عودة رئيس الجمهورية من ولاية لعصابه :|: تآزر : قمنا بتحويلات نقدية لآلاف الأسر في العصابة :|: وزيرة : تضاعف عدد المؤمنين لدىCNAM :|: الجيش المالي يتفق مع موريتانيا على تأمين الحدود :|: أبرز المشاريع التنموية التي أطلقها الرئيس في كيفه :|: تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
جولة في حياة الفقيد محمد ولد إبراهيم ولد السيد
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

من يوميات طالب في الغربة(16) : قصة الحياة في الحي الجامعي...

samedi 17 juillet 2010


في صباح أحد أيام الآحاد التونسية كنت وزميلي الجديد أيضا "م.ولد عبد الله ولد بابو" على موعد مع الانتقال إلى مسكننا الرسمي الجديد في "المبيت الجامعي "كما يسمى بتونس "الوردية 4". كان الجو شتاء قارسا والحي نائيا عن وسط العاصمة تونس..وصلنا للحي مع تشجيع من زميلنا"م. ولد بديه "الذي رتب لنا كل شيء مع إدارته "التسجيل و المعاملة الخاصة لنا باعتبارنا جددا" ثم ودعنا وانصرف.

كان"المبيت الجامعي" عبارة عن عمارة كبيرة فيها العشرات من الغرف الجميلة بالإضافة إلى المستلزمات الأخرى من الخزائن والحمامات والمراحيض والشرفات وأثاثه عادة هو الأسرة والأغطية والطاولات والكراسي ويحظر على سكانه جلب أية مستلزمات أخرى كالغاز وآلات الطبخ مثلا، أما أجواء الحياة فيه فطبيعتها الهدوء التام "يوقع الطلبة وثيقة النظام الداخلي التي تنص على ضرورة التحلي بالهدوء والانضباط داخل الحي الجامعي..كان هذا الحي يسكنه العديد من الأجانب من ضمنهم "ماليون وسنيغاليون وروس وأتراك وفلسطيبيون"وليس فيه موريتاني غيري وكنا نعيش جميعا في أجواء من التعاون والانضباط.

في الشهر الأول لاقيت بعض الصعوبات بسبب عدم توفر وجبة العشاء في المطعم وبالتالي كنت أضطر كبقية زملائي لانتظار تناول وجبة العشاء قي "منفلوري" كما هي الحال مع الغداء، في حين كانت وجبة الإفطار الصباحي غائبة بسبب نفاد المبلغ المالي الذي كان معي في إجراءات التسجيل والنقل والمصروف اليومي البسيط،كما كنا نضطر لقضاء عطلة الأسبوع حيث يكون المطعم الجامعي مغلقا مع زملائي في حي "بن خلدون على بعد15كلم" تقريبا، كما كان وجود المسكن الجامعي في ذلك الحي المقفر نسبيا والبعيد عن صخب المدينة يثيرفي نفسي الخوف ويذكرني دائما بالغربة خاصة وأن زميلي الموريتاني رحل عني بعد شهر معللا سبب رحيله بالمرض الذي أصابه.

وانطلاقا من المثل القائل"الحاجة أم الاختراع" فقد كونت صداقات مع جيراني من التونسيين توطدت مع مرور الأيام على الرغم من أن قلة منهم يدرسون في المعهد..هكذا وبحكم الجوار وضرورة التبادل وحرصي على أن أكون منفتحا عليهم لم يمض شهران حتى أصبحت على معرفة معقولة بلهجتهم وأصبحوا يصرون على التقرب مني والتعامل معي كجار وصديق ومع مرورالأيام توطدت العلاقات بيننا وانتهت مشكلة الاندماج في الخطاب والهندام .

الحياة في المسكن الجامعي شبيهة بحياة شخص في جزيرة نائية، فمثلا من القواعد فيها "الهدوء التام والتحلي بالانضباط واحترام الآخرين في الجوار وحسن التعامل معهم " وإيقاع الحياة فيه مدروس ويسير طبقا لجدولة زمنية لا تتغير إلا مع حلول العطل فمثلا هنالك وقت للاستيقاظ صباحا للحاق بالحافلة الجامعية وهنالك وقت نهائي للعودة من الدراسة مساء، كما هنالك وقت محدد لتناول العشاء" بعد افتتاح المطعم الجامعي في دجمبر1996" والجميع يعرفون مواعيد غلق البوابة الرئيسية ليلا وشروط إدخال ضيف ما نهارا، ناهيك عن وقت افتتاح حمامات الاستحمام أسبوعيا وزيارة الطبيب في العيادة الداخلية وأوقات فتح قاعة الألعاب للتسلية أومشاهدة التلفاز في قاعة العرض.ولا يسمح بتاتا بحمل المأكولات والمشروبات من المطعم إلى الغرف كما يحظر الطبخ أو إعداد الشاي والقهوة فيها ولكن رغم تشديد الرقابة فإن الطلبة لا يستجيبون كلية لهذه المطالب.

كانت الحياة في الحي تسيروفق ذلك الإيقاع ويحظر على أي طالب مهما كان أن يخل بتلك المواعيد أو يخالف النظام وإلا تعرض للطرد النهائي ..وهكذا تسير الحياة في الحي بكل سلاسة ونظام ولا تتغير عادة إلا في مناسبتين : الأولى مع حلول العطل حيث يغادر الطلبة التونسيون إلى الداخل ويبقى الحي قفرا إلا من الأجانب الذين تضطرهم الظروف المعيشية إلى هجره للسكن مع زملائهم مؤقتا في منازل مؤجرة أو يتعاونون على تكاليف الحياة مدة العطلة "المطاعم الجامعية تغلق عادة إلا واحدا وعادة ما يكون في وسط العاصمة والنقل الجامعي يتوقف..وبالتالي تضطر إدارة المساكن الجامعية إلى التخفيف في الكثير من الخدمات نظرا لغياب الطلبة ،وتسود المساكن الجامعية عادة في مثل هذه الأوقات نوبات من الهدوء التام حيث تبدو مقفرة وعادة ما يتذكر الطلبة الأجانب وقتها بحرقة أنهم في الغربة ويعاودهم الحنين إلى أهلهم وأوطانهم وهم يرون زملاءهم التونسيين يرحلون أو يعودون بعد العطلة إلى الحي الجامعي والثانية أثناء الاستعداد للامتحانات وإجرائها حيث تحرص الإدارة في الحي على توفير أقصى درجات الهدوء والاستجمام للطلبة بغية التركيز الجيد في المذاكرة والراحة قبل التوجه للامتحانات.

في الفترة التي قضيتها في هذا الحي الجامعي "سنتان" استطعت التعرف على الكثير من العادات المدنية من زملائي وعقدت صداقات بعضها ما زلت أحتفظ به واستطعت أن اندمج وبصورة حقيقة في المجتمع الجديد "مع الحفاظ على خصوصياتي المحلية"وساهم زملائي الطلبة في صنع جزء من مستقبلي الدراسي "ساعدوني على الدراسة" وعلى فهم المدنية الحديثة.ولكن رغم كل ذلك فإن مشاكل كثيرة لها تأثير كبير على مسيرتي الدراسية بقيت تنتظرني وحيدا رغم أنني لست المتسبب فيها و"لا ناقة لي فيها ولا جمل" فما هي ؟

بقلم : محمد ولد محمد الأمين(نافع) للتعليق : ouldnafaa.mohamed@gmail.com

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا