عودة رئيس الجمهورية من ولاية لعصابه :|: تآزر : قمنا بتحويلات نقدية لآلاف الأسر في العصابة :|: وزيرة : تضاعف عدد المؤمنين لدىCNAM :|: الجيش المالي يتفق مع موريتانيا على تأمين الحدود :|: أبرز المشاريع التنموية التي أطلقها الرئيس في كيفه :|: تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
جولة في حياة الفقيد محمد ولد إبراهيم ولد السيد
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

تحويل نبتة "التيفا " من عشبة ضارة إلى نافعة بموريتانيا

dimanche 4 octobre 2015


"القدس العربي" لسنوات عديدة سيطر الإحباط على الموريتانيين من ملاك الأراضي الزراعية الواقعة على الضفة الشمالية لنهر السنغال وذلك بسبب سرعة انتشار نبتة التيفا » العدو الأول للزراعة والعائق الكبير لنشاط الصيد النهري الذي تعتمد عليه آلاف الأسر.

فمنذ أن بدأ تشغيل سد ادياما المضاد لملح البحر على بعد 27 ميلا من مصب نهر السنغال في المحيط الأطلسي، وجدت نبتة « تيفا » الشيطانية الماء الحلو الملائم لانتشارها.

لكن « تيفا » سرعان ما حولت من نبتة مزعجة إلى مصدر متجدد للطاقة؛ هذا الاكتشاف توصلت له جهات أبرزها المعهد الموريتاني للتهذيب التكنولوجي وحديقة جاولينغ الوطنية ومنظمة « اغريت » غير الحكومية الفرنسية الناشطة في مجال التنمية.

لقد مكنت هذه التجربة من تحويل نبتة « تيفا » التي تغزو نهر السنغال إلى فحم منزلي؛ هذا الإنجاز حصل على جائزة « كونفرغانس 2015 » التي تشجع المشاريع ذات التأثير الاجتماعي والبيئي.

وجاء هذا الإنجاز بعد عقدين من الزمن عانى خلالها سكان الجنوب الموريتاني من التأثير السلبي لهذه النبتة التي تتكاثر بشكل سرطاني، على المزارع.

فقد لوحظ أنها تتكاثر سنة بعد أخرى وهي تغطي اليوم مساحة تمتد على طول 130 ميلا عند مصب النهر، ففي كل مكان تنتشر « تيفا » على شاطئ النهر ومن حول النباتات المائية الطبيعية وفي المناطق التي كانت مخصصة للخضروات.

هذه النبتة قلبت المنظومة البيئية لدلتا النهر، رأسا على عقب، حيث تمتص الأوكسجين والضوء مانعة الحياة على عينات أخرى من النبات.

ولا يتوقف تأثيرها عند هذا الحد بل إنه يحدث اضطرابا كبيرا في النشاط الاقتصادي في المنطقة حيث ينقص المساحات المستصلحة للزراعة التي يعتمد عليها السكان في معاشهم، كما تمنع الصيادين من الإبحار لتحصيل قوتهم اليومي، وتغطي المياه الحلوة مما يجعل المواشي غير قادرة على الشراب.

وتحول « تيفا » أيضا دون جريان المياه فتبقى راكدة مما يوفر البيئة المناسبة لتكاثر البعوض الحشرة الناقلة للملاريا على أوسع نطاق.

في الجانب الموريتاني من نهر السنغال تغطي « تيفا » أكثر من 25 هكتارا من الأراضي الصالحة للزراعة، حسب تأكيدات الخبير الزراعي الفرنسي جوليان سركيرا العامل في مشروع القضاء على نبتة الشيطان. وأضاف « صرفنا عدة ملايين يورو للتخلص من هذه النبتة باقتلاعها وقطعها وحقها لكن تيفا كانت تنبت من جديد وبسرعة مذهلة ».

وأكد « أن دراسات عديدة أعدت حول الطرق المثلى للتخلص من النبتة لكن أيا منها لم تجد في تحقيق الأهداف المتوخاة ».

« لكن، يضيف الخبير، لما فشلنا في التخلص من تيفا غيرنا المقاربة نحو استثمارها في أغراض أخرى حيث حولنا هذا النبات العضوي نحو بديل عن الفحم الخشبي.

وقد حلت هذه الطريقة مشكلة الطبخ لأكثر من 90 في المئة من الأسر الموريتانية المستخدمة للفحم الذي ينشط الكثيرون في تسويقه بطريقة غالبا ما تكون غير شرعية ومضرة بالبيئة.

« بهذه الطريقة، نكون قد تمكنا من استغلال نبتة تيفا وتحويلها إلى طاقة متجددة وفي الوقت نفسه نساهم في المحافظة على الغابات ».

ويؤكد ساماسا نالا أحد خبراء مشروع القضاء على « تيفا »، « أن طنا من فحم تيفا يرشد سبعة أطنان من غاز ثاني أكسيد الكربون مقارنة مع فحم الخشب ».

ولبرنامج القضاء على نبتة تيفا انعكاس اقتصادي أيضا لأنه يحد من غزو النبتة للأراضي التي يستفيد منها السكان مما يشجع على العودة لممارسة الزراعة.

يؤكد الخبير البيئي ساماسا نالا « أن عملية قطع ملايين الأغصان المتدلية من نبتة « تيفا » ثم تحويلها إلى فحم وتوجهها نحو التسويق، تخلق نشاطا مدرا للدخل يساعد الأسر الموريتانية الفقيرة في جانب من تكاليف الحياة ».

مارية سيدة ريفية حولها اهتمامها بالزراعة في ضفة نهر السنغال إلى رئيسة لتعاونية نسوية تعمل على تحويل عشبة « تيفا » المضرة بالبيئة والتي تقضي سنويا على آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، إلى مصدر للطاقة المنزلية عن طريق « كربنتها » لتتحول إما إلى فحم منزلي أو مسحوق يضاف لمواد البناء.

تقول مارية لـ « القدس العربي » « أنا والنساء المتعاونات معي ننشط في مشروع تحويل تيفا إلى مصدر للطاقة المنزلية ».
وتضيف « هذا المشروع انطلق قبل سنتين وهو يشكل اليوم مصدر دخل لي ولرفيقاتي الريفيات، لقد أصبح مشروعنا هذا أحد المشاريع الرائدة في مجال البيئة والطاقة في موريتانيا وغرب افريقيا حسب تقييمات خبراء الاتحاد الأوروبي ».

وحدات إنتاج الفحم

منذ 2012 تمت إقامة ثمان وحدات تقليدية لإنتاج الفحم اعتمادا على جذوع « تيفا » في منطقة روصو جنوب موريتانيا.
ويتولى القرويون تسيير هذه الوحدات التي تنتج 1.5 طن من الفحم كل شهر. ويتولى الرجال قطع جذوع تيفا فيما تتولى النساء المنتظمات في تعاونيات تحويلها إلى فحم وتسويق الإنتاج.

وإضافة لاستخدام تيفا في توفير الفحم المستعمل طاقة منزلية، يقوم القرويون بتجفيف غصونها وجذوعها ثم حرقها وطحنها لتصبح فحما مسحوقا يضاف له الطين ويخلطان لتصنع منهما بعد الضغط، البلوكات المكعبة المستخدمة في البناء.

وتمت في عام 2013 إقامة أول وحدة لتحويل « تيفا » في قرية كاراك الواقعة على بعد 10 كلم شمال مدينة روصو.
ويتوزع الناشطون في هذه الوحدة إلى مجموعات مجموعة تقطع جذوع التيفا داخل النهر وأخرى تنقل الكميات المقطوعة فيما تتولى مجموعة نسوية تيبيس الجذوع وحرقها داخل مراجل حديدية ضخمة، وذلك قبل خلطها بالطين وضغطها على شكل مكعبات ثم تيبيسها وعرضها للبيع.

وتقول خدي جاني رئيسة تعاونية تفحيم « تيفا » في قرية كاراك « عندما شاع الخبر بأننا نعمل على استئصال وحرق التيفا لم يصدقنا إلا القليلون ».

وأضافت « بعد دخول فحمنا إلى السوق أقبل علينا المشترون لأنهم يفضلون فحم التيفا عن الفحم العادي ففحم التيفا لا رائحة له ولا دخان له ».

أما النتائج فيجمع القائمون على المشروع أنه حقق نتائج كبرى منها عودة نشاط الصيد النهري ومنها تحسن البيئة البحرية واستعادة المناطق الرطبة لحيويتها.

لكن القائمين على هذا النشاط يرون أن تحديات كبيرة ما تزال تنتظرهم بينها إقامة المزيد من الوحدات المنتجة لفحم « تيفا » ومنها وجود دعم مالي للنشاط يجعله مدرا للدخل.

ويسعى القائمون على هذا المشروع إلى تطوير شعبة حقيقية لاستثمار نبتة « تيفا » حيث تمكن من تركيب وحدة نصف صناعية عام 2014، وتتضمن خطة إنتاج هذه الوحدة، تسويق فحم التيفا في العاصمة نواكشوط.

ومعلوم أن سوق الفحم واعدة جدا حيث يبلغ استهلاك موريتانيا السنوي منه 50.000 طن بينها ما يناهز 35.000 طن مستهلكة في منطقة العاصمة وحدها.

ويعتقد الخبراء « أن إقامة وحدة صناعية كاملة تنتج 20 ألف طن من فحم التيفا كل شهر سيحقق هدفين في آن، واحد سيوفر مداخيل للقرويين كما سيحد من تأثير هذه النبتة على البيئة البحرية إضافة لانعكاس ذلك إيجابيا على الغابات التي كانت تقطع أشجارها لتوفير الفحم بطريقة تدمر الوسط الطبيعي والبيئي.

ويظل التحدي الأكبر هو إقناع آلاف القاطنين على ضفتي نهر السنغال بأنه بجهد قليل يمكن أن تحول نبتة « تيفا » من عدو إلى صديق.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا