بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|: تعيينات واسعة ب 3 إدارات في شركة "سنيم" :|: BAD يمول مشاريع للبنى التحتية بموريتانيا :|: المصادقة على اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي بين موريتانيا والسعودية :|: تحديث جديد في واتساب ينتظره الملايين.. ! :|: اضراب شامل للأطباء المقيمين الأسبوع المقبل :|: الاتحاد الأوروبي : مستعدون لدعم موريتانيا في مجال الهيدروجين الأخضر :|: تقدم الأشغال في مشروع السلحفاة /آحميم :|: ما حقيقة أفول نجم العملة الخضراء؟ :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع يظهر في صورة حديثة
 
 
 
 

أزمة حزب العصر /محمد ولد محمد عبد الله

lundi 22 août 2011


أنا لست ممن يصدّق الشعارات لكني

أرى الأعمال الصالحة، لست من السابقين إلى الدعم والتأييد لكنني

لست ممن يأبى الاعتراف بنصر الآخر، فلدى بعض منتسبي مشروع حزب العصر آمال ورؤى جديرة بالنقاش، ولديهم تجربة قصيرة الأمد لكنها تختزل المشهد السياسي برمته، فمشروع حزبهم قد استكمل - حتى قبل أن يولد - دورات حياة الأحزاب السياسية في وطننا : تأسيس حزب- انضمامات واسعة - مفاوضات للانضمام - صدى إعلامي – ثم تربع رئيس مستبد- انشقاقات - ثم أحزاب صغيرة ناتجة، هذه هي دورة نشاط الأحزاب في وطننا ، ونلاحظ أن أي منها طيلة حياته الدورية لم يسجل أي نجاح يذكر لدى المواطن البسيط، فلا تعدو قيمته المضافة إلا رقما مهملا في قائمة الأحزاب التي تتكاثر في هذه الرقعة من الأرض بشكل لا يتناسب مع نمو السكان ويدعوا للريبة، فهل نشهد بوادر تطور في المشهد السياسي؟ أم هي مجرد خلايا تتوالد من سرطان حزبي ينخر جسم السياسة في بلدنا؟

وقد سجلت كمتابع نهم لكل حراك سياسي لاسيما الشبابي منه، بعض الملاحظات على هامش الصراع الإعلامي داخل مشروع حزب العصر، وذلك بعد أن نشر مشروع الحزب غسيله أمام الجميع وأصبح قضية وطنية يتطلع الرأي العام لمعرفة حقيقتها، بعدما كانت كل أنبائه وأخباره حكرا علينا نحن الشباب يوصلها بعضنا لبعض ويراقبها البعض منا من بعيد.

كلمة حق أريد بها باطل

أشد الناس بعدا عن الحقيقة هم ألائك الذين يتخذون من القيم والحقائق أقنعة يتزيون بها وقت الحاجة وينزعونها متى شاءوا، فهم وإن رفعوا يافطات الحقيقة لا يؤمنون بها ويخفون في قلوبهم ما يخفون فيها من حيف وأنانية، وما أكثر ما تصدح الحناجر بالحقيقة والقلوب ممتلئة بالباطل والنيات مشحونة بالسوء.

ولا يروج في سوق السياسية اليوم إلا ما كان مموها بماء الحقيقة وإن كان باطلا، ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، ينادون بملء أفواههم من أجل تجديد الطبقة السياسية ويسعون لغرس قيمها الفاسدة، ويدعون للديمقراطية ويجلس الواحد منهم على رأس الحزب حتى يختنق، ولسان حاله يخاطبنا :انفضوا من حولي لا مكان لكم في خيمتي، ولا جديدَ تناقضات لو شئت إحصاءها لعجزت، تناقضات طفت للسطح من مشروع هذا الحزب المتعثر الولادة.
الجماهير هي التي تصنع السياسي وليس السياسي هو الذي يصنع الجماهير

زاد السياسي الناجح في وطننا للأسف ليس وضوح الرؤية ودقة البرنامج وشيئا من النزاهة، بل على العكس من ذلك هو شيء من الكذب والضبابية في الرؤية وفجاجة البرنامج، ولست أدري لم لا يحب الناس في وطننا إلا الكذوب ولمَ يفرون من الصدوق فرارهم من الأجرب؟ ترى هل يدركون أنهم بذلك يصنعون السياسي الفاشل، الذي سيحكمهم في الغد، ولم يا ترى غاب عن عامة جماهير وطننا أن الجماهير هي التي تصنع السياسي وليس السياسي هو الذي يصنع الجماهير؟ ولم لا نعي أن على قادتنا دينا يؤدونه من عملهم لصالحنا وندفعه زمن الانتخاب بأصواتنا ؟

فلمَ غاب عن الشباب الذين اجتمعوا حول رئيس مشروع الحزب أول الأمر أنهم باجتماعهم هم من جعله قائدا؟ ولو شاءوا اليوم نزعه لنزعوه كسيرتهم الأولى، فلو انفضوا من حوله واجتمعت كلمتهم على نزعه من قيادة حزبهم لانتزعوه ، واجتمعوا على هيئة قيادية بديلة ، ولكانت القيادة السابقة في خبر كان، ولكانَ سرنا أن نرى رئيسا يخلع لأنه لم ينسجم مع إرادة قاعدته الشعبية، ولكن البعض منهم ما زال يخاف المنصب الفارغ "كأن الجن ستتخطفهم إذا نزعوا القائد من مقعده".

حل معادلة المطالب : علمني صيد سمكة ولا تعطني ألف سمكة

"أل ماشاف السما لاتنعتوله" هكذا قالتها حسان قديما، وما يراه بعض منتسبي مشروع الحزب من أنهم اجتمعوا ليرفعوا مطالب الشباب إلى رئيس الجمهورية، ليس مبررا بالنسبة لي، فرئيس الجمهورية شاب وكان بالأمس يحتك بالشباب ويعرف جل مشاكلهم، ولعل تبرير أحدهم لي بأن " الرئيس أراد صنع جماعة ضغط تكون سندا له في حل مشاكل الشباب" يبدو أبسط استساغة، وبغض النظر عن هذا وذاك فمطالب الشباب هي تسعون في المائة من مطالب الشعب الموريتاني، لأن الدولة إذا نجحت في فتح الآفاق للشباب بأن ترقي التكوين بما ينسجم مع حاجيات الوطن وبأن تدخل الشباب باب التوظيف وتنظم أمامه سوق العمل، فستكون حينها نجحت في معالجة آلاف المرضى وفي إعالة آلاف الأسر، وفي تعليم آلاف الأطفال، وستكون نشرت الاستقرار والأمن، فمشكل الآلاف المؤلفة من الشباب العاطل هي أم المشاكل وهي جذرها، ولاشك أن أولى خطوات الحل تبدأ بتطوير الاقتصاد الوطني ودمج حملة الشهادات في القطاعات الحيوية في الوطن.

فحل معادلة المطالب العالقة منذ عقود، يكمن في تنظيم القطاع الخاص بصفة تسمح بدمج الشباب فيه، لأنه أكثر حيوية من أجهزة الدولة التي كلما زاد عدد موظفيها كلما زادت مشاكلها وأزماتها، بينما يزداد نشاط القطاع الخاص ونموه كلما ازداد عدد موظفيه، ثم إن تشغيل الشباب ليس حلا للمطلب الساذج "أنا أريد عملا"، بل هو سلسة من الحلول لأسئلة معقدة وعصية يدخل فيها تطور التعليم والصحة وارتفاع نسبة الوعي، وحتى انخفاض نسب الطلاق التي قرأنا أخيرا أنها وصلت لمستويات مخيفة، وحين ينجح الشباب في استيعاب هذه الحقيقة حينها فقط سينجحون في توضيح رؤيتهم للقيادة الوطنية وفرضها في المشهد السياسي، ومادامت مطالبهم مشخصنة وترضى بحلول الكواليس فلن يكون لمشروع حزب العصر أي فائدة ولا قيمة.

فرصة الباب المفتوح والشياطين المتسللة
حين نتحدث عن الشباب في الحياة الاجتماعية فإننا نقصد سنا بعينها، لكن حين نتحدث عن الشباب في الحياة السياسية فلا نتحدث عن سن محددة كما يظن رئيس مشروع حزب العصر، بل نتحدث عن طبقة تغلب النظر للمستقبل وتتنصل من قيود الماضي، طبقة أكثر تحررا من أسر القبلية والعرقية والجهوية ولو كانت أعمارها فوق السبعين فهي الشباب، الشباب روح وليس لونا يلبسه المرء، الشباب تحرر من الماضي ووعي بالواقع واستشراف للمستقبل. بل إن تأسيس حزب على أساس صفة ما أمر يمنعه الدستور.
وقد وجد الشباب فرصة فريدة من نوعها، حين فتح لهم رئيس الجمهورية باب القصر على مصراعيه، لكنهم جعلوا همهم الدخول والخروج من القصر، وفي مقدمتهم فئة تعد لقاء الرئيس نصرا وفتحا، ونسوا لم فتح لهم بابه؟ وبقيت مطالب الشباب حبرا على ورق، ولم تستطع تلك القطاعات العريضة من الشباب المثقف ونصف المثقف أن تترفع عن أساليب الخفافيش الظلامية، وأن تقدم مطالب الشباب بصفة تجعل شركاءهم في الساحة السياسية يحترمونهم، ويقدمون لهم التنازلات، فما يحتاجه الشباب اليوم هو قيادات شابة حقا، قيادات تملك عقليات منفتحة وواعية، عقليات تطويرية.
متى يغلق الباب؟

الظاهر أن رئيس الجمهورية إنما أراد دعم أفكار الشباب، ولكن الأفكار العتيقة ربيبة الماضي أخرجت رؤوسها، فتبين أنها مازالت تخيم في عقول بعض الشباب، وأغلب ظني أن رئيس الجمهورية لن تنطلي عليه خدعة إعادة تعليب العقليات القديمة، مما سيدفعه إلى أن يسحب أي ثقة أو دعم من هذه الفئة ما لم تحترم الشباب وتنحاز لخياراته .
احتمال آخر : وهل حقا فتح الباب؟

هناك احتمال آخر، وتفسير غير ساذج لمشروع حزب العصر هذا وحراكه، فبعض الشباب يرون أن إنشاء الحزب من أصله إنما جاء لعرقلة مسيرة شباب 25 فبراير، وهؤلاء يرون أن زملاءهم الذين انضموا لمشروع الحزب حالمين، وبين هؤلاء وأولائك ستظهر الحقيقة في قادم الأيام، ونرى هل ستنتصر مطالب الشباب على المصالح الضيقة، وهل سيدعم الرئيس الشباب دعما سياسيا استراتيجيا أو دعما انتخابيا تكتيكيا.

أما ما تلوكه ألسنة بعض قياديي مشروع الحزب من أن ما يجري الآن في مشروع حزب العصر ما هو إلا لعب أياد خفية لا تريد للشباب أن يتحد لأنها تخاف من وزنه في الساحة السياسية، فهذا متشائم جدا، ويشبه الأساليب القديمة من تخوين الخصوم، وفيه أيضا تناقض لأن المجموعة المعنية لم تنسحب من الحزب بل طالبت فقط بمطالب واضحة كان بإمكان القيادة الحالية احتواءها بنقاش داخلي، لابمراماة إعلامية تكشف عن عمق الخلاف بين القيادة ومجموعة أطر قيادية في المشروع، على كل ما هو مؤكد هو أن الحل قطعا يكمن في إيجاد قيادة جديدة للمشروع لنتقل نحن المشاهدون للمشهد الثاني ولتنتقل الكرة إلى ملعب الرئاسة ونحن ننتظر تفاعل القيادة الوطنية مع قيادة شبابية مجمع عليها في مشروع الحزب الجامع لتيارات شبابية مختلفة.

وإني لأعجب من عجز الشباب، فكم من فئة ضعيفة ضغطت بأساليب مختلفة حتى استعادت حقها، بل هناك فئات تطرفت حتى أضرت بسمعة البلد ومع ذلك تنال فوق حقوقها وتسعى لأن ترمي الباقي من بلدنا في مهاوي المجهول، فكيف لا يكون للشباب مطالب وجماعات ضغط تسعى لرفع التهميش الذي تتعرض له هذه الشريحة، والشباب كما نعرفه لا يطيق العيش في الهامش، فخفافيش السياسة التي مازالت تمص دماء البلد، لا تعيش إلا في الظلام، وإشعال مشاعل الحق والحرية سيطردها من عالمنا.

وعسى أن نصبح على صبح أجمل وأوضاع أسعد ووطن نستحقه.

محمد ولد محمد عبد الله
مهندس إلكترونيك
mhdzeidan@gmail.com
36323453

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا