الجيش المالي يتفق مع موريتانيا على تأمين الحدود :|: تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|: تعيينات واسعة ب 3 إدارات في شركة "سنيم" :|: BAD يمول مشاريع للبنى التحتية بموريتانيا :|: المصادقة على اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي بين موريتانيا والسعودية :|: تحديث جديد في واتساب ينتظره الملايين.. ! :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
جولة في حياة الفقيد محمد ولد إبراهيم ولد السيد
 
 
 
 

انواكشوط أسواق فوضوية،، و متاجر عشوائية.. “قصة بلاد المليون تاجر ”

محمد الأمين ولد يحي

mercredi 23 février 2011


عشق البيع

في موريتانيا لا تكاد تخلو شقة أو بيت من وجود دكان أو نصب أو كوخ يمثل متجرا للبيع، فالمنازل التي شيدت أو مجرد الشروع في التخطيط العمراني لها لابد ان يحوي مستقبلا مستودعا أو محلا يكون مخصصا لغرض التجارة أو مزاولة البيع حتى ارتبطت قصة عشق البيع وجمع المال ارتباطا وثيقا في ارض المليون شاعر ببلاد المليون تاجر، ذلك ان معظم الابنية العمومية او المنازل السكنية تستغل واجهتها لعرض عناوين اشهارات البيع وتغتصب الساحات العامة لعرض آخر صيحات الموضة من الالبسة وكل ما يشكل سلعة مدرة للدخل العام، سواء كانت هذه المتاجر تحت الأبنية الحكومية أو على أرصفة وبلاط الشوارع العمومية، لان بداهة المكان يوحي بليبرالية فائقة في مجال حب التجارة ولو كانت مرتبطة بشكل فوضوي وبراغماتية لا مثيل لها في عالم المال والأعمال.

فوضوية العرض

تشهد حركة الأسواق الموريتانية فوضى عارمة بسبب انتشار المحال التجارية العشوائية كباعة الأرصفة الغير شرعيين الذين يعرضون سلعهم أمام المحلات وعلى الشوارع مما يضايقون به المارة ويعرقلون به حركة السير، هذه الفوضوية التي ولدت نشوب مناوشات وصراع دائم بين الباعة المتجولين واصحاب الدكاكين الثابتة (الشرعية).، ويشتكي كذلك اغلب سكان العاصمة نواكشوط من تفاقم زحمة الباعة على جميع الطرق والممرات المؤدية في ولوجها إلى الأسواق الكبيرة وسد زققها عند التسوق حيث يشهد محيط هذه الاسواق زحمة خانقة بسبب تزايد الأشرطة المخصصة لعرض السلع والبضائع العشوائية كالخيم والطاولات التي أصبحت متراصة بالدوام على جميع الشوارع واحتلت الركن المخصص لتوقيف السيارات واتخذته مكانا دائما لحركة بيعها اليومية، مما انعكس عنه جحيم لا يطاق على مستوى الإزعاج والفوضى من قبل هؤلاء التجار العشوائيين الذين يزاولون التجارة الفوضوية ويخلفون كميات كبيرة من الأوساخ والقمامة لدى مغادرتهم في المساء الأخير من كل يوم، حيث جعلوا من وسط المدينة سوقا يوميا فوضويا يغرق تحت الأوساخ والقاذورات المزكمة للأنوف.

الأسواق في كل مكان :

ديناميكية هذه الأسواق تشهد حركة فائقة في الازدياد بالرغم من قلة الطلب أو الحاجة إليها، لأنها غير منتظمة في المكان أو الزمان وخارج أي نظام أو ضابط قانوني متعارف عليه من حيث وجودها داخل العاصمة الذي يحتم عليها فرضية الانتظام والعصرنة. لان وجود هكذا أسواق يعكس الوجه الحضاري لأي بلد ويوحي بطبيعته الاجتماعية.

تتموقع كبريات هذه الأسواق في مقاطعات السبخة والميناء وتفرغ زينه تتلاقى جميعها في المظاهر الفوضوية التي تتبدى ماثلة للعيان حاملة صورا مشينة يتحمل مسؤوليتها الكاملة المواطن والتاجر والبلدية التي تقع هذه الأسواق ضمن الحيز الترابي التابع لها، القمامات تنتشر بشكل كبير في أزقة وممرات هذه الأسواق، وكثيرا ما أدى الضيق الحاصل في هذه الأسواق إلى صعوبة الوصول اليها في حالة التسوق. لكنما الأسواق في نواكشوط تصدم دهشة الزائر لها أو المتسوق الذي قد يتفاجأ كثيرا لوجود هذه الأسواق العشوائية داخل ارقي أحياء المدينة لأنها خارجة عن أي نطاق أو ضابط قانوني متعارف عليه من حيث وجودها أو كيفية طرق انتشارها بين ظهرانينا وعلى عهدة ارقي الأرصفة، تماما مثل انتشارها داخل الأحياء السكنية، إذ لا تكاد تجد سكنا أو منزلا خاليا من دكان أو محل أو نصب مخصص للبيع والتقسيط حتى غدت الشوارع والممرات تغص بالدكاكين والحوانيت العشوائية التي في الغالب لا تمتلك أي ترخيص رسمي لمزاولة نشاط عملية البيع أو الشراء، وذلك لسبب انعدام قانون أو إطار مخصص لأركان البيع الليبرالي المتعارف عليه دوليا. ورغم كثافة وجود هذه الدكاكين وكثرة انتشارها في معظم أرجاء مقاطعات نواكشوط التسع، إلا أنها تتمركز أساسا داخل المناطق الحساسة ذات الطابع الحضري كسوق مركز المدينة وأسواق السبخة والميناء، لكنها أحيانا تغتصب مساحات رسمية حولتها إلى ميوعة فوضوية أو أسواق عشوائية كسوق "التبتابة" مثلا أو سوق البنك المركزي (بي أم سي ئي) بالإضافة الى سوق "شارع الرزق" هذا الأخير الذي شهد طفرة تجارية غير متوقعة وانتقل في التسمية الشعبية كسوق عشوائي، وأصبح إسما رسميا، حيث يغتصب هو الآخر مكانا إستراتيجيا وسط العاصمة نواكشوط. وانتقل بخبرة الطبيعة الفطرية إلى اعتباره أهم الأسواق التجارية المخصصة لمواد الغذائية. ورغم أهميته هذه فانه يقع على مفترق طرق من الفوضى التي تغلبها العشوائية ذلك ان هذا السوق يقع على ضفتي الشارع شرقا وغربا ويعج بآلاف الباعة العشوائيين من الرجال والنساء وحتى الأطفال الذين يزاحمون في تدافع المكان منذ الصباح وحتى المساء مما شل حركة الأفراد والسيارات بالمنطقة. ويثير كذلك الفوضى والاشمئزاز بسبب كثرة عصابات الانتشال و السرقة، وهكذا لا ترى في الشوارع من يتحرك وحيدا، بل لابد ان تكون بجانبه بضاعة أو عربة يدوية او آلية تحمل بضائع تتحرك في تدافع بين حركة المارة أو أكثر أحيانا.

ملفات من الجوال

فوضى وحلول جزئية

وتتنامى ظاهرة الأسواق الفوضوية وتتفاقم يوما بعد يوم حيث ان الدولة عاجزة عن وضع حد أو حل لهذه الأسواق التي تفوق حاجة المواطن الى تعدد مزاياها رغم انتشارها في كل شبر من العاصمة وداخل كل حي أو بيت سكني، حتي تعددت أسماءها وذاع صيتها منتشرا في فضاء المال والأعمال حيث انتقلت الشوارع إلى أسواق تغص بالبضائع والمساحات العمومية إلي متاجر لعروض البيع العشوائي، مما سبب استياء لأصحاب المحلات التجارية في الأسواق المركزية لان الأماكن الأمامية لهذه المحلات مغتصبة من قبل أصحاب هذه الأشرطة وباعة الأرصفة مما يؤدي -كما سبق- في الغالب الى نشوب مناوشات وصراع دائم بين الطرفين.

ولوضع حد لنشاط الباعة الفوضويين فان الدولة قد نظمت حملة تنظيف الشوارع بهدف إبراز وجه العاصمة الحضري كتحديد نطاق المساحات العمومية وكذلك بهدف تنظيم وتنظيف هذه الأسواق التي تعج بتزاحم الباعة وعربات الحمير ومستودعات القمامات في مثلث شكل ثلاثية الاضلاع للوحة المظهر المقرف الذي بات يشكله إحدى هذه المناظر كسوق "شارع أف" بسبب القاذورات التي تتجمع حوله رغم انه يشكل سوقا كبيرا للحوم والخضار مما قد يعرضه إلى التخوف من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.

وفي هذا السياق اعتمدت الدولة بعض الإجراءات الأولية التي تحد من ظاهرة البيع الفوضوي مثل توسيع الشوارع العمومية وتخصيص مساحات حرة خالية من الباعة لتفادي حالات طوارئ كالحرائق، التي في الغالب تحدث بفعل الاستخدامات غير المؤمنة للغاز والكهرباء في هذه الأسواق. وقد سجلت أقصى نسبة لحرائق الأسواق ما يناهز 20 حريقا مابين سنتي 1980 الى 2009 وهي الحرائق التي وصلت الخسائر فيها ماديا الى مئات الملايين وكذلك تحصد فيها الكثير من الأرواح البشرية بسبب فوضوية العرض في هذه الأسواق.

وفي إطار هذه الحملة نجحت الدولة جزئيا في إعادة التنظيم لهذه الأسواق التي أصبحت تبدو للزائر بمظهر معقول ظل مفقودا منذ سنين خلت، وإن كان قد شابها العديد من التجاوزات، إلا أنها في النهاية كانت فعلا حسنا يستحق الإشادة به.

المصدر :دنيا الوطن

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا