائرة الثقافة العالمية عبر اهتمام و مشاركة المنظمات الثقافية الأممية و العالمية و الاعتراف و التثمين و الحفاظ على التراث الإنساني العريق بمقياس جودة العطاء، لهي لفتة كريمة و فكرة عظيمة و غاية نبيلة.

و إنه لمن حق كل الأمم، و منها الموريتانية، التي تحترم ذاتها و تقدر حاضرها و تثق بمستقبلها أن تفخر بآثار ماضيها و أطلال حضارتها التي قهرت عوادي الزمن و أشدها فتكا التغيرات المناخية، و سجلت على صفحاته الخالدة تألق الأجداد المؤسسين و البناة المتمكنين من فن العمارة و التخطيط الهندسي البديع و داخل أحضان جدرانها و سقوفها و في أمان أسوارها المنيعة و شموخ أطوادها الذين تركوا إرثا مخطوطا قيما ونادرا أبدعوا و أودعوا طياته كنوزا من العلوم الشرعية و نبغوا في الآداب و غيرها و في الفنون المختلفة و ما سواها من العطاءات المتنوعة في مجالات الزراعة تحت النخيل و حفر الآبار العميقة و تقنيات الري و وسائل الحماية من عناصر الطبيعة و الغزو و الحروب التي ساهموا بها و من خلالها في الحفاظ على كيانهم في محيط جاف و قاس لا يقبل الضعفاء، وحافظوا فيه رغم كل ذلك على وجههم الحضاري النضر و مكنوا عبره لاستقلاليتهم بقدرات ذاتية عن سواهم من خلال إبداع كل مقومات البقاء و التطور و لضرورات التبادل مع محيطيهم القريب و البعيد حتى شكلوا فيه وصلة جوهرية و مرجعا للعطاء الغزير ذاع صيته و كثر مرتادوه للنهل من ينابيعه و منه مبعوثوه إلى العوالم الأخرى مسلحين بأدق المعارف و بشوارد صفات الألمعية في حفظ و سرعة البديهة و قوة الاستنباط و التأويل و الاجتهاد.

و لكن هذا الإرث التاريخي الذي اعترفت به و صنفت المنظمة الأممية اليونسكو إرثا إنسانيا تجب حمايته و قد ثمنه الرئيس محمد ولد عبد العزيز و تعهده و رعاه بأن جعله محط اهتمام و محل احتفاء بمدنه سنة بعد أخرى، قد يتعرض بهذا التلاحق الزمني المتقارب إلى تناقص قيمته التراثية و التاريخية و العلمية من خلال :

 كثرة عدد القادمين و المُستقدمين و الزوار الذين يحملون معهم كل أسباب تلوث المحيط و تهديد المعالم الأثرية و المعمارية بوطء الأقدام و ضجيج محركات السيارات و هي الآثار و المعالم التي تعاني أصلا من وطأة الزمن و فتك عناصره،

 تمييع القيمة الحضارية و التاريخية و العلمية للإرث العظيم و تجريدها من جوهرها و إطفاء بريقها و قتل أسباب تحفيزها للأجيال المتعاقبة على حفظ المعاني السامية لتاريخ أجدادهم و إبقاء جذوته متقدة تحثهم و تدفعهم إلى الصمود في وجه العولمة،

 استنزاف أموال البلد العامة و الخاصة في مجالات لا تأخذ شكل الاستثمار الإيجابي في الأعمال الباقية التي تستفيد منها حركية المدن الاقتصادية أو في أوجه مدرة للدخل تأخذ وجه الاستمرار و التمدد و الانتشار و التطور. أموال طائلة يرجع ثلثاها على أقل تقدير إلى المدن الكبرى في جيوب المتسولين الذي يسألون الناس إلحافا و شعراء المناسبات و إضفاء الصفات المستعارة جزافا و المبتذلة للإرضاء المدر عند الطلب و الغاوون الذين لا فكاك للشعراء منهم و من تقاسم الغنائم و إياهم.. جوقة متكاملة قوامها كل المترفين الذين لا يهمهم الإرث الحضاري في قيمته العليا و لا التوازن الاستثماري الذي يمكن من خلال الاحتفاء به و تثمينه أن يخلق لمناطق البلد إسهاما و إمعانا في إرساء العدالة و التكامل بين المناطق و الجهات و إبراز و تجسيد أوجه التقاسم و التكامل العملي في ذلك.

و إن الوضع الذي ما يزال يحيط بقيام هذا المهرجان و المنهجية المتبعة في إعداده و المحاصرة من طرف الخلفية الثابتة المستندة على الانتقائية و الزبونية و اعتماد بعض الارتجالية و سطوة المتنفذين باسم التاريخ و معالمه ليستدعي على وجه الاستعجال أن يتم العمل ميدانيا على تنقية أجوائه بوصفه حدثا بارزا بحق، و بإزالة شبح هذه الأخطار عن المدن الأثرية العريقة؛ أخطار متمثلة في هذه المعوقات التي تحجب قرص شمس سخاء تاريخ هذه المدن الفياض بالعطاء و المرصع بالأمجاد في كل أوجهه، و السعي إلى إبعادها معوقات تكررت في المراحل السابقة و حالت دون استفادة هذه المحطات التاريخية والإنسانية و ساكنتها كما كان ينبغي و يليق من أهمية و أبعاد تظاهرة الاحتفاء المشروع الأمر الذي ستعانيه حتما النسخة الجارية، فإن الأهداف المحددة و الآمال المعقودة لن تتحقق و إن الأموال التي توجه لتصرف كل عام في تنظيم هذه المناسبات ستظل عرضة لخطر الترف الثقافي العقيم و التسول المرضي الرخيص و الإعلام المبتذل و الغاوين المائعين و شعر التكسب المخل بمضامين و جوهر الحدث في علميته و مضمون إسهاماته ضمن الموروث الإنساني المشترك.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا