من الواضح أن " العقيد" أحمد باني الناطق العسكري باسم المعارضة المسلحة لا يدرك ولا يعرف الكثير عن جغرافيا منطقة شمال افريقيا والساحل . اتهاماته التي ساقها لتلفزيون الثوار ضد موريتانيا كشفت عن حقيقة مفادها أن الرجل يجهل كل شيء عن منطقة الساحل والصحراء وحتى عن جغرافيا بلده وعن حدوده.
كيف لهذا العقيد الثائر أن يتهم موريتانيا بمد القذافي بالسلاح ولم يقدم دليلا على ذلك ربما ، وهنا أحاول أن التمس له أحسن المخارج، كان توجيه الاتهام تحت وقع الصدمة إزاء تصريحات لرئيس الجمهورية لم يفهمها الرجل وامثاله حين قال رئيس الجمهورية " نحن لا يمكننا أن نعترف بأي كان ممثلا شرعيا للشعب الليبي .. نحن وسيط بين الأطراف ولا ننحاز لأحد ..تلك مهمة تخص الشعب الليبي وحده" وعادة ما تكون بواسطة الاقتراع الحر وهذا ما تسعى اليه الوساطة الافريقية التي تقودها موريتانيا".
يبدو أن " العقيد" أحمد باني يجهل أيضا أن تصريحاته لا تصب في مصلحة العلاقة الوثيقة بين الشعبين الموريتاني والليبي لأن موريتانيا لا تعول كثيرا على الانظمة بقدر ما تعول على روابط أزلية وقوية وأخوية لا تشوبها شائبة مع دول الجوار المغاربي والافريقي ومع شعوبها الشقيقة ومنها بطبيعة الحال الشعب الليبي. لم تربح موريتانيا شيئا يذكر من نظام القذافي ولا من غيره مشاريعه في موريتانيا كلها وعود ما تزال معلقة لم يتحقق منها أي شيء رغم أنها كانت تحت " بند " الاستعجال.
يجب على العقيد أحمد باني أن يقرأ ويتعلم جغرافيا ليبيا اولا ثم جغرافيا موريتانيا والمنطقة برمتها. موريتانيا بلد لا يمكنه أن يمد احدا بالأسلحة ولم يكن أبدا من ذلك النوع من البلدان .
موريتانيا تحتاج الى من يمدها بقطعة سلاح وبقذيفة آ ربي جي لمحاربة العصابات المسلحة الاجرامية وتعزيز قدرات جيشها الآخذ في التجهيز منذ عامين. إنه لمن دواعي السخرية أن يتهم " عقيد من الثوار" موريتانيا بمد القذافي بالأسلحة انطلاقا من أي مكان خاصة من شمال مالي الذي نطارد فيه فلول الإرهابيين والقتلة ولم يكن ذات يوم معبرا لمد القذافي ولا غيره بالاسلحة. الجهل المطبق هو الذي دفع ب " عقيد الثوار" الى توجيه هذه التهمة الجزافية التي لا تصمد. موريتانيا بلد فقير موازنته للتسليح أقل بكثير من مالي المجاورة وأقل من ساحل العاج ومعظم دول الساحل. فكيف لها أن تمد القذافي بأسلحة . بالتأكيد القذافي لا يحتاج الى كلاشينكوف أو قذيفة آ ربي جي . هذه أسلحة متوفرة لدى موريتانيا وبالكاد تكفي لتجهيز جيشها.