عودة رئيس الجمهورية من ولاية لعصابه :|: تآزر : قمنا بتحويلات نقدية لآلاف الأسر في العصابة :|: وزيرة : تضاعف عدد المؤمنين لدىCNAM :|: الجيش المالي يتفق مع موريتانيا على تأمين الحدود :|: أبرز المشاريع التنموية التي أطلقها الرئيس في كيفه :|: تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
جولة في حياة الفقيد محمد ولد إبراهيم ولد السيد
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

رسالة دجاجة /بقلم : حبيب الله ولد أحمد

dimanche 12 juin 2011


صاحب الفخامة محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية : أنا فخورة بأنني أول دجاجة تكتب رسالة لرئيس دولتها، و أول دجاجة تعتصم أمام قصر رئاسي بحرية تامة وبدون مشكلة، سيادة الرئيس : أنا دجاجة موريتانية، ولا أقول إنني مواطنة موريتانية، فأنتم تعرفون أننا كربات أسر لا نجد وقتا لاستصدار أوراق مدنية مؤمنة أو"مخوفة"

لا بالاستحقاق ولا حتى بالشراء، فمجتمع الدجاج صارم جدا، حيث لا يسمح لإناثه بأكثر من وضع البيض و"التحبيظ" عليه، ثم فقسه لاحقا، فالاعتناء ب"الصيصان" حتى تتمكن من تدبير أمور حياتها بطريقة ذاتية، ومع ذلك فأنا أستحق لقب مواطنة- ولو بالإقامة- فجدي العاشر- على الأقل- ولد هنا في العنابر المخصصة لبيع الدجاج في المقاطعة الخامسة بالعاصمة، والتي بفضل اعتصام ملاكها استنشق اليوم عبير حدائق قصركم العالي بالله.

سيدي الرئيس :

كوني أول دجاجة عربية وافريقية ومسلمة تمشى بخيلاء أمام القصر الجمهوري في عاصمة بلادها، وتخاطب رئيسها بكل حرية، يمنح وكالة أنبائكم الرسمية الموقرة فرصة لتدبيج افتتاحية عظيمة، أقترح أن يكون عنوانها "حتى الدجاج..!!" وأن تتحدث عن جو الحرية في البلاد، ومستوى الانفتاح الديمقراطي فيها، لدرجة أن القصر الرئاسي أصبح قبلة لكل الموريتانيين، لعرض مشاكلهم، والبحث لها عن حلول، فحتى الدجاج الموريتاني أصبح يتجول بذهول أمام القصر وهو الذي اعتاد حياة الأخصاص والعنابر القذرة، التي يقضى فيها حياة بائسة أسعد لحظاتها تلك التي يتم ذبحه فيها بدم بارد.!..وبمقدور التلفزة الوطنية أن تخصص أحد برامجها "التجارية" الشهيرة لنقاش المشاركة السياسية للدجاج..فكروا مثلا في برامج من قبيل "ملفات" أو "الحكومة في الميزان" أو "موريتانيا الأعماق" أو "حوار مفتوح" أو حتى البرنامج الوثائقي الألماني اليومي حول الحيوانات والتجارب العلمية الألمانية..!..ويمكن للإذاعة أيضا تخصيص أحد برامجها لنقاش الموضوع كبرنامج "وجها لوجه" أو حصة "البلاغات الشعبية"..!

سيدي الرئيس :

لا أدرى حقا لماذا جئت هنا أصلا ولا فرعا..أنا فعلا سعيدة برؤية القصر وحدائقه وحراسه، والمتجمعين أمامه، وستكون هذه تجربة رائعة في حياتي قبل الذبح أتمنى أن أرويها بهدوء للفراخ و الصيصان في أخصاصنا، ليعرف الصغار أن أمهم عظيمة بشجاعتها وصبرها، فقد ناطحت البشر، وتجولت في القصر الجمهوري، وعلى مرأى ومسمع من الحرس الجمهوري، بل وخاطبت رئيس الجمهورية باعتبارها أول دجاجة تفعل ذلك في العالم كله، وسيكون رائعا أن أجد اسمي في موسوعة "غينيس" للأرقام الاستثنائية باعتباري أول دجاجة تحرز كل هذا المجد.!

أنا لا أريد إسقاط الحكومة ولا النظام ولا أفهم في تلك الأمور إطلاقا، ولا أريد تحسين ظروف الدجاج- حاشا لله- فمن الغبن أن أطالب بتحسين ظروف الدجاج في بلد يبكى فيه البشر كل يوم ألما لواقعهم المعيشي، يكفيني فخرا أن وضعيتي- وإن انتهت بالذبح أو بالذبحة الصدرية- تبدو أحسن بكثير من وضعية كل هؤلاء الذين وجدتهم هنا أمامي..هذا يريد أرضا، وذلك يريد حقا ضاع منه، وهؤلاء يبكون من الظلم وهكذا..أظن بأن الدجاج في وضعية حسنة، حتى القطط ما عادت مصدرا للإزعاج، فلديها من مشاكل الحياة اليومية- مثل البشر- ما يشغلها عن مطاردتنا والتربص بنا..!

في مجتمع الدجاج لا توجد سياسة أبدا، لم نتعود ممارسة السياسة، ولا نقيم وزنا للمعارضة ولا للموالاة..نحن غير معنيين بكل ذلك، ولا وقت لدينا لتلك التفاهات..ذات يوم جاء ديك ضخم إلى جناحي في العنبر، وبدأ يتحدث عن قذارة الحياة، وسوء وضعية الدجاج، وضرورة التحرك "الثوري" العاجل لإنقاذ الدجاج، وخلق مستقبل مليء بالحرية والقمح، خارج العنابر والأخصاص..كان يهذى بينما كنت واجمة مشدوهة مع بقية دجاجات الجناح، حاولت أن أناقشه، فعلى الأقل نحن معاشر الدجاج لسنا بحاجة للخبز والمحروقات والنفط والسمك وما إلى ذلك، وليست لدينا قبور للنبش ولا ملفات إنسانية خاصة، ولا مشكلة في التعليم والصحة، غير أن مالك العنبر عاجله بإلقاء القبض عليه، ووضع قيود الذبح في رجليه..ههههههه..لم يبق من ذلك الديك الثائر المناضل سوى ريشتان معلقتان باستهتار على قضبان العنبر، وصيحة استغاثة هي كل ما علق بنا من ذكراه..لذلك أستغرب أن لا ينتظر البشر مثل هذا المصير.. أليست الدول البشرية مجرد عنابر و أخصاص وقضبان يديرها مالك لا يمكن لأحد مساءلته، فكل ما يقوم به هو "تصريف المالك في ملكه"؟ ! ولو لم يكن الأمر كذلك، لما كان لدى البشر حرس وجنود، وسيارات مزعجة..!!

من مصير ذلك الديك المسكين، تعلمت أنه لا فائدة من الصراخ السياسي، قد يقال إنني جبانة منبطحة أو خائفة من الاحتجاج والتظاهر والاعتصام والثورة، كل ذلك لا يهمنى فأنا على أية حال سأذبح - عاجلا أم آجلا- وليس لدي مستقبل أنتظره، وأولادي لا يعيشون في انتظار أي مستقبل، وكل ما علي فعله هو محاولة أخذ كل ما هو متاح من وقت إضافي قبل عملية الذبح الموعودة..

سيدى الرئيس :

أود توضيح أمر بالغ الأهمية، وهو أنه لا علاقة لي بالبيض الذي ألقي على نواب الأغلبية غداة تصويتهم على اتفاقية الصيد الموريتانية الصينية المثيرة للجدل..فقبل مجيئي هنا لبوابة القصر قام مالكي ببيع كل بيضي (حوالى5بيضات تقريبا) وهو موجود، ويمكن للبرلمان مساءلته..ولا مشكلة عندي فى التحقق من هذا الأمر بواسطة فحص ال(dna)..لا أريد تبرئة نفسي ولكن يهمنى فقط توضيح تلك الحقيقة، فأنا لا أفرق بين "موريتانيا الأعماق" و"صيد الأعماق" و"صين الأعماق" مع أنني متعاطفة بطبيعتي مع رئيس الوزراء الصيني، فعليه البحث عن طعام لمليارين من الناس وهو بلا سمك فلماذا لا تعطونه سمككم وأنتم العاجزون عن إطعام أقل من ثلاثة ملايين من الناس..(الصينيون لا يعطونكم سمكة ولكنهم يعلمونكم كيف يصطادونها لأنفسهم)...ههههههههه..أنتم البشر لا ترحمون بعضكم.. أليس من الحماقة- إذن- أن يبحث الدجاج عن الرحمة عندكم..؟ !

سيدي الرئيس :

سعدت كثيرا بمقامي أمام قصركم العالي بالله و أكلت خلال ساعة أمامه ما لم احصل عليه في حياتي كلها من الأكل (أتمنى أن يكون ما أكلته حلالا باردا لا علاقة له بالمال العمومي وميزانية الدولة ونحو ذلك).. وعشت عالما متحركا، لم أفهم منه شيئا، ولكنه كان جميلا بالنسبة لي كدجاجة عابرة.

مع خالص الود

بقلم : حبيب الله ولد أحمد

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا