منذ حوالي اسبوع تهطل الأمطار بغزارة في مناطق البلاد الشرقية والوصطي وقد خلفت أضرار مادية وبشرية وقطعت طريق الأمل إلي كامور بوابة التموين للولايات الشرقية مما يهدد بوجود أزمة غذائية بمدن وأرياف تلك الولايات،كما تتواصل معاناة الاف المشردين في هذه الولايات وبالعاصمة بسبب فقدان المساكن وغياب أي دور للجهات المعنية" مفوضية الأمن الغذائي" في توفير الغذاء خاصة عدم التفكير جديا في وضعية الطرق الرابطة بين مدن البلاد وتحسين وضعيتها حتى لاتؤدي.لكوارث أخرى كما يحدث الآن من طرف وزارة التجهيز والنقل".
ويكون الأمر أكثرغرابة اذا علمنا ان المتضررين من السيول بالبلاد لم يتلقوا أي مساعدات من الدولة في حين قدم حزب تواصل وليبيا لهم كميات معتبرة من المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية الأخرى.كما أنه من اللافت للنظر ايضا أنه في الوقت الذي تشرد فيه السيول يوميا عشرات المواطنين وتقطع فيه الطرق بفعل الفيضانات (عوامل تزيد من صعوبة الحصول على الغذاء)فإن الجهات المعنية" مفوضية الأمن الغذائي"لم تحرك ساكنا لحد الآن.
إن تقاعس مفوضية الأمن الغذائي عن نجدة المتضررين وتقديم كميات كافية لهم من المواد الغذائية ونحن في شهر الصوم الذي ترتفع فيه الأسعارعادة وتعرف فيه بعض المواد ندرة خاصة في المناطق البعيدة او التي لاتصل اليها وسائل النقل بفعل مستنقعات الأمطاروقطع السيول للطرق أو تعرف فيه تلك الأماكن مشاكل في التموين يطرح أكثر من فرضية :
=هل مفوضية الأمن الغذائي عاجزة ؟
=هل المسؤولون عن المفوصية لايعرفون عن حاجة المشردين؟
بالنسبة للفرضية الأولى فالمؤكد أنها منعدمة نظرا لكون المفوضية تمتلك عادة مخزونا استراتيجيا من الغذاء للحالات الطارئة يكفي البلاد لعدة أشهر مقبلة، كما أنها وزعت 6000 طن من المواد الغذائية على الفقراء قبل فترة وجيزة.
وبالنسبة للفرضية الثانية فأعتقد أنه من الصعب جدا القول بصحتها خاصة وأن من أهم أدوار المفوضية هو توزيع الغذاء على المحتاجين في أوقات الأزمات، ناهيك عن أن كون العاملين بها لم يعلموا بموضوع الفيضانات متجاوز مادامت بعض الدول الأجنبية علمت بها وأرسلت مياعدات للمتضررين منها.
إن قرائن الواقع تدلل على أن عدم قيام مفوضية الأمن الغذائي بدورها في ارسال المساعدات للمنكوبين الذين بلغوا الألاف في الفيضانات الأخيرة بشرق ووسط البلاد لامبرر منطقيا له مادامت المواد الغذائية متوفرة والمسؤولون عنها يعلمون عن معاناة المشردين من المواطنين بفعل الفيضانات وحاجتهم الماسة للغذاء خاصة و أننا في شهر رمضان الذي يكثر فيه الاستهلاك، كما أن هنالك مشاكل في التموين بسبب انقطاع طرق التموين الى الكثير من المناطق الشرقية بفعل تأثيرات السيول الأخيرة. كما أن المفوضية قامت بتوزيع المواد الغذائية على المنكوبين من فيضانات مماثلة الأعوام الماضية بروصو والطينطان.
(الحصاد)
*علمنا أن المفوضية قد بعثت شاحنات أمس الى المناطق المتضررة