ردت الحكومة الإسبانية على الانتقادات التي تعرضت لها الرئيس الفرنسي نكولاي ساركوزي بشأن مفاوضاتها مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وانتقدت بالمقابل لجوء باريس الفاشل إلى استعمال القوة العسكرية في استرجاع المختطفين لدى القاعدة.
دافعت كاتبة الدولة الأسبانية للتعاون الدولي سورايا رودريغيث عن السياسة التي انتهجتها بلادها من أجل إطلاق سراح رهينتيها ألبرت فيلالتا وروكوي باسكال الذين خطفوا في موريتانيا في 29 نوفمبر الماضي قبل أن يفرج عنهما يوم الاثنين الماضي، ونقلت وكالة ’’أوروبا براس’’ الإسبانية عن رودريغيث أن الحكومة الإسبانية ’’تصرفت بحكمة من أجل سلامة رعاياها وعودتهم إلى ديارهم، كما تصرفت حكومات أوروبية أخرى، وأكدت أن ’’التدابير الدبلوماسية والاستخباراتية هي التي سمحت بالإفراج عن ستة مواطنين أوروبيين من أصل سبعة كانت القاعدة في المغرب الإسلامي قد اختطفتهم في عمليات متفرقة.
وأضافت المسؤولة الإسبانية ’’بذلنا منذ اللحظة الأولى جهودا دبلوماسية واستخباراتية مع حكومات المنطقة والحكومات الأوروبية من أجل القيام بما يجب أن تقوم به أي حكومة حين تكون حياة وسلامة رعاياها موضع خطر، ألا وهو العمل على ضمان أمنهم والتمكن من إعادتهم إلى بلادهم بأسرع وقت ممكن’’.
ورفضت المسؤولة الإسبانية التعليق على موضوع دفع الفدية، الذي كانت صحف إسبانية قد نشرت معلومات بشأن دفع مدريد ما يتراوح بين 8 إلى 10 ملايين أورو لصالح القاعدة مقابل الإفراج عن رهينتيها.
وفسرت تصريحات كاتبة الدولة الإسبانية للتعاون الدولي على أنها رد على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي انتقد طريقة تعامل مدريد مع الإرهابيين وتفاوضها معهم، وقد ذكر الأربعاء الماضي أن ’’الاستراتيجية الوحيدة ضد الاختطاف لا يمكن أن تعتمد على دفع فدية وتحرير سجناء مقابل رهائن أبرياء’’.
واعتبر أن ’’العملية الموريتانية-الفرنسية المشتركة ضد معسكر للقاعدة والتي تمت في 22 جويلية الماضي ’’تمثل مرحلة فاصلة في الحرب على الإرهاب.ويتناقض ساركوزي مع طريقة تعامل فرنسا مع الملف، فقد استجابت في فيفري الماضي لمطالب القاعدة وضغطت على مالي من أجل الإفراج عن أربعة من عناصر التنظيم الإرهابي كانت تعتقلهم في سجونها مقابل الإفراج عن الرهينة الفرنسي السابق بيير كامات.
وانتقدت المسؤولة الإسبانية ضمنيا أسلوب التدخل العسكري، وأضافت ’’هكذا تمكنا من إعادة 6 أوروبيين إلى ذويهم من بين سبعة مختطفين وللأسف الشديد اغتيل واحد منهم’’، في إشارة إلى الفرنسي ميشيل جرمانو.
الخبر الجزائرية