أفادت وكالة الرائد الإخبارية أن خلافات حادة وقعت بين قادة منسقية المعارضة خلال اجتماع عقدوه مساء أمس لمناقشة الخط السياسي الذي ينبغي أن تسير عليها المنسقية فى الوقت الراهن، وخصوصا موقفها من "الثورة" و"الحوار"
وتقول الوكالة نقلا عن مصدر وصفته بـالموثوق إنه فى الوقت الذى أجمع فيه رؤساء التكتل واتحاد قوى التقدم واللقاء الديمقراطي وإيناد (على التوالى أحمد ولد داداه ومحمد ولد مولود ومحفوظ ولد بتاح وعبد القدوس ولد اعبيدنا) على ضرورة تجاوز أسلوب الحوار والانخراط فى دعم الثورة "الافايسبوكية" ضد النظام ، عارض رئيسا التحالف الشعبي التقدمي والوئام (على التوالى مسعود ولد بلخير وبيجل ولد حميت)، أساليب التصعيد مفضلين إعطاء الفرصة للحوار والوقوف على حقيقة ما إذا كان الرئيس ولد عبد العزيز جادا فى الحوار أم لا
وأوضح مصدر الوكالة أن مسعود شدد خلال الاجتماع على أن ولد عبد العزيز أكد له جديته فى الحوار مع المعارضة، وأنه (مسعود) لا يرى مانعا من ذهاب المعارضة إلى الحوار وطرح أفكارها ومناقشتها مع النظام ما دام هذا الأخير أعلن رغبته فى الحوار، مضيفا أن البلد بلد هش ومتعدد الأعراق ولديه تراكمات كبيرة من الإرث الإنساني، مما يحتم على المعنيين والمهتمين بالشأن الوطني التفكير مليا قبل الإقدام على أي خطوة لا تحظى بإجماع وطني
حديث مسعود – يضيف المصدر – اعتبره أحد الزعماء الآخرين محاولة لتثبيط جهود الثورة وإعطاء نفس جديد لنظام "يلفظ أنفاسه الأخيرة"، مدللا على ذلك بانسحاب بعض أحزاب الأغلبية كحاتم وتراجع تواصل عن التقرب منه والتخبط الذى دفع لإنشاء حزب شبابي لا تمكن قوننته بأي حال.
وقال المصدر إن المتحدث اتهم مسعود بالتحسس من كل ما يدعو له ولد داداه، مشيرا إلى معارضته للثورة ناجمة عن مباركة ولد داداه لها.
مسعود اعتبر الكلام تخوينا له وقال مخاطبا الحضور "ليست لدي أي مشكلة مع ولد داداه ولا مع ولد مولود..أنا على استعداد للذهاب معكم لقيادة الثورة على ولد عبد العزيز لكن بشرط أن نكون نحن رؤساء الأحزاب أول من يتظاهر ويتعرض للضرب، أما الدعوة إلى تسخين الموقف والزج بمجموعات شبابية متحمسة لتكون وقودا نجنى نحن ثماره، إن وجدت، فهذا ما لن أقبل به.. ويبدو لي أنكم جربتم وعرفتم حجم الثورة...". وخرج مغاضبا – يقول المصدر-.
بعد خروج مسعود قدم أحمد ولد سيد باب رئيس حزب التجمع من أجل الديمقراطية والوحدة مقاربة أكد فيها أن الجميع متفق على مواصلة النضال ضد نظام ولد عبد العزيز، لكن الخلاف يكمن فى أي الأساليب أنجع وطلب رفع الجلسة من أجل الإسراع بالالتقاء مع مسعود.
وقال المصدر إن المنسقية اتفقت على إيفاد ولد سيد باب وبيجل للنقاش مع مسعود وهو ما يفترض أنه تم ليلة البارحة.
وحسب المصدر فإن المنسقية ستعقد اجتماعا قريبا لحسم الخيارات وهو ما يرجح أن ينتج عنه وجود معسكرين معارضين أحدهما يدعو للإطاحة بالنظام عن طريق "الثورة"، تمثله أحزاب التكتل واتحاد قوى التقدم واللقاء الديمقراطي وإيناد، وربما حزب التجمع من أجل الديمقراطية والوحدة، بينما يدعو الطرف الثانى للحوار وخلق أرضية مشتركة للتعايش بين مختلف الفرقاء السياسيين، ويمثل هذا الطرف أحزاب التحالف الشعبي التقدمي وحزب الوئام و"ابليج" وجناح من حزب عادل، وربما تلتحق به بعض الأحزاب الأخرى مثل حاتم وتواصل.
نقلا عن موقع الرائد