ارتفعت أسعارالنفط الخام خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 4 أبريل/نيسان (2023)، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الرابعة على التوالي بدعم من تحركات أوبك+ الهادفة إلى استقرار الأسواق.
وقررت 9 من دول تحالف أوبك+ بقيادة السعودية إجراء تخفيضات طوعية للإنتاج بمقدار 1.66 مليون برميل يوميًا، بصفته إجراء احترازيًا يهدف إلى دعم استقرار سوق النفط.
ويأتي ارتفاع أسعار النفط الخام اليوم الثلاثاء مع تحول اهتمام المستثمرين إلى اتجاهات الطلب وتأثير ارتفاع الأسعار على الاقتصاد العالمي.
أسعار النفط الخام اليوم
بحلول الساعة 07:55 صباحًا بتوقيت غرينتش (10:55 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم يونيو/حزيران 2023- بنسبة 0.74% مسجلةً 85.56 دولارًا للبرميل.
كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط -تسليم مايو/أيار 2023- بنسبة 0.87%، مسجلةً 81.12 دولارًا للبرميل، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت أسعار النفط الخام قد أنهت تعاملاتها، أمس الإثنين 3 أبريل/نيسان، على ارتفاع بأكثر من 6%، مدعومة بقرارات دول أوبك+ خفض أهداف الإنتاج بمقدار 1.66 مليون برميل يوميًا.
وترفع التعهدات الأخيرة الحجم الإجمالي لتخفيضات أوبك+ إلى 3.66 مليون برميل يوميًا، بما في ذلك خفض مليوني برميل في أكتوبر/تشرين الأول، ما يعادل نحو 3.7% من الطلب العالمي.
وقال رئيس "إن إس تريدينغ" -وهي وحدة تابعة لنيسان سيكيوريتيز- هيرويوكي كيكوكاوا : "هدأت موجة الشراء من خفض إنتاج أوبك+، وتحوّل اهتمام السوق إلى توقعات الطلب في المستقبل".
وأضاف : "على المدى القصير، من المتوقع أن يرتفع الطلب لموسم القيادة الصيفي، لكن أسعار النفط الخام المرتفعة قد تزيد من الضغوط التضخمية، وتُطيل أمد زيادات أسعار الفائدة في كثير من البلدان، ما قد يُضعف الطلب".
وأشار كيكوكاوا إلى أن التأثير قد يجدد المخاوف بشأن الصناعة المالية العالمية، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
توقعات أسعار النفط
ودفعت تحركات خفض إنتاج أوبك+ معظم المحللين إلى رفع توقعاتهم لأسعار نفط برنت إلى نحو 100 دولار للبرميل بحلول نهاية العام.
ورفع مصرف غولدمان ساكس توقعاته لخام برنت إلى 95 دولارًا للبرميل بحلول نهاية هذا العام، وإلى 100 دولار لعام 2024.
من جانبه، يرى مستشار تحرير منصة الطاقة خبير اقتصادات الطاقة الدكتورأنس الحجي، أن إعلان دول أوبك+ يهدف في الأساس إلى عدم تراجع أسعار النفط الخام خلال النصف الثاني من العام الجاري، وسط مؤشرات بتراجع الطلب.
أزمة التضخم عالميًا
وزادت مخاوف المستثمرين بشأن ارتفاع التكاليف بالنسبة إلى الشركات والمستهلكين، ما زاد المخاوف من حدوث صدمة تضخمية للاقتصاد العالمي من جراء ارتفاع أسعار النفط التي ستؤدي إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة.
وكان مراقبو السوق يحاولون قياس المدة التي قد يحتاج إليها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لمواصلة رفع أسعار الفائدة لتهدئة التضخم، وما إذا كان الاقتصاد الأميركي في طريقه إلى الركود.
وتراجع نشاط الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى في ما يقرب من 3 سنوات في مارس/آذار، ويمكن أن ينخفض أكثر بسبب تشديد الائتمان وارتفاع تكاليف الاقتراض.
وقال محلل السوق في آي جي، توني سيكامور : "إذا تمكّن النفط الخام من اختراق نطاق المقاومة القوي عند 82 دولارًا/83 دولارًا، فقد يعود إلى منتصف الـ90 دولارًا".