عودة رئيس الجمهورية من ولاية لعصابه :|: تآزر : قمنا بتحويلات نقدية لآلاف الأسر في العصابة :|: وزيرة : تضاعف عدد المؤمنين لدىCNAM :|: الجيش المالي يتفق مع موريتانيا على تأمين الحدود :|: أبرز المشاريع التنموية التي أطلقها الرئيس في كيفه :|: تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
جولة في حياة الفقيد محمد ولد إبراهيم ولد السيد
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

ما الفائدة من تأجيل الحوار؟ /اسغير ولد العتيق

jeudi 18 août 2011


حين يتأمل أحدنا في تطورات المشهد السياسي، يتبين أن الصراعات والنزاعات ، لا تنشأ بسبب وجود الاختلاف والتنوع الثقافي و الأيديولوجي، وإنما تنشأ من العجز عن رسم وتحديد مشروع وطني مشترك . فالحوار السياسي يعتبر أهم الأبواب لخلق آليات الالتقاء وبلورتها لطي المساحات الفارغة، وهو السبيل الوحيد للتقدم في شتى المجالات سواء كانت اجتماعية أو سياسية,..لأنه يدفعنا إلى التخلي عن تلك الخيارات غير السلمية.

أرى أنه من الضروري في هذا المقام، أن نفرق بين مفهوم الحوار ومفهوم الجدل.. إذ أن الأخير لا يتعدى العمل على إثبات تفوق الذات على الآخر عن طريق مهاجمته أوالدفاع حيال هجماته.. بينما الحوار يعني تفكيك واقع سيء يضغط على كلا الطرفين أو الأطراف المتعددة، لذلك فهو يستهدف معالجة مشكلة سياسية أو اجتماعية راهنة أو مستقبلية,

وبهذا يبتعد مفهوم الحوار السليم عن المساجلات العقيمة والتي تزيد توتر الأطراف، ولا توفر مناخا نفسيا واجتماعيا للتنبئ بفرص النجاح،فالحوار هو الإصغاء الحقيقي للأقوال والأفكار والآراء والقناعات، وعقد العزم على إتباع الأحسن والأجود منها.,. من هنا فإنه هو البوابة لامتلاك الرؤية السليمة لمعالجة المشاكل والأزمات في مجتمع مثل مجتمعنا الذي يتكون من قبائل شتى ومن جهات متباينة واتنيات مختلفة، لذا فلا خيار لنا غيره من أجل التفاهم المشترك لمعالجة المشاكل و ضبط الإختلافات. والبديل الحقيقي عنه، هو المزيد من االشحناء والبغضاء، التي تؤدي بدورها إلى الصراعات والحروب التي تدمر كل شيء، ولا رابح حقيقي منها.

فالحوار قيمة إسلامية وحضارية، أرساها النص القرآني، قال جل من قائل [قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون].. (سورة آل عمران، الآية 64).. فمن ساحة الحوار تنتج الوحدة وتتعمق موجباتها، وبالحوار تضمحل الخلافات وتزول أسباب الصراع .

ومن هذا المنطلق ينبغي أن لا تقودنا أو تدفعنا اختلافاتنا الفكرية والسياسية إلى القطيعة والجفاء والتباعد، وإنما ينبغي أن تكون هذه الاختلافات مدعاة للحوارات العميقة، لا لكي نخالف أو نعاكس قناعاتنا، وإنما من أجل إزالة الاحتقانات النفسية المصاحبة للأختلافات الفكرية والسياسية، ولكي يتم تنشيط نقاط الإلتقاء، بحيث تكون نقاط الاختلاف لا تلغي المشتركات وتحول دون ممارسة دورها ووظيفتها في الحوار والتعاون والتضامن..
إن ما نشاهد اليوم من أحداث وتطورات في العديد من مناطق العالم العربي، تدفعنا إلى ضرورة التأكيد على قيمة الحوار بين مختلف الفعاليات المكونة للحقل السياسي الوطني لذلك يجب أن نتعامل معه باعتباره خيارا وحيدا في هذا الوقت بالذات لتعميق مشروع التفاهم والتعايش السلمي و الأهلي.كما أنه هو السبيل الأوحد للحفاظ على مكتسبات الوطن الذي عانى الويلات ومازال يعانيها نتيجة لاستبداد الأحكام المتعاقبة من جهة والعقلية الإجتماعية المتحجرة من جهة أخرى,

والذي ينبغي أن نستفيده من تجارب العديد من المجتمعات العربية والإسلامية، التي عانت ومازال بعضها يعاني من العنف والتطرف والقتل المجاني والحروب العبثية هو :أن الحوار وحده، هو المشروع الذي إن كتب له النجاح يمكنه حل المشاكل المتعلقة بمجالات التعليم، الصحة السكن ,,, وبه يتكامل منطق الاختلاف ومنطق الاعتراف،لنصل إلى تأسيس منظومة اجتماعية جديدة تتجه نحو التطلعات الكبرى للوطن .

ووعيا منا بطبيعة التحديات والمخاطر التي تواجهنا تظهر الحاجة إلى ضرورة تقوية الوحدة الوطنية لإزالة كل الشوائب والرواسب التي تضر بشكل أو بآخر بمفهومها وحقيقتها مثل العبودية البغيضة، فالوحدة الوطنية ليست مقولة تقال أو خطابا يلقى، وإنما هي ممارسة متواصلة ومشروع مفتوح على كل المبادرات التي تزيد من رص الصفوف وتوحيد الكلمة وتقوية مستوى التلاحم الوطني وهذا لن يتم إلا عندما يشعر ضحايا تلك الظاهرة المقيتة بالحرية الكاملة عندئذ سينعم الكل بحلاوة ريقها ونقاء جوها وصفاء بيئتها التي تنمو وتنشأ فيها المضادات الحيوية المناهضة لكل مظاهر التفرقة والتطرف، وهذا بطبيعة الحال، لا يتأتى إلا بالمزيد من السعي والعمل الجاد على تكريس أسس هذه الوحدة ومتطلباتها في الواقع الاجتماعي، إذ بالحوار نستطيع أن نتجاوز واقع الانقسام وحالات الجفاء والتباعد. وبالتالي فإن الحوار الوطني، هو الذي يمد واقع الوحدة الوطنية بالمزيد من الحيوية والفاعلية، فالأجواء المشحونة بالشك والريبة، لا يمكن تجاوزها إلا بالحوار والتخاطب عن قرب والإنصات الواعي لحجج و براهين كل طرف في المعادلة،فالحقيقة الجوهرية، ليست في خلافاتنا وتباين وجهات نظرنا، وإنما في كيفية إدارة هذه الخلافات حول كل القضايا.

إن التحديات الداخلية والخارجية، تفرض على نخبنا السياسية تفضيل خيار الحوار باعتباره هو الطريق الحضاري لتعزيز مفهوم الوحدة الوطنية، وتجاوز كل المخاطر التي تواجهنا في مختلف المجالات. من هنا فإن الحوار الوطني سيساعدنا على صياغة برنامج وطني متكامل، يتبنى العيش المشترك والسلم الأهلي واحترام حقوق الإنسان وتطوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية,,, بمتغيرات دالتها التفاضلية التي نحن بحاجة لها اليوم أكثر من إي وقت مضى.

فالحوار ضرورة سياسية ووطنية، وإن أي تأجيل لهذه الضرورة تحت أي مبرر أو مسوغ لا يفضي إلا إلى المزيد من تدهور أوضاعنا على مختلف المستويات، بيد أنه يقع في الخطأ كل من يتعامل مع الحوار بعقلية الخاسر والرابح أو الغالب والمغلوب. وذلك لأن الوطن كله هو الرابح حينما تسود لغة الحوار التي تنبذ العنف والتطرف.فهو ليس موقفا تكتيكيا ولا مرحليا وإنما هو آلية ضرورية تمليها القواعد المتحكمة في الحياة وهو وفقاً لتعريف للدكتور الجابري "الهدف منه هو التفاهم،و ليس هو الجدل الذي يهدف إلى إقناع الخصم ، وليس هو المفاوضة التي هدفها الوصول إلى وفاق أو حلول وسطى. وليس الحوار هو المناقشة من دون هدف ! ولا هو وسيلة للحصول على نتيجة مستهدفة مسبقاً، ولا هو مجرد أداة للتعبير عن وجهات نظر...، و"هو بهذا المعنى لا يكون إلا حول المسائل المختلف عليها بين الأطراف، إذ لو كان هناك اتفاق عليها لما كانت هناك حاجة له أصلا.

لهذا فإن الجوار الوطني المرتقب يجب أن يحقق لنا الأهداف التالية :

أولاً : تكريس الوحدة الوطنية وتعميقها عن طريق الحوار الفكري الهادف.

ثانيًا : معالجة كل القضايا الوطنية الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والتربوية وغيرها.

ثالثًا : ترسيخ مفهوم الديمقراطية كأسلوب للتناوب السلمي على السلطة، وكسلوك حضري حتى تصبح نموذجا في الحياة ومنهجاً للتعامل مع مختلف القضايا. بما يحقق العدل والمساواة وحرية التعبير.

رابعًا :. ضمان تطبيق القرارات والتوصيات المنبثقة عنه

اسغير ولد العتيق

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا