نظرا إلى تشكلة الجمعية الوطنية الجديدة حيث ضمت نماذج من مختلف فئات الطياف السياسي منها و الثقافي و الإجتماعي في بلادنا فقد حرصت على متابعة جانب من مداخلات السادة النواب حول وثيقة نيل الثقة التي قدمها معالي الوزير الأول باسم الحكومة الجديدة وبالقراءة المتأنية لما استمعت إليه من تلكك المداخلات يمكنني توزيعها على ثلاث خانات هي :
1. الموضوعية
2. النسيان أو الإستقالة و الترشح
3. خانة نصف الكأس
1. في خانة الموضوعية تسجل المداخلات التي تشير إلى ما تم تحقيقه من مكتسبات دون أن تدعي له الكمال فتقترح أو تطالب بالمزيد و في بعض هذه المداخلات قد يتذكر النائب الدائرة التي أوصلته إلى هذا المكان فيطرح مشاكلها و مطالبها بصورة خاصة.
2. النسيان أو الإستقالة و الترشح :
في بعض الحالات ينسى النائب أو يتناسى كيف اكتسب هذه الصفة(نائب الشعب) و ما تستوجب منه.
ينسى أن المواطنين انتخبوه لينوب عنهم في مراقبة أداء الجهاز التنفيذي و في العمل على سن تشريعات لصالح الوطن و قبل هذا و ذاك في طرح مشاكلهم و مطالبهم و الدفاع عنها
إن النائب الذي يستهلك الدقائق الممنوحة لناخبيه من خلالاله في مدح الحكومة و تعداد منجزاتها (الواردة في الوثيقة) إما أنه نسي مهمته أو استقال منها و ترشح لعضوية الحكومة.
على النائب في هذه الحالة أن يعترف أنه ضيع أمانته و يتوب إلى الله من ذلك و يستسمح من انتخبوه للدفاع عن مصالحموتمثيلهم أحسن تمثيل. و هنا أقول للشباب من المستقيلين إن التصفيق المبتذل عار عليهمو على من انتحبوهم وانه يفقدهم احترام الجميع
.
3. خانة نصف الكأس
كأس المنجزات فيها حصيلة قطعا و حيز منها لم يزل فارغا قطعا وهنا توزع نظر النواب فبعضهم ركز بصره على الجزء الممتلئ من الكأس تلك وبعضهم لم ير إلا الجزء الفارغ و قد أسهب كل فريق في الحديث عن ما يراه ببصره و ربما ببصيرته أحيانا.
الناظرون إلى الجزء الممتلئ من كأس المنجزات أطنب بعضهم في التضخيم حتى توهم أن كل الآمال قد تحققتخلافا للقاعدة التي تقول : إن نضال الشعوب لا ينتهي بمدا و لايقف عند غاية، مداه مدا الحياة ذاتها فكلما تحققت أماني لا حت في الأفق أماني جديدة و جب تحقيقها
و قد سمعت معالي الوزير الأول قال عدة مرات إنه قد تحقق شيئ و بقي البعض سيتحقق إن شاء الله و هذا من الموضوعية.
أما النا ظرون إلى الجزء الفارغ من الكأس فقد أوغلوا في التشاءم وقد فاتهم أنهم بهذه المواقف يثبطون عزائم المؤسسات و الأطر المساهمين في تحقيق تلك المكتسبات و لو قلت.
إن الموضوعية مطلوبة من الجميع وإن التضخيم و عكسه التقزيميعابان على الجميع.
حبيب الله الهريم مهندس زراعي