انتهت منذ قرابة سنتين ظاهرة حرق أكوام القمامة التي كانت الهاجس الأكثر إيلاما لكثير من أطراف العاصمة، كما انتهت أيضا ظاهرة استعانة الدولة بالجيش من أجل تنظيف العاصمة.
لا يبالغ مدير الشركة الموريتانية لمعالجة النفايات النائب المصطفى ولد حمود في الحديث عن مؤسسته، لكنه يؤكد أنها حققت على أرض الواقع إنجازات معتبرة في معالجة " الإنتاج اليومي للقمامة" التي ظلت طوال عقود هما مقلقا لكل الأنظمة.
يمكن اعتبار الشركة الموريتانية لمعالجة النفايات، واحدة من أهم مؤسسات التشغيل والإنجاز في وقت واحد، حيث تحملت العبء الأكثر صعوبة في التعامل مع العاصمة التي لا يملك غالبية مواطنيها تقاليد إيجابية تجاه النظافة.
في بداية العام ...استلمت الشركة مهمة تنظيف العاصمة، كانت في مواجهة عشرات الآلاف من الأطنان من القمامة الصلبة، والمنتشرة في مختلف أنحاء المدينة.
كان أمام الشركة عدة تحديات ولمواجهتها عملت على ثلاث مسارات متكاملة هي :
توفير الوسائل التي تتجاوز الآن قرابة 30 شاحنة كبيرة للنقل، وأكثر من 15 جرافة كبيرة لجمع ورفع القمامة، إضافة إلى أكثر من 100 سيارة ثلاثية العجلات، ينضاف إلى ذلك مئات الحاويات من مختلف الأحجام موزعة على أنحاء العاصمة؟
يد عاملة متنوعة : تزيد على 1300 عامل يتمتعون بعقود دائمة وتأمين صحي، وهو ما يجعلها واحدة من أهم مؤسسات التشغيل الخصوصية في البلاد
إدارة فعالة للعمل : مكنت من توزيع العمال والآليات على مختلف أنحاء العاصمة، التي تنتج قرابة 600 طن يوميا من القمامة وفق مصادر من المجلس الجهوي للعاصمة.
نجاح رغم الصعاب
يمكن القول إن الشركة الموريتانية لمعالجة النفايات قد استطاعت النجاح في مهمتها، وذلك من خلال مستوى نظافة العاصمة مقارنة مع السنوات المنصرمة، وكذا مستوى حيوية العمل، حيث تقوم فرق الشركة بعملها في مختلف شوارع العاصمة نواكشوط.
وقد وقفت أمام الشركة صعوبات كبيرة من أبرزها :
وفرة إنتاج القمامة في العاصمة وتنوعها بشكل كبير
غياب ثقافة النظافة العمومية عن الموريتانيين وغياب ثقافة التطوع لتنظيف المجال العام لدى الشباب والجمعيات.
حملات خاصة لبيوت الله
وإلى جانب عملها اليومي في النظافة، فقد خصصت الشركة الموريتانية لمعالجة النفايات حملات خاصة بنظافة المساجد، وخصوصا في المقاطعات الطرفية في العاصمة، حيث نفذت على سبيل المثال حملات تنظيف وتعقيم لصالح 82 مسجدا في مقاطعة الميناء، وهم عمل غير مسبوق في أداء المؤسسات التي تولت نظافة العاصمة.
كما نفذت أيضا حملات تنظيف خاصة بأحياء هامشية وفقيرة كما هو حال حملة تنظيف حي وورف الشاطئي
وفي مواجهة " أكوام القمامة" التي تنتجها العاصمة كل صباح طورت الشركة آليات إدارية للتعاقد مع الشركاء والعاملين في مجال النظافة، سمحت لهم بالحصول على عقود تعاون معها، إضافة إلى إمكانية المساهمة في رأس مال الشركة.
يمكن اعتبار شركةSMTD قصة " نجاح نظيف" رغم الصعوبات المتصاعدة، ورحلة عمل يومي في مواجهة "الإنتاج الأكبر للعاصمة الشاطئية" .
ريم أفريك