رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|: تعيينات واسعة ب 3 إدارات في شركة "سنيم" :|: BAD يمول مشاريع للبنى التحتية بموريتانيا :|: المصادقة على اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي بين موريتانيا والسعودية :|: تحديث جديد في واتساب ينتظره الملايين.. ! :|: اضراب شامل للأطباء المقيمين الأسبوع المقبل :|: الاتحاد الأوروبي : مستعدون لدعم موريتانيا في مجال الهيدروجين الأخضر :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع يظهر في صورة حديثة
 
 
 
 

تساؤلات بروكسل : هل توجد فعلا مشكلة لاجئين في أوربا؟ د. محمد بدي ابنو *

dimanche 27 septembre 2015


"عليهم أن يتذكروا أنهم باستمرار في حالة فرار، وأن فرارهم يعبر في الواقع عن حقيقة العالم ." حنه أرندت

ـ1ـ

بروكسل عاصمه الاتحاد الاوروبي... هكذا تُلقّب أوهكذا تحبّ أن تلقّب، ربما تعويضا عن تواضع حجمها مقارنةً مثلا بباريس ولندن او حتى بفرانكفورت وبرلين. إحدى الموظفات البولنديات في الإتحاد تقول وهي جالسة بجنبي : نحن نحترم عاداتهم في بلدانهم ونضع خمارا على الشعر حين نزورهم بينما هم لا يلتزمون بعاداتنا في بلداننا. أحد المتحدثين يعترض على أطروحاتها بدبلوماسية. آخر يستشهد بتقرير الإتحاد الأوروبي الذي صدر للتو حول اللاجئين السوريين. فهو تقرير يركز على الدول المجاورة لسوريا ( العراق وتركيا ولبنان والأردن ومصر) كدول متواضعة الامكانيات وتعاني فعليا مشكلة لاجئين عددهم بالملايين. أما أوروبا ذات الإمكانيات الهائلة فلا يصل عدد اللاجئين في مجموع دول اتحادها الثماني والعشرين إلى مليون. الإعلام الدولي والخطاب السياسي للحكومات الأوروبية يعطيان الانطباع الغريب بأن توزيع بضعة آلاف بين هذه البلدان يشكل قضية مصيرية بالنسبة لدول الاتحاد. ساحات المدينة ـ أو بعضها المكتظ بذوي الأصول غير الأوربية ـ تقوي هذا الشعور خصوصا لدى القادمين من أوربا الشمالية

ـ2ـ

الحياة الدبلوماسية تشكل طبعا جزءا كبيرا من نشاطات هذه المدينة التي يقيم فيها آلاف الدبلوماسيين دون أن يتجاوز عدد سكانها المليون والمائتي ألف. بروكسل هي ثاني عاصمة للدبلوماسية في العالم بعد نيويورك (120 مؤسسة دولية). وهي أيضا تنافس نيويورك كثاني عاصمة لمكاتب المحاماة. أغلبها مكاتب دولية أو فروع لمكاتب دولية مهتمة بملفات ّاللوبينغ" والجهات المرتبطة به في أروقة مؤسسات الاتحاد (المفوضية والبرلمان إلخ)

بعض مكاتب المحاماة المجاورة لي قد تكون أحد أكبر الرابحين ممّا عُرف بأزمة اللاجئين. إلى ساعات متأخرة من الليل يستمرّ عملُ بعض المحامين. الحديث عن اللاجئين يطغى في فضاءاتها تماما كما احتكر جزءًا من أروقة مؤسسات الإتحاد وهيمن على أحاديث المقاهي المحيطة بها. . ما يقوله الناس هنا يتأرجح بين مقاربتين متناقضتين. إحداهما انعكاس للضجة الإعلامية الحالية ومبالغاتها بخصوص ما تعنيه أزمة اللاجئين من تهديد وهمي لأوربا. والثانية تصدر بنسبة أو أخرى عن مناخ المعطيات الميدانية التي تتحدث عنها تقارير الإتحاد واحصائياته.

ـ3ـ

الإعلام الدولي يروِّج لصورة لافتة تبدو من خلالها أوروبا المنطقة الوحيدة في العالم التي تواجه مشكلة اللاجئين. بل ويكرِّر أن أوروبا تواجه مشكلة لاجئين غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية. الصورة الانطباعبة إذًا هي أن أوربا محاصرة. أما التقرير الأوروبي الصادر للتو عن مفوضية الاتحاد والتقارير المماثلة فتكشف عن العكس تماما : الدول التي تواجه تحديات اقتصادية وديمغرافية كبيرة بسبب اللاجئين والنازحين هي دول أفريقية وآسيوية. أما أوروبا فلا تواجه رغم إمكانيتها الكبيرة مقارنة بهاتين القارتين إلا العدد الأكثر تواضعا من منظورين : من منظور عدد اللاجئين في العالم ومن منظور نسبتهم في فضاء الإتحاد الأوروبي الذي يناهز سكانه النصف مليار. وهم سكان يتمتعون بالإمكانيات والثروات الأكبر في العالم ( مثلا مجموع طالبي اللجوء في ألمانيا لا يصل عددهم نسبة ١٪ من عدد سكان هذا البلد).

ـ4ـ

تسمح لنا هذه الإشارة إلى قضية اللاجئين في الحرب العالمية الثانية أن نتذكر أن أغلب النصوص الدولية المرتبطة باللجوء والهجرة هي نصوص صيغت غداة هذه الحرب حتى " لا يتكرر ماعرفتْه ". بينما السياسات المتبعة راهنيا في منح التأشيرات خصوصا تلك التي تتبعُها دول أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وبعض الدول العربية الثرية تُمثِّل يوميا خرقا صريحا وصارخا لهذه النصوص.

هل توجد فعلا مشكلة لاجئين في أوروبا ؟ بالرغم من الخطاب السائد فإن المعطيات الإحصائية تقول العكس. بل إن أوروبا لا تمثل وجهةَ رئيسة للهجرة عكسا للاعتقاد السائد، على الأقل إذا قارنّاها بمناطق كثيرة أخرى في العالم. يعني ذلك أن قضية اللاجئين في أوروبا لا تمْكن قراءتها بمعطياتها الميدانية وإنما بمنظور الصراع السياسي والأيديولوجي القائم حاليا في أوروبا. بهذا المعنى فإن مشكلة اللاجئين ليست مشكلة لاجئين وإنما مشكلة سياق يمثلون هم مرحليا إحدى أوراق لعبته.

* مدير مركز الدراسات والأبحاث العليا في بروكسيل

beddy.iese@gmail.com

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا