مايزال الجدل السياسي محتدما لدى المعارضة حول الدور الفرنسي في موريتانيا ومايصفونه ب"دعمها لنظام عزيز" على غرار الأنظمة السابقة.هذا الدعم الذي تصفه المعارضة بأنه"غير متوازن" ولايأخذ المصالح الوطنية بعين الاعتبار.
الدورالفرنسي في موريتانيا في جزء منه ينحو نحو السلبية -حسب المعارضة- التي تتهمها بدعم الانقلابات العسكرية التي وقعت في البلد(من خلال جهاز استخباراتها) وتشويه صورة الرئيس المدني سيدي محمد ولد الشخ عبد الله داخليا وخارجيات مهيدا لدعم انقلاب ضده. وأخيرامحاولة الهيمنة العسكرية علي البلد من جديد من خلال الاحتفاظ
ابنوع من الوجود العسكري فيه.(التقرير التالي يلقي الضوء على آخر مستجدات الموضوع) :
آخر حلقات الاضطراب التي تعرفها العلاقات الموريتانية الفرنسية بحسب المعارضة كشف عنها الوزير السابق اسلم ولد عبد القادرفي ندوة أقامتها منسقية المعارضة الموريتانية حول العلاقات الفرنسية الموريتانية ومسارها المضطرب ومفادها أن حوالي 200 ضابط وجندي فرنسي موجودون حاليا في موريتانيا وأن الشعب يجهل ذلك وفرنسا تجهل أيضا طبيعة هذا الشعب المتمسك بقيمه وثوابته .
بدوره رئيس منسقسة المعرضة ورئيس حزب الوئام الوطني بيجل ولد هميد أكد في مقابلة صحفية معه على وجود النفوذ الفرنسي بالبلاد حرصا على ما وصفه بالسعي للحفاظ على مصالحها :"نحن نقول ماقالت المعارضة بخصوص فرنسا،وهو ما عبر عنه بياننا الأخير،وأنا أعتقد أنه منذ رحيل الاستعمار كانت فرنسا حاضرة بقوة في كل الأنظمة السياسية بشكل مباشر أو غير مباشر،والآن وفي ظل ما يعرف بمجموعة فرنسا الإفريقية فإن أقطابا فرنسيين يسعون إلى أن يظل الشأن السياسي في موريتانيا خادما لمصالحهم الضيقة وليس الشعب الموريتاني أو الفرنسي "
وكان رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير قد هاجم من داكار سياسات فرنسا متهما إياها بدعم الانقلاب الذي حصل في موريتانيا وهو ما أثار حفيظة البعثة الفرنسية التي كانت تشارك إلى جانب ولد بلخير في اجتماع للبرلمانيين الفرنكفونيين.
وقال ولد بلخير متحدثا خلال قمة منظمة البرلمانيين الفرانكفونيين الأسبوع الماضي بداكار :" إن موريتانيا سعيدة بالعودة إلى مكانها في العائلة الفرانكفونية الكبيرة" مضيفا "أنتهز هذه الفرصة لأشكر المنظمة الدولية للفرانكوفونية ومنظمة البرلمانيين الفرنكفونيين على الموقف المسؤول الذي اتخذاه ضد الانقلاب (في موريتانيا)".واستدرك قائلا "هذا الموقف يتعارض جذريا مع موقف فرنسا التي أيد ممثلها في موريتانيا الانقلاب كما أيده ساركوزي نفسه" حسب قول ولد بلخير.
وأضاف "هذا يدفعني إلى التأكيد على سروري بعودة بلدي إلى المنظمة الدولية للفرنكفونية، وذلك بسبب الفرصة التي تتيحها هذه العودة لتعزيز الروابط مع البلدان الناطقة بالفرنسية، وليس حبا لفرنسا ولا حبا للغة الفرنسية لأن لغتنا العربية هي أكثر ثراء وتطورا" حسب قوله.
وواصل ولد بلخير هجومه على السياسات الفرنسية قائلا إنه "يؤيد فرنكفونية لا تكون حكرا على فرنسا" متهما باريس بأنها "ليس لديها ما تقدمه لإفريقيا، التي تحتفل بمرور خمسين عاما على الاستقلال، سوى العودة إلى فترة فوكار البائسة مع ما صاحبها من انقلابات واضطرابات" حسب تعبيره.
وقد عبرت البعثة الفرنسية المشاركة في أعمال الاجتماع عن شعورها بـ"الصدمة" جراء تصريحات ولد بلخير.
ولد بلخير كان يشير إلى جاك فوكار الذي عمل أميناعاما لقصر الإيليزيه مكلفا بالعلاقات مع إفريقيا ومدغشقر بين 1960 و1974 وكان له أبرز الأثر في نشوء شبكة "فرانس افريك" التي تتهم بدعم انقلابات في إفريقيا وتوطيد علاقات فرنسا بنخب استبدادية في القارة السمراء.
يذكر أن برنار كوشنير قال أمام النواب الفرنسيين إنه "فخور" بالسياسة الفرنسية في أفريقيا"وأضاف :"أعرب عن فخر مسؤولي الخارجية الفرنسية "بما فعلوه بعد الانقلابات في موريتانيا والنيجر ومدغشقر".
وقدردت منسقية أحزاب المعارضة في موريتانياوقتها في بيان لها إن تلك التصريحات تعد "تدخلا سافرا لما تضمنته من تأكيد رسمي لتدخل فرنسا في الشؤون الداخلية في بلدنا".
وكان كوشنير