بمناسبة كأس العالم وخروج الدولة العربية الوحيدة الجزائر من الدور الاول للمسابقة، أخذني التفكير بعيداً عن الرياضة ليشمل كل إنجازات العرب وعلى جميع المستويات ونسبة مشاركاتهم الايجابية لباقي الشعوب. وإليك هنا ما توصلت إليه :
يبلغ عدد الشعوب العربية مجتمعة 340 مليون نسمة من بين الإجمالي البالغ سبعة مليارات تقريباً. ومع أن القومية العربية نسبتها للباقي تبدو معقولة، إلا أنها تستوطن مساحة شاسعة من الأراضي تقدر بـ10.2 في المئة من اليابسة (14 مليون متر مربع) موزعة بين 22 دولة عربية، 10 منها إفريقية (تغطي 72 في المئة من أفريقيا) و12 آسيوية (27.5 في المئة من آسيا)، وبطول 6000 كلم من الشرق إلى الغرب، و4000 كلم من الشمال إلى الجنوب. ويمتاز بأنه يقع في منتصف العالم ووسط القارات ويُطل على محيطين وأبحر عدة.
تنوع التضاريس وفّر للعرب قدرات اقتصادية وموارد طبيعية كبيرة. فللعرب احتياطيات كبيرة ومتنوعة كالنفط والحديد والنحاس والكروم (تمتلك عمان نحو 15 مليون طن من النحاس) والزئبق (الجزائر) والرصاص (المغرب وتونس). فتونس بشكل خاص تمتلك معادن متعددة أهمها الفوسفات بحيث يصل انتاجها السنوي من هذا المعدن 60 مليون طن ليجعلها المرتبة السادسة عالمياً (الأردن الثامنة)، هذا فضلاً عن انتصاف موقعها على الأرض، وربطها الشرق بالغرب، وامتلاكها لموارد الاسماك بفضل بحارها إلى جانب الاراضي الزراعية التي تقدر بمساحة 197 مليون هكتار (14 في المئة من مساحة أراضيها).
لكن وبرغم مواردها الهائلة وإسناد عاملي الطبيعة والجغرافيا، إلا أنها أكثر دول العالم فقراً وتراجعاً من حيث التنمية. فالتقارير تشير إلى أن أكثر هذه الدول تُصنف في مراتب متأخرة بالنسبة لمجموع دول العالم الـ 177 (مثلاً الجزائر 102، مصر 111، السودان 141، اليمن 150، المغرب 123) و13 في المئة من سكانها يعانون من نقص التغذية (40 مليونا) ولا تستغل سوى 30 في المئة من أراضيها للزراعة ! قد تسأل لماذا؟
بصراحة لا عجب أن تكون هذه الأرقام هي واقع العالم العربي. فقد تكون الأسباب كثيرة ولكني سأستعرض فقط الجانبين العلمي والسياسي. فعلى المستوى الأكاديمي تشير احصاءات اليونسكو الى أن نسبة الأمية في العالم العربي تصل إلى 40 في المئة (أعلاها موريتانيا بنسبة 60 في المئة، ثم المغرب 51 في المئة، ثم مصر 44 في المئة) ! ومع وجود هذا العدد السكاني الهائل، لم يستطع سوى 6 علماء عرب الدخول لنادي جوائز نوبل بينما حصدت إسرائيل تسعة ! وفي حين تنفق إسرائيل 4.7 في المئة من انتاجها القومي على البحث العلمي، لا ينفق العرب بأكثر من 0.2 في المئة. ولا عجب أن تحجز 64 جامعة إسرائيلية مقاعد لها بين أفضل 500 جامعة عالمية في حين لا يوجد أي ذكر للعربية !
hasabba@gmail.com
كاتب كويتي
جريدة الرأي