ترقب لموقف أكبر حزب معارض من الرئاسيات :|: انطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض :|: الرئيس غزواني الى كينيا للمشاركة في قمة هامة :|: حزب معارض بدعم العيد ولد محمدن في الرئاسيات المقبلة :|: جبهة "جمع : تدعو لتأييد ترشيح الرئيس غزواني :|: الإنتاج اليومي من المياه في كيفه ارتفع إلى 3900 متر مكعب :|: حملة ولد عبد العزيز تشرع في جمع تزكيات الترشيح :|: تهاطل أمطار خفيفة على مدينة نواذيبو :|: بيان من البنك المركزي حول تخليد اليوم العربي للشمول المالي :|: استحداث مفوضيات مكلفة بالمرور :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
 
 
 
 

يا عائض..نحن أيضا لحومنا مسمومة..! /حبيب الله ولد أحمد

samedi 23 octobre 2010


عندما يتم التهجم على شنقيط والشناقطة، أو النيل من موريتانيا الحديثة وشعبها وتاريخها، يهتز العالم كله، وتضيق الدنيا بالمتحاملين على الشناقطة قديما وحديثا، فيصبحون بلا عاصم من غضبة الشناقطة.. ويظهرون عرايا - كيوم ولدتهم أمهاتهم- تحت وهج الحقيقة.. حينها لا يشفع لعالمهم علمه، ولا لكاتبهم قلمه، ولا لشاعرهم شعره، ولا لسياسيهم سياسته، ولا لنافذهم نفوذه، ولا لوجيههم وجاهته.. فحينئذ "تسقط الأرض كلها والسماء". والنباح على إثر قافلة الشناقطة المتدفقة -عبر التاريخ- علما وسؤددا وعطاء لا يعرف التوقف ليس جديدا، وربما لن يتوقف أبدا، حتى وإن تأكد" النابحون" أن القافلة تسير بثبات ولا تلقى بالا لنباحهم.

وفى لائحة المتحاملين على الشناقطة- سلفا وخلفا- أسماء عديدة لصحفيين ،ومؤرخين، وسياسيين، وعلماء،من جنسيات عديدة وأعراق متعددة، وحدهم الحقد، وألف الحسد بين قلوبهم، وان لم يجعلهم إخوانا..السادات..هيكل ..الشايجى..وأسماء أخرى عديدة كانت لها صولات وجولات في التهجم على الشناقطة والموريتانيين قديما وحديثا..أسماء ربما لن يكون عائض القرني آخرها.. فهذ الشيخ دفعته جرأة إعلامية- لا يملك سواها- إلى التهجم على الشناقطة في مقال سيئ الشكل والمضمون سطره على صفحات جريدة "الشرق الأوسط" - اللندنية دارا السعودية نجارا- وهذه الجريدة- بالمناسبة- لعب الشناقطة دورا بارزا في تأسيسها والرفع من شأنها.. فهل يعرف القرني شيئا عن محمد معروف الشيباني الشنقيطي وعلاقته ب"الشرق الأوسط"؟

مقال القرني التافه تحدث بعبارات غير لائقة عن الشناقطة، حيث اعتبر أنهم لم يقدموا للعالم الإسلامي أكثر من حفظ حرفي للمتون، لا علاقة له بالعلم والفكر، فهم - بالنسبة للقرني- مجرد" أجهزة استقبال وتسجيل يحفظون النصوص كما يتم حفظها وثائقيا وفى الأرشيف".!

لسنا هنا بحاجة للرد على تقولات القرني وسقطاته، ففي ردود أحفاد الشناقطة التي انهالت عليه من مشارق الأرض ومغاربها ما يكفى لإعادته إلى رشده- إذا كان له رشد- فلقد ألقموه حجرا وقارعوه بالحجة، ولا أحسب إلا أنه" بهت"، فلم يظهر له رد، ولم يخرج بعد من القوقع الذي دخله متواريا عن الأنظار إثر تحامله على الشناقطة العظماء، الذين ينشد لسان حالهم :"وإذا أتتك مذمتي من ناقص"..

بدلا من ترديد ما قاله أحفاد الشناقطة العظماء ردا على تقولات القرني، دعونا نتساءل ما الذي قدمه هذا القرني الذي يرى أن الشناقطة لم يقدموا سوى حفظ جامد للمتون؟ّ !

لاشك أن القرني- حفظه الله- قدم الكثير للأمة الإسلامية !. إنه ينفق وقته كله في الجلوس على شاشات الفضائيات المغمورة بطريقة استعراضية تهتم بالشكل حيث لا يمكنها الاهتمام بالمضمون لقلة الحيلة.. ثم انه قدم كتابات عديدة حرم القراء من متابعتها لهشاشة في الأسلوب ورطانة في اللغة وتكلف في الأسلوب..

من ذلك كتاب له عن خطب الجمعة أتيح لنا الاطلاع عليه وهو كتاب أراد من خلاله - على ما يبدو- تقديم نماذج لما يجب أن يقدمه خطباء الجمعة ورواد المنابر من مواضيع وأفكار..وقد فشل القرني في الوصول إلى مبتغاه لرداءة في الأسلوب ولأن معظم خطبه منقولة بطريقة "انسخ والصق" من كتب ومواقع الكترونية..ثم إن الكتاب قدم في الواقع "حفظا جامدا للنصوص" كذلك الذي يعيبه القرني على الشناقطة..!!

قدم القرني أيضا للأمة اضطرابا فكريا - غير مسبوق- يدور في حلقة مفرغة من التذبذب بين الارتماء في أحضان السلفية الأصولية في أبرز تجلياتها، ثم التنصل - فيما بعد- من كل ما يقود إليها من قول وعمل !!..فمحاضراته- "الفضائية " الاستعراضية- لا تقدم حلا لأية إشكاليات فكرية تهم الإسلام والمسلمين، ولا تتقدم بأي إسهام في الجدالات الدائرة حول واقع الإسلام والمسلمين في عالم اليوم ،حيث يعانون الظلم والاضطهاد والقهر..بل إنها لا تقدم أي شكل من أشكال الدفاع عن الإسلام وتبيينه على حقيقته للناس..

لقد قدم عائض للأمة سيلا من الأشرطة والمحاضرات – الدعائية- التي لا ترضى صديقا ولا تغيظ عدوا، وهي في الغالب محاضرات تحت الطلب مع خدمة التوصيل للفضائيات المغمورة والأنظمة التي لديها "عصا" للترهيب و"جزرة" للترغيب.

ومن الغريب أن كل ما قدمه القرني من محاضرات، ومداخلات، وخطب، كان عبارة عن"تقيئ" لبعض المتون والنصوص القديمة- بدون زيادة أو نقصان- وبنفس خاصية "الاجترار" المعروفة لدى بعض الحيوانات المستأنسة، ومع ذلك يعيب على الشناقطة اهتمامهم بحفظ المتون ويصفه بالمهزلة !!.ربما أن في الأمر نوعا من الحسد، فالشناقطة كانوا- ومازالوا والحمد لله- يحفظون كل ما يقرؤونه أو يسمعونه- وللوهلة الأولى- حتى إن امرأة منهم قال لها أولادها بحزن ومرارة :"لقد أتلف المطر صفحات من القاموس الذي كان بحوزتنا، والذي حصلنا عليه بشق الأنفس، ولابد من استجلاب قاموس جديد" فأجابتهم بهدوء.."لقد حفظته فاكتبوه عنى".

وحسب ما هو متواتر فإن عائض القرني حاول مرات عديدة حفظ بعض كتب الشناقطة، لكنه فشل في ذلك فشلا ذريعا، فهل يكفى عجزه عن حفظ النصوص أولا، واستيعابها ثانيا، للتهجم على الشناقطة لمجرد أنهم يحفظون المتون والنصوص عن ظهر قلب ومن النظرة الأولى !!

سيقول البعض إن القرني عالم ولحوم العلماء مسمومة..وسنقول نحن إن الرعيل الأول من الشناقطة الذي هاجمه القرني علماء،علمهم غير مختلف عليه، وليس مختوما بأختام الجامعات الحديثة المشكوك في شهاداتها التي لا تبخل بها على أحد مهما كان جهله وغباؤه وهامشيته، وإن التسمم بلحم عالم ك"القرني" أقل خطرا - على أية حال- من التسمم بلحوم عشرات العلماء الشناقطة، الذين نسي القرني فجأة أن لحومهم مسمومة، وربما بجرعات زائدة، ونسي أيضا أن الذين تقول عليهم رحلوا عن هذا العالم، والميت إذا صارفي قبره وجب الإمساك عنه، خاصة إذا كان أخا مسلما، وأنه ليس بين المسلمين الحقيقيين من يحب أن "يأكل لحم أخيه ميتا"..

نتمنى أن يعتذر القرني لكل الموريتانيين الشناقطة عن وقوعه في أعراض أسلافهم المنعمين.. حينها سيستعيد عافيته ويصبح في مأمن من ألسنة الشناقطة وأقلامهم التي لا تتقاعس- أبدا- عن الانتصار لشنقيط تاريخا وعلما وحضارة والتي تسطع بشمس الحقيقة لتسقط الأقنعة والمسميات، وتعرى اليافطات التي باسمها يستبيح البعض التهجم على الشناقطة، والتحامل عليهم دون أي وجه شرعي.

إن للشناقطة أبناء وأحفادا لن يسمحوا لأي كان بالنيل منهم، وان على من يقدم بنفسه على الإساءة إلى الشناقطة- سلفا وخلفا- أن يتيقن أنه ارتقى مرتقي صعبا، و أن عليه أن يتدارك نفسه ولات حين مندم.. فعندما ينتصر الشناقظة لأنفسهم "فليس له بر يقيه ولا بحر".

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا