عودة رئيس الجمهورية من ولاية لعصابه :|: تآزر : قمنا بتحويلات نقدية لآلاف الأسر في العصابة :|: وزيرة : تضاعف عدد المؤمنين لدىCNAM :|: الجيش المالي يتفق مع موريتانيا على تأمين الحدود :|: أبرز المشاريع التنموية التي أطلقها الرئيس في كيفه :|: تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
جولة في حياة الفقيد محمد ولد إبراهيم ولد السيد
 
 
 
 

برؤية عربي :ذكريات رمضانية في نواكشوط

jeudi 2 septembre 2010


كان ذلك في عام 1407هـ/1988م، حيث كانت نواكشوط عاصمة موريتانيا الجميلة التي تشعرك بكثير من الأمان الاجتماعي والركون إلى الدعة وحب السكون وعيشة الصحراء وجفاء الطبيعة وهدير البحر، يغلف ذلك كله صفاء القلب وسلامة الصدر وشيوع المحبة.

نهار رمضان في نواكشوط حينها كان نهاراً صامتاً، حيث لا حركة ولا نشاط ولا بيع ولا شراء، وكأن الناس في سبات وقليل هم الذين يخرجون من بيوتهم أو يتوجهون لأعمالهم، ولعلك تعجب ـ حينها ـ أن الصيام يكون السبب، ولكن في الحقيقة كانت (الشماعة) التي يتعذربها المتأخرون أو المتكاسلون، وقد يعذرون حينها لأنه لم يكن لديهم ما يستدعي قيامهم أو خروجهم، فلا زراعة تحتاج رعاية، ولا صناعة تحتاج متابعة، ولا تجارة تحتاج سعياً أو جهدا، إذن فما الداعي للخروج؟

وإن كان قبيل الغروب نجد هجمة شرسة على (سويقات) البيع أي الأسواق الصغيرة، التي تبيع بعض الأغراض البسيطة وخاصة المثلجات التي كانت تُصنع ـ حينها ـ يدوياً، ولطبيعة البيئة الصحراوية فإنه لم يكن هناك تكلف أو توسع في الغذاءات الرمضانية، ولم أقف على بذخ أو ترف إلا عند غير الموريتانيين من الجاليات المقيمة !

وقد كان هناك الجانب الآخر والأهم، وهو حياة الموريتانيين مع القرآن في رمضان فهذا أمرعجيب، فعندما يُعلم أن أهل موريتانيا يمتازون بسرعة الحفظ، وأنّ أغلبهم من حفظة كتاب الله تعالى، وهم يرددون القرآن في كل مناسباتهم وأحوالهم، سواء على الطاعة أو المعصية ! فالقرآن على ألسنة الأكثرية منهم بشكل شبه دائم.

وفي شهر رمضان يزيد هذا الاهتمام قليلاً، إلا أنك تلحظ كثرة قراءة القرآن حتى أن الفرد العادي من الرجال أو النساء أو الأطفال ليختم القرآن في شهر رمضان أكثر من (15) مرة، بل أكثرهم يختمه (30) مرة أي يقرأ القرآن كاملاً يومياً وهم يرددون ذلك بشكل عادي وتلقائي حيث تجدهم منذ أن يستيقظ حتى ينام وفي كل حالاته لا يتكلم إلا وهو يقرأ القرآن حتى أنها أصبحت لدى الكثيرين منهم على شكل عادة مؤصلة في حياتهم.

رمضان في نواكشوط ليس كرمضان في كثير من البلدان العربية، حيث ـ حينها ـ لا توجد مسلسلات ولا فوازير رمضانية، وذلك ليس عزوفاً وتعففاً، بل كان انعدام إمكانية، فالإرسال التلفزيوني لم يكن وقتها يزيد عن ساعتين مساء، لذا غلب على ليله السكون مثل نهاره.

ومن يعيش في موريتانيا في ذلك الوقت يجد من الوقت والفراغ ما يمكن أن يستثمره، فقد استفدت شخصياً من عشرات الكتب وأمهات المراجع التي كانت توفرها جامعة الإمام محمّد بن سعود الإسلامية ضمن مكتبتها في كلية الشريعة ومعهدها العلمي في نواكشوط، وكثيرون هم الموريتانيون الذين يلجؤون إلى القراءة والاطلاع في مكتبة الجامعة أو في بعض المراكز الثقافية ـ المحدودة حينها ـ كالمركز الثقافي المصري، أو السوري، أو العراقي .

رمضان في نواكشوط يستحق النظر، وهي تجربة لم ألمس مثلها في أي بلد آخر، ومع صعوبتها وجفائها، إلا أنها لم تخل من فوائد كانت بالنسبة لي مؤثرة ونافعة.

(لها اون لاين)

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا