الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع يظهر في صورة حديثة :|: الموريتانية للطيران تعلن رحلات بين نواكشوط وكيفه :|: وزارة التهذيب تنذر 232 من المدرسين المتغيبين بالفصل :|: موريتانيا تبحث عن دعم الاتحاد الدولي للاتصالات :|: موقع فرنسي يكتب عن مشاركة موريتانيا في مؤتمر للطاقة بأمريكا :|: توقعات بارتفاع ملحوظ لدرجات الحرارة في بعض المناطق :|: الشرطة تفرق بالقوة وقفة احتجاجية للأطباء المقيمين :|: المحكمة العليا ترفض منح الرئيس السابق حرية مؤقتة :|: لقاء حول تأمين الثروة الحيوانية :|: الوزيرالأول يجري مباحثات مع شركة "جنرال ألكتريك" :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

أيها الطيب العظيم...لن ننساك !

samedi 28 février 2009

بقلم : زينب بنت أربيه
اليوم 18 فبراير 2009 غيب الموت عنا الأديب السوداني الكبير الطيب صالح بعد صراع طويل مع المرض . وانطفأت بذلك شمعة هامة في عالم الرواية و الأدب ...رحل هذا العملاق مبدع "موسم الهجرة إلى الشمال" و"المنسي" و "عرس الزين" تاركا وراءه كنزا ثقافيا ثمينا ورصيدا لا ينضب من المحبة و الاحترام ...توفي سفير السودان إلى العالم مخلفا فراغا كبيرا وحزنا شديدا في شتى البيوت العربية و حتى الغربية. سيفتقده العالمان العربي و الإسلامي و ستفتقده موريتانيا التي كان يدرك جيدا رحمه الله المكانة التي يحتلها عند أبنائها...وكان يبادلهم تلك المشاعر كما عبر عن ذلك أكثر من مرة في مناسبات مختلفة.

ومن الأسر الموريتانية التي حزنت على فقدان الطيب صالح أسرة والدي المرحوم عبد الله ولد أربيه..فما أن انتشر خبر وفاته حتى بدأت المكالمات والرسائل تتوالى علي و على بقية أفراد أسرتي من داخل و خارج موريتانيا... فكثيرون يعرفون تلك الصلة الوثيقة التي كانت تربط المرحوم بوالدي. استقبلنا التعازي في فقيدنا الغالي ويا له من فقيد.
هو فقيدنا...رحمه الله...و حتما لن تكفي هذه الأسطر التي أخطها وأنا أشعر بالكثير من الحزن و المرارة لتوفيه حقه. لكنها أبسط الإيمان...للأسف لم يكتب لي الحديث معه أثناء صراعه مع المرض رغم محاولاتي المتكررة وهذا يحز كثيرا في نفسي...ففي لندن حيث كان يعيش كانت زوجته هي التي ترد على الهاتف دوما و في آخر مكالمة أخبرتني أنه بخير و يستجيب للعلاج وعاهدتني أن أتحدث معه إذا تكامل شفاءه.دعوت له من كل قلبي...
هو فقيدنا ..رحمه الله ...كان صديقا حميما لوالدي فقد جمعهما المكتب الإقليمي لليونسكو في العاصمة القطرية الدوحة عندما كان الطيب صالح يتولى إدارته في الثمانينات. وكان كل منهما ينهل من علم الآخر وقد سطر المرحوم تلك العلاقة في مرثية رائعة لوالديصورة المقال الذي كتبه الطيب صالح تأبينا للمرحوم عبد الله ولد أربيه والذي نشر في جريدة الراية القطرية و معه صورة للراحلين الصديقين .ووقف معنا وقفة لا تنسى كان لها مفعول قوي لتخفيف ألم الفاجعة..وظل يذكره دائما ويستمتع بالحديث عنه...ويحيي ذكراه مع جميع الموريتانيين الذين يلتقيهم ويلوح ظله في مقالاته الأدبية.
هو فقيدنا رحمه الله...لقد ظل وفيا لهذه العلاقة و كان لأسرتنا نعم الأب و الصديق والمرشد. والحمد لله لم يحل بعد المسافة دون تواصلنا. رحمه الله...كان عاقدا العزم على كتابة سلسلة من المقالات عن والدي وطالما منانا بزيارة لموريتانيا لكن القدر لم يشأ ذلك. كان زاهدا في دنيا أغرت غيره، كان متواضعا رغم شهرته الكبيرة و كان محبا للعلم و المعرفة كان حنونا رحيما صبورا يحب الخير للآخرين ويتألم لآلامهم... هكذا عرفناه...هكذا عايشناه...وتلك قواسم مشتركة كانت أساسا صلبا لعلاقته مع والدي رحمه الله.
هو فقيدنا ...رحمه الله...التقيته صدفة آخر مرة في مهرجان أصيلة بطنجة بالمغرب سنة 1999 ..كان يرتدي زيه السوداني التقليدي وابتسامته لم تفارقه...فاجأه وجودي...وأصر أن أختزل له في دقائق ما حدث في سنوات..كان حديثي متقطعا نظرا لأنني لم أتمكن من إيقاف نهر الدموع الذي ينهمر من عيوني..."كبرت كثيرا" قالها لي و كأنه يريدني أن أتوقف عن البكاء...مضيفا "شاهدتك في التلفزيون وسررت كثيرا بذلك، أتمنى لك مسيرة إعلامية موفقة"..سألني عن الأسرة فردا فردا وعن موريتانيا واسترسل في ذكر الشاعر ذي الرمة الذي قال إنه كان لوالدي الفضل في معرفته له و تمنى أن يقضي أياما في البادية الموريتانية في جو هادئ نقي و مليء بالناس الطيبين كما قال... وأخيرا تمنى لي التوفيق على أمل لقاء آخر يجمعنا.
هو فقيدنا رحمه الله...لم أكن أعلم أنه لن يكون هناك لقاء آخر...لكن قدر الله و ماشاء فعل و نحن كمسلمين لا نملك أن نعترض على قضاء الله.
هو فقيدنا رحمه الله..فليعلم كل فرد من أفراد أسرة هذا الفقيد الغالي أين ما كان و لتعلم السودان وليعلم العالم العربي و الإسلامي وليعلم الكون بأسره أن للطيب صالح أسرة في موريتانيا تكن له كل التقدير والاحترام و ستظل تترحم على روحه الطاهرة بإذن الله و تدعو له بأن يظله الله بظله يوم لا ظل إلا ظله وأن يكون من عباد الله الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون. عسى أن يكون له نصيب من اسمه في الآخرة كما كان له في الدنيا وأن يحسن المولى العلي القدير مثواه. وإنا لله و إنا إليه راجعون.


عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا