في خطوة مفاجئة وغير ودية تعكس مستوى الإحباط الذي وصل إليه الرئيس العجوز عبد الله واد ، أقدم الأخير بواسطة قرار صدر عن نجله كريم على رفض الترخيص لشركة موريتانيا الدولية للطيران بتسيير رحلات إلى داكار.
قرار مفاجئ وغير مدروس لا يعكس مستوى الأخوة والعلاقات العريقة الضاربة في القدم بين الشعبين الشقيقين الموريتاني والسنغالي. قرار سياسي هو أقرب الى الإصابة بمرض الخرف والشيخوخة السياسية والعجز عن حل المشكلات السياسية الداخلية المتراكمة.
ان الإقدام على منع الشركة الموريتانية للطيران من التحليق في سماء السنغال لهو محض الحماقة وسوء التدبير.
على العكس لم تترد السلطات الموريتانية ممثلة بوزارة النقل وبالوكالة الوطنية للطيران المدني لحظة واحدة في منح التراخيص اللازمة لتسيير الشركة السنغالية الدولية للطيران لرحلات الى نواكشوط . لقد تم لها ذلك دون تردد وبمعدل ثلاث رحلات أسبوعيا بناء على طلبها. وما لا يمكن فهمه أو إدراكه هو رد فعل الرئيس السنغالي عبد الله ونجله كريم واد الذي يسعى إلى توريث الحكم له. خطوة غريبة عجيبة بعيدة كل البعد عن العلاقات الأخوية القائمة بين الشعبين.
أيعقل أن تأبى لشركة طيران وطنية لبلد جار شأنها في ذلك شأن شركة الطيران السنغالية الوليدة بتسيير رحلات الى بلد جار.
التفسير الوحيد الممكن لهذا القرار هو محاولة يائسة من العجوز الرئيس لتصدير مشاكله الداخلية المتفاقمة إلى الجيران.
كان أولى بالرئيس السنغالي العجوز أن يبحث عن حلول للازمة السياسية المتفاقمة وعن المظاهرات الدامية التي قمعتها الشرطة السنغالية بقسوة غير مسبوقة وعن مشاكل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي عن جميع المدن السنغالية وقبلها تسوية الحرب الأهلية في إقليم "كازامانس".
صحيح أن الأزمة السياسية في السنغال تتفاقم بفعل محاولات العجوز واد في آخر مسيرته السياسية توريث الحكم والتحايل على الدستور السنغالي والإدارة السنغالية لكن التعامل مع بلد جار يتطلب مستوى أكثر نضجا وحنكة من هذا. ان من يعتقد أن موريتانيا يمكن إخضاعها وضمان تبعيتها لأي كان فهو واهم. ولا ادل على ذلك من أن اتفاق داكار أصبح في خبر كان.