رغم مرور حوالي أسبوع على آخر تساقطات مطرية في نواكشوط إلا أن تداعياتها لازالت ماثلة للعيان خاصة في محيط أسواق العاصمة والتي لا تزال تطوقها البرك الآسنة وتغمر طرقاتها المستنقعات وتلوث أجوائها العفونة والروائح الكريهة..
مشهد يتكرر ليس فقط في سوق الميناء حيث السباخ والتربة اللزقة بل في سوق كابتال ولكصر.
الباعة وتجار السوق وروادها كتب عليهم أن يخوضوا البرك الطينية الموحلة من جل الوصول إلى محلاتهم، فيما تتناثر الأخاديد والمتاريس كشاهد على صراع هؤلاء من أجل حماية ممتلكاتهم.
الوصول إلى السوق معاناة حقيقية ، ومجازفة غير محسوبة هذه الأيام يعلق أحد باعة سوق الميناء وهو يشمر ليعبر إحدى برك المياه ، فيما تثقل خطاه الأحذية الخشنة التي تغطي نصف سقاه والتي استأجرها لتوه من أجل العبور ب100أوقية.
وفي سوق كابتال بوسط العاصمة لا يختلف المشهد كثيرا سوى في اعتماد المارة على مهارتهم في القفز فوق المياه الراكدة أو العبور فوق متاريس بدائية من اللبن أو إطارات السيارات.
وفي لكصر فإن موقع السوق في منحدر جعلها هدفا للبرك والمستنقعات التي تقطع الطرقات وتعرقل حركة المرور وتلطخ معروضات الملابس بالطين والوحل يقول أحد الباعة.
لكن الوضع في سوق قطع الغيار يظل مأساويا بكل المقايس حيث لم يتمكن بعض التجار من فتح محلاتهم حتى الآن بسبب المياه التي تطوقها من كل جانب.
في الوقت نفسه تعمل فرق من الشركة الوطنية لصيانة الطرق على شفط المياه من الشوارع الرئيسية باستخدام ماسورات وصهاريج لكن جهودها كمن يعمل على نزح المحيط بإبرة في ظل اتساع المساحة المغمورة بالمياه ، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المنكوبة.
يقول السائق بالشركة أحمد ولد محمد إن العمل متواصل منذ هطول الأمطار التي قدرتها مصالح الرصد ب53مم في بعض أحياء نواكشوط رغم عدم الانتهاء حتى الآن من شفط المياه السطحية ولازال أمامهم نزح حاويات تجميع المياه التي زودت بها بعض محاور الطرق فيتفرغ زينه ولكصر وتقدر سعتها بأزيد من 20طنا .
ويرى ولد محمد أن العملية مكلفة لما تتطلبه وقود وتاجيرات ويذهب العامل إلى القول بأن هناك جهات مستفيدة من هذا الواقع ولا تريد إنشاء شبكة للصرف الصحي أصلا في نواكشوط
السراج