عودة رئيس الجمهورية من ولاية لعصابه :|: تآزر : قمنا بتحويلات نقدية لآلاف الأسر في العصابة :|: وزيرة : تضاعف عدد المؤمنين لدىCNAM :|: الجيش المالي يتفق مع موريتانيا على تأمين الحدود :|: أبرز المشاريع التنموية التي أطلقها الرئيس في كيفه :|: تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
جولة في حياة الفقيد محمد ولد إبراهيم ولد السيد
 
 
 
 

ذكريات يشتتها الألم/ محمد فال ولد سيدي ميله

vendredi 18 novembre 2022


وقفت على الربع أستنطقه عن ذكريات المحمديْن الظاعنيْن. أعقاب سيجارة حزينة، صدى ضحكة يزيّنها الأزل، وصور مشتتة من أشياء الحياة. في كل يوم ذكرياته، واليوم لم يسعفني الربع بغير هذه من ذكريات المحمديْن الحبيبيْن (محمد سالم ومحمد شنوف، عليهما من غافر الذنب شآبيب رحمته).

قصائدي في الحبيبين لا حروف لها، والدمع فيهما باق في محاجره، تحتكره الأحزان لنفسها، فهو أعظم من أن يسيل، وأجزل من أن يتدفق. البرق، والحمام، والغزالة الوجناء، وأغصان الطلح، وسويعات الغسق، وشِعر البُداة : تفاصيل كنا نصنع خيوط أخيلتها من أحاديث المساء، حين نحطم حدود العقل، فنتناول المحذور والمحظور، والمقبول والمرفوض، والثابت والمتغير، قبل أن نختم بالهزل، فتأخذ كل دعابة نصيبها من الضحك الوديع. وغدا نلتقي، عند هذا أو ذاك، أو في فيفاء محايدة، مع ثلة من أصدقاء لا شيء يجمعهم غير ذينك الشبليْن، الخلوقيْن، الماجديْن، المفضاليْن، السمحيْن... وكثيرا ما يكونان، في مجالسنا، واسطة السبحة ودرة القلادة. بهما يطيب اللقاء، ومعهما يزدان المحفل، ومنهما تنطلق أولى إشكاليات وشجون الحديث.

كلما فكرت فيهما، انتابني شعور بأن المحمديْن استُخلصا من طيبة النفس وطينة النخوة. كانت الأريحية ديدنهما والسماحة عادتهما والرزانة عنوان حياتهما. كانت حياتهما الخاطفة طاهرة في كنهها، لم تدنّسها أوساخ دهرهما. ظلا نظيفين، نقيّيْن، سالميْ العرض، إلى أن اختارهما الله لجواره، تاركيْن فراغا لم يجد بعدهما من يسده، وهوة استحال ردمها، ورُزْءًا فوق الرثاء لأنه عَصِي على الشكل والفحوى والروي والكلمات. ورغم أن الباكين عليهما كثيرون، والباكيات عليهما كثيرات، إلا أن من تجمدت دموعهم، عاجزين عن التعبيربغير الجحوظ، أكثر بكثير.

واليوم، بعد سنوات من حرقة الفراق ولوعة الوداع الأخير، نرجو من جلسائهما وخلانهما وأصفيائهما، ومن عرفوهما ومن لم يعرفوهما، أن يترحموا عليهما عسى أن يُحشرا مع "الذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء".

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا