احتضنت جامعة العلوم الإسلامية بلعيون أمس ورشة علمية دولية بعنوان : البحث العلمي بالجامعات العصرية : البنيات، المناهج، التقنيات والمهارات نظمتها عمادة الدراسات العليا(حضوريا وعن بعد) وأطرتها نخبة من الأكاديميين والخبراء الدوليين والوطنيين .
وتميز الافتتاح، الذي استهل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم والاستماع للنشيد الوطني، بكلمة ترحيبية قدما الدكتور سيدي محمد ولد المصطفى ولد الجيد أستاذ علم الاجتماع وعميد الدراسات العليا بين فيها أن تنظيم هذه التظاهرة العلمية الدولية يتنزل في سياق تنفيذ خطة عمل العمادة لسنة 2024 الهادفة، من بين أمور أخرى، إلى تعزيز قدرات، وصقل مهارات، وإثراء تجارب وخبرات الأساتذة والباحثين في الدراسات العليا، إضافة لتيسير سبل التعاون والشراكة مع النظراء من مختلف الجامعات.
وأضاف بأن أهمية، وقيمة، وجدوائية، ومردودية البحث العلمي العملية والوظيفية تجعله يتصدر الأولويات، ويأتي في مقدم السياسات والاستراتيجيات بالنسبة لكافة الدول والأمم والمجتمعات، وذلك باعتباره الوصفة السحرية الخارقة لصد الكوارث، والأزمات، والتصدي لمختلف التحديات، وتذليل الصعاب وتجاوز الإكراهات بغض النظر عن الطبيعية والخصوصيات، والحدة والتجليات، إضافة لكونه مناط التطوير، ومصدر الترقية، ومنبع التحديث والتنمية والعصرنة. واستطرد قائلا بأن الحاجة لترقية البحث العلمي بموريتانيا ماسة نظرا لما يمكن ان يسهم به في تجاوز الكثير من الاختلالات المجتمعية، وبلوغ أسمى مراتب الرقي والازدهار.
وبدوره تناول الكلام نائب رئيس الجامعة الدكتور النعمة أحمد فرحب بالأساتذة المشاركين من الخارج، مبرزا أهمية البحث العلمي في تطور المجتمعات والنهوض بها.
وتضمنت الجلسة العلمية لهذه الورشة، التي أدارها عميد الدراسات العليا الدكتور سيدي محمد ولد المصطفى ولد الجيد، أربعة عروض، على نحو ما يلي :
1 ـ الباحث والبحث العلمي والواقع : ما طبيعة العلاقة؟ عرض قدمه الدكتور منذر الطمني أستاذ باحث بجامعة تونس.
2ـ أسس مناهج البحث في علمي الاجتماع والإناسة : عرض قدمه البروفسور عبد الغني منديب رئيس شعبة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، والمسئول عن وحدة الدكتوراه " التغير الاجتماعي والتنمية المحلية".
3ـ مناهج البحث العلمي في العلوم الشرعية بين القدماء والمحدثين : عرض قدمه الدكتور احمد كوري يابه السالكي نائب عميد كلية أصول الدين بجامعة العلوم الإسلامية بلعيون.
4ـ بنيات البحث العلمي ودورها في خدمة المجتمع(المراكز البحثية نموذجا) : عرض قدمه الدكتور صلاح الدين صالح امحمد باحث بالهيئة الليبية للبحث العلمي.
وأشفعت العروض العلمية بنقاشات مستفيضة شكلت فرصة قيمة للأخذ والعطاء بين المتلقين والمؤطرين، كما كانت مناسبة لتقديم العديد من التوصيات، من قبيل ضرورة تكثيف هذا النوع من الو رشات العلمية ذات الطابع الدولي، وتعزيز التشبيك مابين الباحثين، وترقية بنيات البحث العلمي، وتوفير كل أوجه التحفيز والدعم المادي واللوجستي للباحثين ، إضافة للعمل على تأمين الجودة الداخلية والخارجية، وتطعيم المفردات الدراسية بأدوات ابستمولوجية تنمي الحس النقدي وترتقي بالذهنيات الاجتماعية.
مراسلون