في الظرفية الحالية التي تتناول فيه وسائل الإعلام الوطنية والدولية أحداث فصالة، وفي الوقت الذي يحاول فيه كل سياسي أن يقرأ أو يؤول هذه الأحداث ليستغلها ويوظفها لمآربه (لحاجة في نفس يعقوب) ونظرا للإهانة والاسائة والسب والتهجم والعيب وكل المواصفات الغير اللائقة كالغباء والغوغائية والتبدي التي توصف بها فصالة الحبيبة والغالية في أروقة غرفة الجمعية الوطنية الموقرة، يتعين على كل من يتحلى بروح الوطنية والنزاهة السياسية والفكرية والمهنية بصفة عامة، وعلى كل منحدر من فصالة يصهر ويغير ويضحي فعلا من أجلها أن يرد وبشدة على كل من تسول له نفسه المساس منها.
ولهذا آثرنا نحن ساكنة فصالة بكل أطيافها أن نقول بملء أفواهنا أن ما وصفت به فصاله *لمنكر فأنكرناه*
.
ومن باب وضع الحقائق في نصابها بعيدا عن العاطفية والسياسة فإن ما وقع في فصاله لا يعدوا كونه مطلب بسيط وشرعي في نفس الوقت من لدن سكان هذه القرية النائية كان في السابق موجه عن طريق سلطة محلية، منتخبة من طرف هذه القرية ومن خلالها إلى السلطات العليا في البلد هذه السلطات التي جعلت من محاربة الفقر أولوية من أولوياتها خاصة في المناطق النائية مثل فصاله التي تعتبر موطن للفقر.
ولولا التقصير وسوء الأداء وعدم المبالاة لمطالب السكان لما وصلنا لما وقع ، وبعبارة أوضح لوجدت هذه المطالب آذان صاغية في وقتها وتم توصيلها بأمانة لمن يهمه الأمر، لكانت ورقة رابحة للنائب الذي فاته استغلال هذه الفرصة الثمينة ولما كان أجبر المواطنين على الخروج إلى الشارع من أجل حقوقهم المشروعة ولما تم إزعاج السلطات العليا للبلد بهذه الأحداث التي تم تأسيسها وتدويلها وبعابرة أخرى لو أن النائب المحترم قام بدوره اللازم من تأطير وتحسيس وتقرب أكثر من المواطنين وتفهم لمشاكلهم، لما وصلت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه من دمار وخراب ولما تمت معاقبة السكان بالحبس للحد من أعمال العنف، الذي نحن نستنكره ونندد به .
بعبارة أوضح كان حريا بالنائب المحترم، الذي عود سكان فصالة على الإساءة والتهجم والإهانة في أروقة البرلمان وعلى الملأ أن يعترف لنا بالجميل والتقدير والامتنان للثقة التي منحته إياها فصاله، والمكانة المرموقة التي أوصلته إليها والتي كانت بعيدة المنال إن لم تكن مستحيلة، والتي من خلالها مكنته، من التهجم على فصالة من تحت قبة البرلمان الموقرة.
وفي الأخير فإن تصرفات النائب أعطتنا دروسا تستوجب منا توظيفها في الاستحقاقات المقبلة.
– أن لا نعطي ثقتنا من الآن فصاعدا إلا من هو أهلا لها، وصدق الشاعر حين قال :
ومن يصنع المعروف في غير أهله يكن خيره ذم عليه ويندم
– أن ننبذ ونقضي بصفة نهائية، على مبدأ شراء الذمم، مهما كان فقرنا واحتياجاتنا.
– أن نجعل مصلحة فصالة نصب أعيننا ، ومن أولوية أولوياتنا .
وعليه فتعسا لمنتخب أو منحدر هكذا أداؤه، هكذا مكافئته، وبعدا لشخص خيب الآمال وحسن الظن، عسى ربنا أن يبدلنا خير منها إنا إلى ربنا راغبون صدق الله العظيم.
وأخيرا نلفت عناية رئيس الجمهورية السيد : محمد ولد عبد العزيز إلى أن سكان فصاله بحاجة ماسة إلى لفتة كريمة من فخامته. أولها الحلم والصفح والعفو، عن كل من شارك في أعمال العنف الذي نستنكره مرة أخرى وندينه.
الدكتور والدبلوماسي (الوزير المفوض)
محفوظ ولد دابي