شهدت منذ عشرين سنة السجال القائم بين مسعود ولد بولخير ورفاقه وأقطاب المعارضة، وكنت في ميسم مغاير لخندقه، وفي مواقف التجاذب السياسي الحاد كتبت منتقدا جلده للذات ووصفه لحلفائي بأخنع النعوت.
غير أنني اليوم – وللتاريخ- أري أنه من خبث السياسة ورعونه الرجال وغمط الحق.. أن نسكت علي حملات تسويف وتشهير ضد هذا الرجل بان بالدليل وبالتجربة همزها ولمزها، وحصصح الحق البين ، مبيرا كل من تولي كبرها ، وتسربل بنسج
أكاذيبها.
مناضل شديد المراس
هذا العربي الأسمر مناضل شديد المراس لم يفبل
التخلي عن مبادئه التي آمن بها حين تخلي الجميع وبلا استثناء عن شعاراتهم وكان مخيرا في الحصول علي كل الامتيازات لكنه قال : لاصلح.
*ظل.مدة.21سنة والناس يعصرون الدهون والشحوم.. المناضل مسعود ولد بولخير يعصر عرقه متحسرا علي واقع شعبه.. ولغزا في عالم السياسة الوطنية لايساوم حين ساوم البعض ولا يصالح حين صالح البعض ولا يعترف حين اعترف الأكابر. ولايعلن مالايضمر ولايحرض علي رفاقه في النضال ولايعقد الصفقات من وراء ظهورهم... يذكر ملعب انواكشوط القديم وساحات المهرجانات من فصالة الي بير امقرين صدق لهجته وعلو صوته وبراءة دموعه.
* وقال :لاتفاوض.
*علي مدار19شهرا كان هذا السياسي الماهر يرفض عهد البطاقة البيضاء والتفاوض مع رمزه حين خنع الجميع له وأرهبه خيلاءه وجعجعته.
كان يري أن البلد علي كف عفريت وأن المستبد لايعطي الديمقراطية ولايختار الرجال الأشداء الأمناء وانما يحتال علي شعبنا بتنصيب دمي هرمة كي يعود من خلالها ببطاقة بيضاء الي السلطة.
يذكر القصر الرمادي السجال الحاد واليد التي عزت عن المصافحة والصوت الذي لم يخفت حين ران علي القلوب شغف بالكراسي وولع بادارة كؤوس شاي ا19شهرا.
وقال : لااعتراف.
وكان هذا العربي الأسمر فاروقا حين يعترف المعارضون بهواهم بالانقلابات ، ويناهضون بطبعهم نتائج الانتخابات .. لم يعترف بانقلاب ولم يقبل أن يقود شعبه الا الي طريق الانتخابات.
كان دائما يدرك ببساطته وعمق انتمائه مهما كان الظلم الواقع عليه ، والاستهزاء المتراكم ضد قناعاته.. أن هذا الشعب الهش المتعدد المتنوع لايحتمل الحروب والصراعات والأحقاد.
وكان حين عز الخطاب مدافعا عن حقوق الزنوج وعن حقوق العرب ولم يقبل أبدا مهاجمة اللغة العربية أو الاسلام، بل أقحم الرويفضة والشعوبيين في مواطن أسيادهم ومأمن مستعمر عقولهم.
والحق والحق أقول أن مسعود ولدبولخير وبيجل ولد هميد كلاهما يغبط (بضم الميم) في عصر كثر فيه الدخلاء علي النضال ودعاة التعبير عن مطالب التغيير الاجتماعي في البلاد.
كان ولايزال هذا المناضل يري الفرق بين طلاب العدالة والتنمية في الجمهورية وبين المتعجلين لاغتصاب السلطة والأرض.
وهويدرك بحسه النضالي تكلفة الخطين علي امتداد رمال الصحراء من الصومال الي الصحراء الغربية.
واليوم وبعض الأقلام تتهجي نعت الرجل بما تهوي أنفسها ، فان كل الوطنيين الشرفاء مهما كانت
اختلافاتهم
من الواجب عليهم ، تكريم ابن موريتانيا.
لقد أسلم النضال علي يد مسعود.
وتعربت لغته.
وأخلص النيات والأعمال لحب وطنه.
وقام أوده علي فصل الخطاب.
ومن الضروري أن يقول شعبنا له :
يا بلال ارق المئذنة وأذن :أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله.
فقد قامت الصلاة وبطلت الأوثان
بقلم : محمد الشيخ ولد سيد محمد