عودة رئيس الجمهورية من ولاية لعصابه :|: تآزر : قمنا بتحويلات نقدية لآلاف الأسر في العصابة :|: وزيرة : تضاعف عدد المؤمنين لدىCNAM :|: الجيش المالي يتفق مع موريتانيا على تأمين الحدود :|: أبرز المشاريع التنموية التي أطلقها الرئيس في كيفه :|: تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
جولة في حياة الفقيد محمد ولد إبراهيم ولد السيد
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

فى النظام والسياسة والإعلام ../ د.محمد ولد عابدين *

vendredi 18 mars 2022


بغض النظرعن مفهوم النظام فى الأدبيات السياسية المعاصرة ، ودلالة هذا المصطلح فى التعاطي السياسي والتداول الإعلامي ، ومايشوبه من تناقض وتعارض يراوح بين صفة المدح وسمة القدح أحيانا ، إلا أنى سأضرب صفحا فى هذا المقال عن ذلك السجال ، وسأنخرط فى سياق الفهم الشائع والاستعمال الذائع لهذا المصطلح.

وتأسيسا على هذا الطرح يمكن إيجاز تحديد ماهية ووظائف النظام السياسي فى كونه : " مجموعة عناصر مجتمعية متفاعلة فيما بينها وفق نمط سياسي وقانوني معين ؛ في بيئة محلية وإقليمية وعالمية ، من خلال مؤسسات تنفيذية وتشريعية وقضائية ، لتحقيق أهداف تنموية وأمنية؛ قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى ".

ولايغيب عن الأذهان والأفهام أن من آكد دلالات وخصائص النظام ؛ التكامل والتناغم والانسجام والعمل المؤسسي وخدمة الصالح العام ، ممايقتضى القطيعة الكلية مع القنوات التقليدية والممارسات الفردية المزاجية ؛ المناقضة لقيم وأسس الدولة المدنية العصرية.

وتستدعى اللحظة الراهنة من التاريخ السياسي المعاصر لبلدنا ضرورة التشبث بهذه المعاني ، واستلهامها فى منهج الحكامة وفلسفة التسيير ، بعيدا عن المهاترات العبثية والمناكفات العدمية والصراعات الشخصية المستحكمة فى سلوك بعض النخب المؤتمنة على تسيير وتدبير مصالح البلاد والعباد ، لاسيما أن الشروط الموضوعية متوفرة والصلاحيات الضرورية ممنوحة ، فلاعذر اليوم لمقصر أو عاجز ، ولامندوحة عن الصرامة مع مضيعى الأمانة ؛ المنشغلين بالخصومات والصراع عن العطاء والأداء والإبداع.

تحتاج المرحلة إلى جهاز حكومي تنفيذي ؛ يتمتع بكفاءة عالية يترجم جميع " التعهدات " إلى منجز تنموي ملموس وواقع خدمي محسوس ، كماتحتاج إلى خطاب سياسي مستنير وإعلام مهني قوي ؛ يجسدان أصالة التصورات ورصانة المقاربات فى هذه اللحظة المفصلية التى تواجهنا فيها تحديات جوهرية ؛ أمنية وتنموية - إقليمية ودولية ، وتنتظرنا أجندات سياسية واستحقاقات انتخابية ، تستدعى إلى جانب حصافة القرار ووضوح الرؤية والخيار ، ضرورة تضافر الأدوار بين أذرع وأجهزة الدولة الحكومية والسياسية والإعلامية.

ولعل من نافلة القول أن ثمة علاقة جدلية بين السياسة و الإعلام فى عصرنا الراهن ، فلايمكن تصور عملية سياسية بدون قناة إعلامية موازية لها ؛ فهي الوسيط الاستراتيجي لإيصال الخطاب السياسي إلى الجماهير للتأثير فيها وتشكيل وصناعة الرأي العام المستقبل للآراء والأفكار والبرامج ؛ ممايقتضى فهما عميقا للرهانات المرتبطة بنجاعة استغلال وسائل التواصل والإعلام فى هذه اللحظة المفصلية.

وانطلاقا من ذلك فإن الحزب مطالب اليوم - أكثرمن أي وقت مضى- باستلهام خطاب المرحلة والتحول إلى مدرسة فكرية ومنصة تنويرية وفضاء لنشر الوعي والتثقيف والتربية ، وإشاعة قيم الثقافة السياسية ، وتبنى أجندة واضحة وصياغة استراتيجية إعلامية ترقى إلى مستوى التأثير في المواطنين ، وتأطير تفكيرهم وتصوراتهم تجاه القضايا الوطنية المطروحة والمستجدة ؛ بغية تحقيق الأهداف السياسية المرسومة وتشكيل أرضية صلبة لمواكبة السياسات التنموية ومؤازرة العمل الحكومي؛ طبقا لرؤية استشرافية عميقة ومتجددة ، قائمة على روح المبادرة وديناميكية الفعل والعمل الاستباقي ؛ بعيدا عن ردات الفعل الباهتة والحراك الرتيب والحبو الفاتر والباهت على هامش الأحداث.

كماتحتاج المرحلة إلى مضامين ومحتويات إعلامية مهنية ؛ قادرة على التعبير عن نبض المجتمع ؛ مساهمة فى صناعة الرأي وتشكيل الوعي ؛ منسجمة مع أهداف وأولويات التنمية ؛ ومستجيبة لبناء الثوابت والمشتركات الوطنية ، ففى ظل انتشار البدائل الاتصالية الحديثة (وسائط التواصل الاجتماعي) أو مايسمى بالإعلام الجديد ، لم تعد الحكومات تجد نفسها معزولة فحسب ، بل أصبحت هدفا لهجمات شرسة قد يصدر بعضها بحسن نية وبدوافع وطنية، فى حين يصدر بعضها الآخر -فى الغالب- عن سوء نية ورغبة مبيتة فى زعزعة الاستقرار وبث خطاب الفتنة والفرقة فى مجتمعات غير محصنة فى وجه الشائعات والأخبار الزائفة والخطابات الهدامة.

وهكذا فقد الإعلام الحكومي ، نظرا لغياب الرؤية وضعف الأداء بريقه لصالح الإعلام الجديد ، فلم يعد العصر عصر الشعارات الصاخبة والعبارات الرنانة واللغة الخشبية والصورالنمطية ، تلك صفاقة وسذاجة أقرب إلى الإعلان من الإعلام..انتهى عهد الدعاية السمجة ولبروبوغاندا الفجة !..وإنفاق الميزانيات الضخمة فى بنود وهمية وعقود سخية..الإعلام صناعة وفن وقواعد ، ومستقبله مرهون بالمصداقية والمهنية والمسؤولية ، وتلك قيم لا تنبت إلا فى الهواء الطلق ، ولاتورق إلا حين تسقى بماء الحرية.

تستدعى المرحلة تشكيل طاقم حكومي منسجم ومتماسك ؛ قادر على الإنجاز والأداء والعمل بروح الفريق ومواكبة التطلعات وتنفيذ " التعهدات" ، كماتحتاج إلى ذراع سياسي فعال ورافعة حزبية صلبة تتمتع برؤية استشرافية وقدرة على التخطيط والتفكير الاستراتيجي الخلاق ، فضلا عن الحاجة الماسة إلى مشهد إعلامي وطني بحجمها ومقاسها ، يعكس قيمها وخطابها ويسوده التناغم والانسجام وعلاقات التكامل والتفاعل ، لاعلاقات الإقصاء والإلغاء !..

وبهذا الثالوث نستطيع الوثوب من جديد والعبور الآمن بسفينة البلد إلى بر الأمان قبل فوات الأوان ، من أجل تنمية الإنسان وتأمين الأوطان ؛ عبر صياغة خطاب سياسي عميق وعقلاني ، وصناعة محتوى إعلامي مؤثر وقوي ؛ يدعمان قضايانا الوطنية الكبرى ، ويعضدان مسيرتنا التنموية ويعززان لحمتنا الاجتماعية ؛ سبيلا إلى إرساء نظام سياسي معاصر وبناء مجتمع حداثي مغاير ، تغيب فيه الذوات وتحضر المؤسسات.

* أستاذ جامعي وكاتب صحفي.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا