دان متظاهرون فرنسيون مشاركة 12 من القادة الافارقة في احتفالات عيد الاستقلال الفرنسي واعتبروا ذلك بمثابة استغفال للأفارقة واللعب على ذاكرتهم التاريخية. مع العلم أن الدعوة تتزامن مع حلول الذكرى الخمسين لاستقلال 14 مستعمرة فرنسية سابقة في إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء.
واعتبر المتظاهرون الذين لبوا دعوة 80 منظمة مدنية فرنسية وإفريقية وشارك فيها ممثلون عن أحزاب اليسار، أن فرنسا تمارس "الاستعمار الجديد" في البلدان الإفريقية التي كانت تخضع لحكمها المباشر.
كمانددّت صحف تلك الدول الإفريقية بتلك الخطوة، وتساءل صحفي سابق في أسبوعية (جون افريك) قائلا : "هل يعقل أن تقوم بريطانيا بدعوة الرئيس الأمريكي للمشاركة في لندن باستقلال الولايات المتحدة؟"
وشاركت وحدات تمثل 13 بلدا إفريقيا بينهم موريتانيا بصفة استثنائية صباح الأربعاء في باريس في العرض التقليدي بمناسبة العيد الوطني
اختار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قادة 13 بلدا إفريقيا ليشاركوه في احتفالات العيد الوطني الفرنسي الذي صادف نهار أمس الأربعاء، الرابع عشر من جويلية الجاري.
وقال ساركوزي في رسالة إلى المشاركين "إننا نحتفي بعلاقة الدم، وهي علاقة نبعت من مساهمة القوات الإفريقية في الدفاع عن فرنسا وتحريرها"، وقال إن "آلاف الجنود القادمين من إفريقيا قتلوا من أجل فرنسا في الحربين العالميتين"، مؤكدا أن أحفادهم سيستقبلون "كرفاق سلاح"، وكذلك "كممثلي دول مستقلة لها تاريخ طويل".
ويذكر أن المعارضة الموريتانية تنتقد النفوذ الفرنسي المتزايد في موريتانيا ومواقف الرئيس نيكولا ساركوزي المؤيدة لرئيس البلاد الحالي محمد ولد عبد العزيز.
وكان رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير قد هاجم من داكار سياسات فرنسا متهما إياها بدعم الانقلاب الذي حصل في موريتانيا، وهو ما أثار حفيظة البعثة الفرنسية التي كانت تشارك إلى جانب ولد بلخير في اجتماع للبرلمانيين الفرنكفونيين.
والدول الـ13 التي شاركت في العرض هي : البنين وبوركينا فاسو والكاميرون وإفريقيا الوسطى والكونغو والغابون ومدغشقر ومالي وموريتانيا والنيجر والسنغال وتشاد وطوغو.
غير أن رئيس كوت ديفوار الذي تمر علاقته بفرنسا بمرحلة فتور بسبب التأجيل المتواصل للانتخابات الرئاسية لم يستدع و قد مثله وزير الدفاع كما لم تشارك قوات بلاده في العرض العسكري.
الشرق" أونلاين"