تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|: تعيينات واسعة ب 3 إدارات في شركة "سنيم" :|: BAD يمول مشاريع للبنى التحتية بموريتانيا :|: المصادقة على اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي بين موريتانيا والسعودية :|: تحديث جديد في واتساب ينتظره الملايين.. ! :|: اضراب شامل للأطباء المقيمين الأسبوع المقبل :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع يظهر في صورة حديثة
 
 
 
 

الصوم والصيام.. جدلية العلاقة والفرق بينهما بقلم محمد زلالي

vendredi 12 juin 2015


– أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الكرام الميامين وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد، فأسأل الله أن تكونوا في تمام الصحة والعافية وأسأله أن يتقبل مني ومنكم الصيام والقيام وتلاوة القرآن وسائر فضليات الأعمال إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ثم أما بعد.. فحقيقة في هذا المقال سأحاول أن أذكر نفسي وإياكم بأمور قد تعلموها أو نسيتموها.. وهي أمور أغلبنا في حاجة إلى معرفتها ما دمنا لا نفقهها أو نَذَّكرها، وفي سبيل فهم الدين وإسرار النية وإخلاصها لله عز وجل حتى نبتغي وجهه تعالى.

المهم الموضوع وبشكل وجيز هو عن الصوم والصيام وكم منا لا يعلم الفرق بينهما وبل وأكثرنا يكاد يتيه في التفريق بينهما بل ويشابههما. فأولا عندما نتمعن القرآن بشكل حذر شديد نجد أن الله قد أدرج مفهومي الصوم والصيام فيه في مراتب مختلفة ومتمايزة. فالله جل شأنه إذ درجهما معا فهذا يعني أنهما مفهومان مختلفان، إذ إنه تعالى وتقدس لا يدرج في كتابه العزيز كلمتين لهما نفس المعنى أو مترادفتان لغويا واصطلاحيا بشكل مباشر إلا أن تكون ثمة قرينة شباه، فالقرآن العظيم يطفح بكلمات قد تكون متقاربة المعنى لكنها لا تحوي معنى مماثل بينها وهنا تكمن إعجازيته البلاغية والبيانية.

نعود إلى موضوعنا، الآن لنبدأ بمفهوم الصيام ففي القرآن يقول الله عز وجل : “يا أيها اللذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”، فهنا يأمرنا الله عز وجل بأمر الصيام وهو الفريضة الرمضانية التي نعرفها جميعا وهي الامساك عن المفطرات من أكل وشرب وجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التعبد لله عز وجل وقصد تحقيق مبدأ التقوى لله جل مجده وهذا بطبيعة الحال اصطلاحا، وأما لغة فمن بين معانيه الامساك عن شيء ما طيب الآن نعلم ما هو الصيام لكن ما الصوم؟؟

رجوعا إلى مادة كلمة صوم فهي مصدر من فعل صام الذي أصله صَوَمَ والذي تشتق منه أيضا مادة كلمة صيام فالأصل واحد ولكن الفروع مختلفة، وهذا يصب في المعنى الذي أدرجته سابقا

عندما نعود إلى القرآن العظيم نجد أن الله عز وجل ذكر كلمة صوم مرة واحدة في صورة صيام السابقين من الأمم البائدة في سورة مريم، قال تعالى مخاطبا مريم عليها السلام : “فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا”. فكما نرى أن الصوم هنا جاء كدلالة على صمتها عليها السلام وعزوفها عن الكلام لحكمة قضاها رب الأرباب.. فالصوم حتى أوجز هو صيام الجوارح وخاصة اللسان ، وأنا أتجاوز هذا لأقول أن يخص اللسان والقلب أيضا كيف ذلك؟

لنعد إلى مادة كلمة صوم، عندما نتمعن فيها نجد أنها على وزن فَعْلٌ وفي معناها الاعتيادي تعني الوقف يعني التوقف عن فعل شيء ما في مدة زمنية محددة وتستمر إلى أجل مسمى وذلك اعتمادا على أفعول وتأثير الصيام الذي هو كما قلنا العبادة المفروضة لكن الشيء العجيب الذي انتبهت له هو أن الصيام على وزن فِعَالٌ وهذا الوزن يفيد الشمول والاستغراق يعني أنه ينبني على المطاولة في الزمن والاشتباع منه. وهنا نجد العلاقة المحورية بين الصوم والصيام، إذ إنه بتزامنهما وتكاملها يحدث المبتغى من الصيام الحق، وذلك بصيام المعدة والفرج وصوم اللسان والقلب. ولما تحدثت عن القلب، فببساطة هو الاقلاع عن كل مسمم قد يودي به إلى معرة أو داء خطير من أنواع الأمراض القلبية كالحسد والغل والجفاء والبغضاء وغيرها… ومحاولة إحلال قيم الصفاء والتسامي والتضامن بين بني آدم في هذا الشهر الكريم وإطغاء فضائل الحب والتسامح والنبل، فطل هذا يصب في صوم القلب حتى يضحى صَائماً بمعنى قمة السمو في الأخلاق والفضائل ونشر الخير والبركة والعمل في سبيل الله.

إن مسألة صيامنا هذه الأيام مع الأسف لا ترقى إلى تكون صوما بمحاذاتها، فرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ما حظه من قيامه سوى التعب والسهر أو كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأعود إلى آخر لفتة وهي أن الله جعل الصوم منسوبا إليه في الأجر وليس الصيام، وذاك أن الصوم مرتبة نبيلة وسامية وليس كالصيام التعبدي الذي كل مسلم يمكن أن يصومه، فلو قرنا الصوم بصيامنا لشهدنا عجائب النتائج وأقومها.

وختاما، أقول لكم إن الصوم جنة والصيام قربة وكلاهما إلى الله مقربة، فالصبر الصبر على الصيام والحرص الحرص على الصوم.

أسأل الله أن يعيننا على طاعته في هذه العشر الأواخر، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وأسأله أن يجعلنا من عتقائه في آخر رمضان وأسأله أن يبلغنا ليلة القدر صلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك والحمد لله رب العالمين.

العربية نت

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا