لهذه الاسباب نرفض اتفاقية الصيد الموقع مع الصين /شيخاني ولد اعمر

الي السيد حسنه ولد احمد لعبيد،رئيس الموريتانية ـ الصينية للصيد،

"أهنئكم قبل كل شيء علي سرعة بديهتكم في الرد علي جوابي بخصوص ما قلتم عن اتفاقية الصيد الجديدة التي تدافعون عنها باستماتة ويمكن أن تكونوا الوحيدين في هذه الحالة، إذ ان كافة أصحاب هذه المهنة بما فيهم شركاءكم الصينيين، يصفونها بانها كارثة لم توقع مثلها دولة أبدا.. ولاشك ان لكم تبريراتكم، التي ما كان ينبغي ان تدفعكم لاتهامي بشخصنة النقاش.

وأذكركم هنا بان الاتحادية الوطنية للصيد قد انتدبتني بوصفي رئيسا لأسطولها الصناعي مع زميلي من الصيد التقليدي للدفاع عن موقفها من هذا الملف، كما سبق ان نشرنا بيانا حوله يوم الخميس التاسع يونيو 2011 وشاركنا بعد ذلك في نقاش تلفزيوني يوم الاربعاء 15 من نفس الشهر وقد بينا في المناسبتين راينا بخصوص هذه الاتفاقية، أما اتهامنا باننا "نصطاد في المياه العكرة" لإيهام الرأي العام بان هذه الاتفاقية مع شركة HondoneFichery.co، تهدد مصالح موريتانيا باستنفاد مواردها السمكية، فهذا في الحقيقة يعتبر تصرفا غير ودي اتجاه ما قلته والذي يبدو في تصوركم انه لا يلامس هواكم... لاكن هناك فرق بين طرح سؤال منطقي ومهم ورمي الآخرين بما لا يليق في حقهم...

وبخصوص تقديراتكم بتسيس النقاش، أذكركم ببساطة بان المهنة لها مصالح وإذا ما تصادف، بأي حال، ان هذه المصالح تتقاطع مع مصالح الأغلبية أو المعارضة فذلك لا يعني التخلي عنها.

ان العلاقات التجارية وكذلك السياسية بين الدول او الاحزاب تقوم علي المصالح قبل اي شيء ونحن ندافع عن مصالحنا كما تدفعون انتم عنها ومهما تكن تبريراتكم سنواصل التاكيد علي رفضنا لهذه الاتفاقية لسبب بسيط وهو انها ستزيد من الاجحاف بمقدرات الصيد 40%.

فبالإضافة الي البواخر الوطنية الخمس والتسعين(95) ستنضاف 35 باخرة صينية، كنت قد فصلت تخصصاتها في اجابتي السابقة ومائة (100)زورق صيد تقليدي.

هذا اذا كان الامر لا يتعلق الا بالصيد السطحي ورغم كل الامتيازات الممنوحة للشركة الصينية، فانه من المشروع لنا ان نتساءل لماذا لا تمنح هذه التسهيلات للوطنيين، مثل عباس بغربال؟ الذي استثمر مبالغ طائلة في شركته لاستغلال الموارد البحرية والصيد التي توظف اكثر من 2000 مواطن موريتاني.

وفيما يتعلق بقدراتنا التفاوضية لاقتناء بواخر صينية ليس لدينا ما يستحق البرهنة عليه، فمجموعتنا بما فيها مجموعتكم قد استفادت من امتيازات لاسباب من غير المفيد الرجوع لها فزملاءنا في الاتحادية الذين انتدبونا للتفاوض حول الاتفاقات الجديدة للصيد مع الاتحاد الاوربي يعلمون شيئا عن هذا الموضوع.

وعلي كل حال فنحن مستعدون ان نتقاسم تجربتنا مع الذين لا يريدون سوي استغلال البواخر والمصانع او ألائك الذين لا يريدون الاستفادة من القطاع ولا يحكمون سوى علي المظاهر "طموح ليست لنا المؤهلات لتحقيقه يعتبر جريمة" كما قال نابليون.

وبالنسبة لمخاوف الأوربيين اعتقد انها تتضمن خلفيات سياسية حيث لا يمكن لفاعل اقتصادي مثلكم ان يغامر بها فهل يمكننا ان نهنئكم بها؟.
فيجب ان نترك السياسة للسياسيين والاعمال لرجال الاعمال والسلاح للعسكريين فغالبا ما تشكل توأمتهما خلطا بل خطورة، وبإثارتكم ان الصين قوة اقتصادية، هذا اكيد ولو كان ذلك خارج عن موضوعنا الا انه فلا يبرر بحال من الاحوال ان نهب لها ثروتنا دون مقابل، اللهم الا اذا كنتم تعتبرون الالفي فرصة عمل التي ستوفرها الشركة عوضا وهنا اذكركم بان قطاع الصيد يوفر اربعين الوف وظيفة اي اكثر مما يوفره القطاع المنجمي او الوظيفة العمومية.

وفي سنة 2010 استطاع الاحتفاظ بهذا المستوى التشغيلي بواقع كميات الصيد التي بلغت 48 الف طن تمت معالجتها وتصديرها الي الاسواق اليابانية والاوربية والافريقية، طبقا لإحصاءات الشركة الموريتانية لتسويق منتجات السمك .

ان "المشروع الرائد"، كما يمزح البعض بتسمية هذه الشركة PolyHondone Fichery.co لا يوفر سوي الفي فرصة عمل ومائة الف طن معالجة ومصدرة، اذا عليكم ان تبحثوا عن الخطأ الموجود في مكان ما من هذه الاتفاقية، في تصورها او في تنفيذها، الا اذا كان هناك سر لا ندركه نحن مطلعون عليه انتم ويبرر تحمسكم الزائد، فلتقاسمونا هذا السر وكلنا آذان".