تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|: تعيينات واسعة ب 3 إدارات في شركة "سنيم" :|: BAD يمول مشاريع للبنى التحتية بموريتانيا :|: المصادقة على اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي بين موريتانيا والسعودية :|: تحديث جديد في واتساب ينتظره الملايين.. ! :|: اضراب شامل للأطباء المقيمين الأسبوع المقبل :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع يظهر في صورة حديثة
 
 
 
 

شاهد عيان من ليبيا / الدكتور اسحاق محمد الكنتي

jeudi 24 février 2011


وسوى الروم خلف ظهرك روم***فعلى أي جانبيك تميل !

لم أكتب يوما حرفا واحدا عن ثورة الفاتح؛ لا لها، ولا عليها، لسبب بسيط، هو أن إقامتي الطويلة في الجماهيرية تفتح باب التأويل واسعا، تمشيا مع القراءة الماركسية للأفكار. لكن اليوم، حين انفض الطفيليون، وقلب بعض مواطني، ممن كنت أحترم أقلامهم، وحناجرهم المدافعة عن العروبة والإسلام، ظهر المجن لثورة طالما تغنوا بأمجادها، وطالما كرمتهم، فقد رأيت أن الصمت، في مثل هذه الظروف تواطؤ، والحياد جبن,.

ليست ثورة الفاتح كلها حسنات بلا مساوئ، فهي ثورة لها ما لها وعليها ما عليها؛ ومن حق المثقفين الموريتانيين أن يعارضوا كل ما تطرحه، كما أن من حق كل من أيدها أن يتخذ ذلك الموقف. لكن ما هو مطروح اليوم ليس الموقف من الثورة؛ تأييدا أو معارضة، إنما القضية اليوم هي قضية حرب مكشوفة تشن ضد شعب آمن، تسعر من الخارج عبر تحالف جديد بين الليبراليين والإسلاميين، تستخدم فيها وسائل الإعلام في حملة من التضليل لا سابق لها. هذا الصباح تعلن وسائل الإعلام عن تعرض مدينة سرت، حيث أقيم، للقصف، فيتصل الأهل من الوطن للإطمئنان، بينما أنا عائد من الجامعة، والمطر ينزل مدرارا، والناس تهرع إلى شؤونها !، وقد قيل، يوم أمس إن سرت سقطت بين أيدي الثوار، وأن طرابلس تقصف بالطائرات، يروج كل ذلك عبر وسائل إعلام تدعي الموضوعية، وتقصي الدقة !

يجهل الناس حقيقة الأوضاع هنا، وما الذي يحدث حقيقة، ليس الشعب الليبي شبيها، في تركيبته الاجتماعية، بالمجتمع التونسي، أو المصري، فهو مجتمع بدوي قبلي، لا تزال العصبيات مسيطرة عليه، وممارسة السلطة لا تتم بعيدا عن تلك الأجواء القبلية، يضاف إلى ذلك أن ما حدث في المناطق الشرقية اكتسب طابع العنف منذ اللحظة الأولى، لأنه لم يكن أمام القائمين به من سبيل سوى اللجوء إلى القوة لعدم وجود غطاء جماهيري كثيف يسمح للمظاهرات بأن تبدوا تعبيرا عن إرادة شعبية حقيقية. لا يعني ذلك أنه ليس للثورة معارضون، وأن بعض مطالبهم ليست مشروعة، لكنهم لا يمثلون الغالبية، وهذا ما دفعهم إلى محاولة إعطاء تحركم طابعا مسلحا منذ اللحظة الأولى عن طريق الهجوم على الثكنات العسكرية، ومخازن الأسلحة.

لابد للثورة الليبية من إجراء إصلاحات، وهي بصدد فعل ذلك، لكن ما تقدمه قنوات الفتنة من تضليل يظهر الثورة معزولة، تستخدم القوة بإفراط، ليس سوى أماني مضللة، فالغالبية العظمى من الشعب الليبي تظل مؤيدة للنظام، مع المطالبة بإصلاحات لا بد منها، أما مشروع الثورة المضادة، فلا وجود له إلا في أذهان قنوات الفتنة وشيوخها. أليس من العجيب أن يحرض مشايخ محترمون على الفتنة، بدل أن يدعوا الطرفين إلى الصلح، و حقن الدماء !!! لكن الأمر ليس غريبا إذا عرفنا أن الشيخ الموريتاني، والشيخ المصري، عضوين بارزين في تنظيم الإخوان العالمي، وأن من يقود الثورة المضادة، هم الإخوان والليبراليون.

الأغرب من كل هذا أن يحاول بعض الإخوان الموريتانيين استعداء الليبيين ضد مواطنيهم المقيمين في الجماهيرية، بترويج شائعات مغرضة عن مرتزقة موريتانيين، يقاتلون إلى جانب النظام ! ما يروجه الإخوان يتعلق ببعض قبائل النيجر ومالي العربية، المقيمين في الجماهيرية، منذ سبعينيات القرن الماضي، وقد اكتسبوا الجنسية، إما لأن بعضهم يمثل امتدادا لقبائل ليبية اعترفت بارتباطها بهم في النسب، وضمتهم إليها كما هي حال قبيلة الطرشان، التي هي امتداد لنفس القبيلة، وهي إحدى مكونات مجموعة القذاذفة القبلية. وهذه الحالة ليست فريدة من نوعها في القبائل الليبية، فقد جاءت قبائل المغاربة، والحساونة، وأولاد سليمان، والورفلة، من تشاد، والنيجر، حيث لها امتدادات هناك، ولا تزال بقايا هذه القبائل مقيمة في تلك الدول، وإما أنهم موريتانيون تجنسوا، في الثمانينات، مثل غيرهم من العرب. كل هؤلاء ليسوا موجودين في الجيش فقط، وإنما هم مواطنون مثل غيرهم، منهم الأستاذ الجامعي، والطبيب، والمدرس، والمهندس، والتاجر. أما الموريتانيون المقيمون، فهم يتصرفون كما يتصرف المقيمون، لا علاقة لهم بالشأن الليبي الداخلي، ومن ثم لا ينبغي التحريض عليهم، خاصة من أبناء جلدتهم.

إلا أنه، للأمانة ينبغي أن أنبه إلى حالة خاصة، وهي حالة كاتب هذا المقال، فقد أقمت في الجماهيرية أكثر من عشرين سنة، وفيها أتممت دراستي الجامعية الأولى، والعليا، ولم أفكر يوما بالتجنس بغير جنسيتي، فقد علمتني الغربة معنى الوطنية. لكن هذه السنين نسجت حولي مجموعة من العلاقات والصداقات، أعد من الرذالة التخلي عنها في هذه الظروف؛ كل أولئك الأصحاب الذين تقاسمت معهم حياتهم، وكأنني واحد منهم، أشعر اليوم أن من واجبي أن أقف إلى جانبهم، وقد فعلت، فإذا كان هناك موريتاني يقاتل مع النظام، فهو الدكتور محمد إسحاق بن الداه بن سيد الأمين بن أحمد الكنتي، وسيقاتل معه لأن تلك قناعته، و لأن العرب تقول : لا يترك الفتى صديقة حتى يموت أو يرى طريقة.

كلما ما أتمناه على الإخوان أن يحجموا عن التحريض على مواطنيهم، الذين لا علاقة لهم بالأمر من قريب ولا بعيد.

ولله در أبي الطيب المتنبي حين يقول :

إذا لم يكن من الموت بد** فمن العار أن تموت جبانا

صامدون هنا، في سرت، قصفت، أم لم تقصف...

ولله الأمر من قبل ومن بعد.

22/02/2011

الدكتور محمد إسحاق الكنتي

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا