موريتانيو اكوانتانامو..المنسيون..بقلم حبيب الله ولد أحمد

وباستثناء مبادرات محلية خجولة "ربحية" في الغالب تتاجر بقضية معتقلي اغوانتانامو من الموريتانيين فليست هناك أية جهود تذكر لإنهاء مأساتهم.. لقد عاد معظم سجناء اغوانتانامو إلى بلدانهم بسبب ضغوط شعبية ورسمية مارستها دولهم على أمريكا والعالم لإخلاء سبيلهم فرأينا أفواجا من السودانيين واليمنيين والمغاربة والأردنيين والسعوديين وحتى من الأفارقة والآسيويين يعودون تباعا إلى بلدانهم بعد نجاتهم من موت محقق بسياط تعذيب الجلادين الأمريكيين في ذلك المعتقل البغيض
المبادرة الجادة الوحيدة التي تم اتخاذها في موريتانيا لإنقاذ مواطنيها هي إقدام نظام ولد الطايع على إسقاط الجنسية الموريتانية عن الشيخ محفوظ ولد الوالد وهي مبادرة تذكر فتشكر إذ لا معنى لجنسية لا يحترم حاملها ولا يحصل على حقوقه في الصحة والتعليم والسكن والحرية في وطنه ومن الأكيد أن مواطنا لا يحترمه بلده ليس جديرا بالاحترام في بلدان الآخرين فما الذي استفاده ولد صلاحي وولد عبد العزيز من حملهما للجنسية الموريتانية (يحملها آلاف البشر عبر العالم لأنها مجرد ورقة تباع وتلف فيها الخضروات واللحوم في كل مكان) وقد قضيا سنوات طويلة من القهر والعذاب والإهانة دون أن يتحرك أحد لإنقاذهما؟ !
أليسا شابين موريتانيين رائعين مشهود لهما بالكفاءة والاستقامة خدما بإخلاص وطنهما عندما كان بمقدورهما أن يفعلا ذلك؟ ! ومع ذلك فلا ولد الطايع الذي سلمهما ولا اعل ولد محمد فال الذي خذلهما ولا ولد الشيخ عبد الله الذي أهملهما ولا حتى الجنرال ولد عبد العزيز الذي تجاهلهما ولا كل الحكومات المتعاقبة تحت ظل تلك الأنظمة تحركت حتى لمجرد الاطمئنان عليهما وقد حملت آخر الأخبار أن ولد صلاحي هو أول معتقل يخضع للتعذيب المنظم في عهد الرئيس الأمريكي الجديد "أوباما" الذي تعهد بإغلاق اغوانتانامو وإنهاء مأساة نزلائه.. حتى "اوباما" الإفريقي الأصل لم يأمر بإيقاف التعذيب وهو الذي من المفترض أنه تعلم من أجداده من الأفارقة السود كم كان التعذيب قاسيا ورهيبا وصاعقا ومن الواجب القضاء على ممارسته وحتى الثورة بالقوة ضد ممارسيه..
مواطنونا إذن منسيون لا بواكي لهم.. لذلك فهم منسيون حتى إشعار آخر.