تخلد موريتانيا اليوم أول أيام عيد الأضحى المبارك على غرار الدول الاسلامية
وقد بدأت الأسر في موريتانيا الاستعدادات للعيد قبل أسبوع من الآن .
ويحتفل بعيد الأضحى في جو عائلي يستحضر المعاني والمقاصد السامية المقترنة بهذا العيد وما يرمز إليه من قيم التضامن والتضحية، حيث تبرز عادات التكافل والتضامن الاجتماعي .
استعدادات مبكرة ...
تشمل الاستعدادات لهذه المناسبة الدينة العظيمة شراء الملابس الجديدة للرجال والأطفال والنساء مع ماتيسر من الزينة للنسوة ، ثم بع دلك جولة في سوق الأغنام لشراء الأضحية .
وتشهد الأسواق ازدحاما شديداً، فتمتلئ بمئات المتسوقين الذين يخرجون لشراء ملابس وأحذية وحاجيات مختلفة للمناسبة ويشتكي غالبية الزبناء من غلاء اسعار الملابس خاصة للأطفال
. وقد ساعدت السيولة النقدية حيث تم دفع الرواتب والأجور قبل العيد بأيام في تحريك الأسواق وإقبال الزبائن على التبضع. من جانبهم حرص الباعة على عرض السلع التي يبيعونها بشكل يجذب الزبائن إليهم واستعدوا لهذه الأيام المباركة التي تسبق عيد الأضحى والتي تمثل موسما رائجا بالنسبة لهم، بالتزود بالسلع والبضائع الجديدة وتخزين أخرى لعرضها وقت الحاجة.
في المقابل يشتكي الجميع من ارتفاع ثمن الأضاحي حيث عرفت أسعارها هذه السنة زيادة ملحوظة عن مستوى ثمنها مقارنة مع السنوات الماضية تقترب من 80 ألف أوقية للكبش واستغل بعض الوسطاء وتجار الماشية الفوضى التي يعرفها مجال ترويج الأضاحي في مراقبة الأسعار لرفع سعرها خاصة الخرفان ذات الحجم الكبير.
وفي ظل صعوبة الوضع الاقتصادي يلجأ إن البعض الى طلب الاقتراض لتدبير نفقات العيد والمصاريف الإضافية التي يفرضها الواجب الاجتماعي والعادات وهو أمر مستحب لدى بعض أصحاب المداخيل المتواضعة حيث يجدونها أفضل طريقة لمواجهة التكاليف المرتفعة التي تولدت في العيد ما دامت أقساط سداد القرض لا تتضمن احتساب الفوائد.
وتأخذ الملابس التقليدية الجديدة نصيب الأسد من ميزانية العيد بسبب أسعارها المرتفعة والتقاليد والأعراف الاجتماعية التي تفرض على الزوج والزوجة إهداء ملابس تقليدية لأصهارهما في عيدي الأضحى والفطر.
وتحرص أغلب النساء على التزين بنقوش الحناء والعطور التقليدية والبخور، وتشهد محلات “زينة النساء” التي تقدم خدمات مختلفة تأمن للنساء الزينة التقليدية والعصرية في آن واحد مثل الحناء والحلوة وتصفيف الشعر وصنع الضفائر الإفريقية ووضع الماكياج، إقبالا كبيرا قبل العيد وكذلك في ثاني وثالث أيام العيد حيث تؤجل بعض النسوة زينة العيد الى ما بعد الانتهاء من مهام البيت والمطبخ الكثيرة في اليوم الأول لعيد الأضحى.
طقوس العيد صلاة وذكر ..وفرح ...
عند الضحى تبدأ صلاة العيد بالساحات المكشوفة في تجمع ديني وروحاني، وتمتلئ الساحات بالصغار والكبار في ملابسهم التقليدية الزاهية الجميلة يتبادلون التهاني والتحايا في طريقهم إلى المسجد، وبعد انتهاء الصلاة تبدأ مراسيم نحر الأضحية وإعداد وجبة الغداء التي تتكون بشكل رئيسي من طبق الشواء"أطاجين" على كؤوس الشاي المنعنع مع وجبات أخرى متنوعة في الغداء والعشاء.
بينما يحتفل الأطفال بارتداء ملابس جديدة والحصول على العيدية، "انديونه" وتمثل الفرحة بلقاء الأهل واجتماع العائلة في المساء لحظة رئيسية للاحتفال بالعيد وأكل ما لذ وطاب من الطعام والخروج في نزهات لأماكن مختلفة .
زيارات بعنوان التسامح
يقضي الجميع أغلب أوقاتهم خلال أيام عيد الأضحى في الزيارات العائلية حيث يعتبر العيد مناسبة للتسامح وتبادل التهاني وطلب الغفران والعفو من أقربائهم وذويهم وجيرانهم، ومع ارتفاع إيقاع الحياة واغتراب البعض يلجأ الكثيرون للاتصالات الهاتفية والإنترنت للتواصل مع أقاربهم المغتربين في محاولة للتحايل على البعد وتعويض اللقاء المباشر بلقاء كاميرات الويب.