حين نعود لتصريحات الإيرانيين والمرشد الأعلى لها وهو علي خامنئي، والذي يكررها دوما وآخر ما قال الجمعة الماضية في مصلى الخميني في طهران فماذا قال "سواء تمت الموافقة على الاتفاق النووي أم لا لن نكف مطلقا عن دعم أصدقائنا في المنطقة وشعوب فلسطين واليمن وسورية والعراق والبحرين ولبنان.. حتى بعد هذا الاتفاق سياستنا تجاه الولايات المتحدة المتغطرسة لن تتغير"، وأكد أيضا بتصريحاته -المرشد خامنئي- "إيران لن تسمح بتعطيل مبادئها الثورية أو قدرتها الدفاعية" ماذا يمكن أن نستنتج من كل هذه الكلمات وليس كامل التصريحات التي تردد من قبل "المرشد الأعلى" هل يمكن القول أن الاتفاق الأميركي لا قيمة ومعنى له وفق هذه الأقوال والتصريحات التي تعني استمرار إيران بأهدافها "الثورية" و"لن تتعطل مبادئها الثورية" و"قدرتها الدفاعية" و"ودعم الأصدقاء في فلسطين واليمن وسورية والعراق والبحرين ولبنان" فما قيمة هذا الاتفاق الأميركي وهو لا يوقف أو يغير شيئا على الأرض، إلا تأجيل "السلاح النووي" وكسب "أوباما" الشخصي له لا أكثر، هل هناك "عاقل" يمكن أن يصدق النوايا و"الجينات" الإيرانية وعدوانيتها على المنطقة؟ لا أعتقد هناك من يثق "بكلمة أو اتفاق" إيراني والتاريخ ينبئ بذلك ومرشد له.
الاتفاق الأميركي الإيراني هو موجه بوضوح "ضد" المنطقة التي كانت الولايات المتحدة ترى "سابقا" أنهم الأصدقاء الأوفياء أو الحلفاء والشركاء السياسيين والاقتصاديين، أميركا الأن تخلق "الفوضى" بهذا الاتفاق والدعم لإيران، من خلال ضخ دماء -الأموال- في شرايينها سواء بالأرصدة 100 مليار دولار أو 40 مليون برميل في عرض البحر الجاهزة للبيع بأي ثمن، ونية إيران التوجه للسوق النفطي لضخ النفط والمزيد منه لضغط الأسعار أكثر وأكثر فهي بحاجة لكل دولار أميركي، فهي وصلت مرحلة شفير الهاوية اقتصاديا ولكن أتت "الاتفاقية" كمنقذ لها من حبل المشنقة الاقتصادية، وهذا هو واقع اليوم، فلماذا في الأساس سلمت الولايات المتحدة بهذا الاتفاق السهل السريع وهي تعلم أن إيران بأسوأ حالاتها وظروفها وهي لا تملك من قواعد اللعبة ما تراهن عليه؟ ! أرى أن المبرر اقتصادي أولا، فإيران زبون ضخم، ومنتج نفط مهم الآن ومستقبلا سيكون أكثر وأكبر، وستبيع أكثر والأثر واضح، لم يتضمن الاتفاق الأميركي الإيراني أي شيء عن الهيمنة الإيرانية لا في العراق ولا تدخلها بدول المنطقة والتي تسميهم الأصدقاء الذي لن تتخلى عنهم "العراق وسورية ولبنان وحماس واليمن والبحرين" ماذا تريد من هذه الدول؟ ! إلا الهيمنة والسيطرة أو الفوضى والفتن، ماذا تضمن الاتفاق الأميركي؟ ! لاشيء من هذا نهائيا فكأنها تقول المنطقة لكم للفوضى والفتن، والمقابل زبون ونفط مستقبلي مهم وكبير، وسيكون علامة مؤثرة وضاغطة كما يتوقع إن سار السيناريو كما يريدون، يحاربون بعضهم لا علاقات سياسية، تصنيف إيران راعية للإرهاب ولكن اتفقوا على "النووي" اتفاقا شكليا مؤقتا بزمن لا يردع عن شيء، وكما صرح ملالي إيران هم لا يتخلون عن شيء، المنطقة تمر بظروف حاسمة ومهمة مستقبلا قبل اليوم.
* نقلا عن الرياض