إنخفضت أسعار النفط العالمية قليلا خلال تعاملات امس الجمعة فى آخر جلسات الأسبوع، لتواصل خسائرها للجلسة الثانية على التوالى، جاء هذا تحت ضغط التوقعات القاتمة لمستويات الطلب العالمى على الوقود بسبب الإنتشار السريع لفيروس "كورونا" القاتل فى الصين أكبر مستورد للخام بالعالم وثانى أكبر مستهلك له بعد الولايات المتحدة، لكن الأسعار لا تزال تجد بعض الدعم فى الوقت الحالى وسط مساعى منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها من المنتجين الآخرين المعروفة بإسم تحالف أوبك بلس لإجراء خفض إضافى للإنتاج بهدف دعم السوق.
وبحلول الساعة 09:50 بتوقيت غرينتش إنخفض الخام الأمريكى بحوالى 0.3 % ما يعادل 15 سنتا عن التسوية السابقة ليتداول حول مستوى 50.84 دولار أمريكى للبرميل، من مستوى إفتتاح جلسة التعاملات عند مستوى 51.05 دولار، وسجل أعلى سعر عند 51.45 دولار للبرميل.
كما تراجع خام القياس العالمى "خام برنت" بنحو 0.4 % أو 22 سنتا إلى مستوى 54.82 دولار، من مستوى الإفتتاح عند 55.12 ، وكان قد سجل فى وقت سابق من الجلسة أعلى سعر عند 55.38 دولارا للبرميل.
وفى ختام تداولات الجلسة الماضية، خسر الخام الأمريكى نسبة 0.2 % وإنخفض الخام الدولى برنت 0.8 % لتتوقف عمليات التعافى بعدما سجلت الأسعار فى وقت سابق من التعاملات أقل مستوياتها فى أكثر من عام.
وتتوقع أغلبية شركات النفط الكبرى والمؤسسات العالمية بما فى ذلك مجموعة "جولدمان ساكس"، أن مستويات الطلب العالمى على الوقود ستنخفض كثيرا خلال 2020 بسبب تفشى فيروس كورونا الجديد فى الصين، حيث تراجع الإستهلاك فعليا فى الصين التى تعد ثانى أكبر مستهلك للنفط بالعالم بنسبة 5 % منذ إنتشار هذا الفيروس.
وأعلنت السلطات الصحية الصينية فى أحدث تقرير لها اليوم الجمعة أن عدد حالات الوفاة الناجمة عن الفيروس بلغت حتى الآن 636 حالة ، وأن عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس إرتفع إلى 31.161 حالة.
من ناحية أخرى، ووفقا لمصادر مطلعة لرويترز، إقترحت لجنة تسدى المشورة لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"وحلفؤها من المنتجين المستقلين وعلى رأسهم روسيا، في إطار المجموعة المعروفة باسم أوبك بلس، خفضا مؤقتا للإنتاج قدره 600 ألف برميل يوميا.
وينفذ التحالف العالمى فى الوقت الحالى تخفيضات الإمدادات بنحو 1.7 مليون برميل يوميا حتى نهاية مارس المقبل، وهناك مقترح سعودى لإجراء خفض إضافى بنحو 500 ألف برميل يوميا ،ليكون إجمالى خفض المجموعة 2.2 مليون برميل يوميا على أن يتم تنفيذها خلال الربع الثانى من العام الحالى، لكن هذا المقترح كان يلقى معارضة روسية.
وتسعى المملكة العربية السعودية "أكبر منتج فى أوبك" لإقناع روسيا بالموافقة على هذا الإقتراح من أجل الرد سريعا على تأثير إنتشار فيروس كورونا، ومن المفترض خلال الفترة القليلة المقبلة أن ترد موسكو سواء بالموافقة أو بالرفض.
لكن وزير الخارجية الروسى"سيرجى لافروف" أثناء مؤتمرا صحفي فى مكسيكو سيتى عندما سئل عن هذا المقترح قال "نؤيد هذه الفكرة."