الإنتاج اليومي من المياه في كيفه ارتفع إلى 3900 متر مكعب :|: حملة ولد عبد العزيز تشرع في جمع تزكيات الترشيح :|: تهاطل أمطار خفيفة على مدينة نواذيبو :|: بيان من البنك المركزي حول تخليد اليوم العربي للشمول المالي :|: استحداث مفوضيات مكلفة بالمرور :|: العهدة الثانية.. استقرار الأمان واستكمال البناء * :|: ولد أجاي : الرئيس عازم على الاعتماد على الإدارة والكفاءات المؤهلة في المأمورية 2 :|: رئاسيات يونيو : قراءة في الخريطة السياسية موريتانيا :|: مجتمع الأعمال العالمي ينتقل من دافوس إلى الرياض الأحد :|: وزارة الصحة :انتشار الجلطات يمثل تحديات صحية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
 
 
 
 

هكذا توفي الإعلامي الصدوق والجندي المجهول…

jeudi 22 décembre 2022


بقلم : أسامة حمّاه (ابن أخ المرحوم) الاعلامي والأديب الألمعي محمد الامجد ولد محمد الامين السالم ولد حماه.

لقد توفي قبل ثلاثة أيام رجل من خيرة الرجال وقلم أدبي من أعظم الأقلام، صاحب العقل الراجح والخلق الأخاذ، الأستاذ محمد الأمجد حماه الأديب الموريتاني الكبير، والفقيه الإعلامي القدير…

توفي رجل العطاء اللطيف وانقطع صوته الظريف وانشل قلمه المبدع وسكت عقله الكبير البديع، وسقطت ورقته وغابت ابتسامته وضحكته، الرجل الذي تكلم وكتب، ولكن كلامه كان علما وكل كتاباته كانت حكمة.

توفي بحرالعلوم وجسرالفنون ومزخرف السطور، الرجل الذي ضرب في كل علم وفن بسهم أو سهمين، رجل ألف في الفقه وتميزفي اللغة وسطرفي التاريخ وأبدع في السينما والمسرح، وأنشد في الأدب أشعارا لايسمعها سامع إلا وتذكر فحول الجاهلية من حيث النسق والقاموس..
توفي ذلك الرجل الذي عاش مع الجميع وللجميع، يألف ويؤلف وقد عرفه من عرفه بلا تكلف ولا ضجيج، والرجل ونعم الرجل هو آية من آيات الله في هذا الباب، حركة دؤوبة وظرافة متواصلة بلا تكلف ولا توقف، وهذا كله بتواضع وسعة صدر ومع الجميع، فهو شخص يذوب في الناس ويذوب الناس فيه.

لقد توفي ذلك الرجل الظريف ،والشخص الخفيف، والإنسان البسيط، والصحفي الأريب، وموريتانيا اليوم بجميع جهاتها وألوانها وأعراقها وأطيافها بل وبجميع تياراتها السياسية والفكرية من ساعة وفاته تبكي لفراقه، وسوف يبحثون عن البديل الذي سيملأ الفراغ الذي تركه، فقد ترك فراغا كبيرا في الساحة الأدبية والثقافية، وربما من الصعب وجود من يملأ هذا الفراغ !!

هكذا توفي الرجل الخلوق، والإعلامي الصدوق، والجندي المجهول، ورحل عن الدنيا الإنسان القانع بالقليل، ولكن بقي العمل والأثر.

إن هذا الرجل كان لديه مخزون غيرعادي من المعرفة في قبائل موريتانيا وتاريخها وحروبها بل وحتى عاداتها بالإضافة إلى تاريخ موريتانيا، وجغرافيتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، وقد استفادت والدتي حفظها الله من ذلك المخزون كثيرا، وكانت دائما ما تتوقف منبهرة ومتعجبة من هذا الشلال المعرفي وكأنها تقف أمام كمبيوتر غير عادي في هذه المسألة.
ولن أنسى كلمته البليغة التي قال لي يوم أعرت له كتاب ( الخلافات السياسية بين الصحابة ) وقال لي "آن حد ايدور ايدخلني الجنة يهديلي كتاب !!" يالها من كلمة بليغة وياله من رجل بليغ فصيح.

عاش بين الناس غريبا وموته اليوم أصبح غريبا، لأن الجميع اليوم يناقشون ولا يناقشون إلا هذا الإجماع الذي حازه من الجميع وبا استغراب !!، ذلك لأنه كان رجلا يختلف عن الرجال، وكان مفكرا يختلف عن المفكرين، وكان فقيها يختلف عن طراز الفقهاء، وكان كذلك مؤرخا يختلف عن المؤرخين، وكان عبقريا لكنه كان يختلف عن العباقرة، وكان إعلاميا ولم يكن يوما كالإعلاميين، وكان شاعرا يختلف عن الشعراء ولايفهم شعره إلا قلائل ندرة من أمثاله، لذلك أنشد قصيدته المشهورة (آداب الفقيرمع البطرون) وكانت نقدا لاذعا وسوطا ضارباعلى ظهورالبعض، ولكن الكثير منهم لم يفهموها ومن هنا كان يختلف عنهم.

لقد كان رحمه الله وبكل اختصار طراز نفسه ونسيج وحده.

ذهب الفقيه، وبقي الفقه، ومات الأديب، وبقيت فينا قصائده وشعره، وتركنا الكاتب، وبقيت الكتب، وإن العين لتدمع، والقلب ليحزن، والأمة في حزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا كما علمنا رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام، رحم الله المفكر، والفقيه، والأديب، وجعله من المقربين عنده، ترك من وراءه حكمة وعلما، فكان آية فى الفهم، وبحرا فى العلم، ومحبا للقراءة، وعاش مع الكتاب، فأصبح كتابا، وعاش مع الحكمة، فأصبح حكيما .

سلام عليك يافارس الكلمة ويا رجل القلم وصاحب العقل الراجح، في يوم رحيلك، وسلام على العقل الذي حملته في ذاتك، وسلام على الشعر الذي أبدعته وطرزته، كنت من القلة، ولن يفهم شعرك الكبير إلا القلة، ولكن القلة عندنا، أقل من الماس، ولهذا أقول لك، نم فى قبرك، لأنك قلت، وكتبت، وأنا أعرف أن شيئا كبيرا، لم تقل بعد، لأنك كبير، والكبار يموتون، وفي جعبتهم الكثير، وتشبه إلى حد بعيد العلامة الكبير ابن خلدون والمفكرالجزائري مالك بن نبي رحمه الله، والذي عاش فقيرا ، ومات فقيرا، ولكنه أثرى العقل وترك من وراءه مكتبة تثري العقل البشري.

مرة أخرى أذكر أننا فقدنا رجلا والرجال قليل وتركنا عظيم والعظماء أقل فالقلم كان سلاحه والكتاب كان زاده والشعركان منبره، واللغة كانت هويته، والدين كان منهجه ومرجعه وقناعته..

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا