رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|: تعيينات واسعة ب 3 إدارات في شركة "سنيم" :|: BAD يمول مشاريع للبنى التحتية بموريتانيا :|: المصادقة على اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي بين موريتانيا والسعودية :|: تحديث جديد في واتساب ينتظره الملايين.. ! :|: اضراب شامل للأطباء المقيمين الأسبوع المقبل :|: الاتحاد الأوروبي : مستعدون لدعم موريتانيا في مجال الهيدروجين الأخضر :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع يظهر في صورة حديثة
 
 
 
 

حين تنهمر دموع الرجال /بقلم : المختار ولدبابتح

jeudi 8 septembre 2011


ترحل عنا في هذا الزمن العصيف الممتلئ بالفتن "فتن كطع الليل المظلم".. ترحل عنا وأنت من أنت؟ ونحن الذين عايشناك وعرفناك عن قرب فكنت لنا جميعا أبا حنونا..

نودعك بالحزن والأسى والحسرة، نودعك بقلوب رضيت بقضاء الله وقدره لكن الدموع أبت إلا أن تنهار وتتقاطر على ثرى ضريح رجل قضى حياته كلها ينافس الجبال في علوها والبحار في عمقها..

ليت شعري كيف أصف لحظات التوديع الرهيبة التي عشتها كما عاشها سكان قرية بولنوار، وكيف أكتب عن ذلك الفجر المهيب الذي اعتبرناه جميعا نهاية لتاريخ من العطاء والجد وخدمة الناس، والسهر على مصالحهم ، ولأول مرة في حياتي أرى لحظات الفجر تحمل معها حسرات وأسى إن الفجر في هذا اليوم ـ على غير عادته ـ فجر يؤذن بقدوم أيام من الحزن وغياب العظماء.

لقد قطعت درجات نحو سقف المسجد وكنت حينها أتأمل ـ ويصعب علي التأمل ـ في وجوه القوم، هذا يحاول إمساك دمعة، وهذا شاب يتأمل القرية وهي تعيش أول يوم من غياب قطبها، وهذا شيخ يحاول أن يعد من مناقب الشيخ محمد الامين ولد أحمد عالم فيعجز عن عدها ويكتفي بالقول "إنا لله وإنا إليه راجعون إن لله ما أعطى وله ما أخذ"، فتيات غلبهن الحياء يتذكرن بمرارة وحسرة كيف رحل عنهن أب حنون كان يعلمهن ويسهر على دراستهن في المدرسة والمحظرة، شباب لا يكاد يبين لشدة هول الموقف، أنظر إلى الشرق ماذا أرى؟ وماذا أتأمل الآن؟ أرى المحظرة اليتمية كأنها تبكي وتتذكر الشيخ الذي أسسها وسهر عليها سنين، تلك المحظرة التي درست فيها عندما كنت مراهقا، وكان حينها الشيخ محمد الأمين ولد احمد عالم حريصا كل الحرص علينا ويعطينا بعض التمارين خاصة في مادة النحو.

وبعد انتقالنا إلى المقبرة أعلن عجزي الكامل عن وصف تلك اللحظات فأنا من بين الرجال الذين عاشوا لحظات من الدموع المنهارة، وكنت من الذين يعجزون حتى من الاقتراب من الموقف، إذ كيف أتحمل لحظات فراق والد سهر على خدمتي بيده، أذكر الآن كيف كان يقول لي بعطف وحنان "إن والدك هو والدي وقد رباني وسافرت معه أكثر من مرة فرأيت فيه العطف والحنان وصلابة الرجال" وأنا اليوم أقول بعد وفاة محمد الأمين ولد احمد عالم إنني أشعر باليتم مرات، فقد ودعت والدي قبل عقدين من الزمن تقريبا وودعت في السنة الماضية خال لي كان يمنزلة الوالد هو العلامة سيدي ولد احظانا، واليوم أودعك أنت بالدموع والحسرات دون أن أنسى في لحظة أنني مؤمن راض بقضاء الله وقدره، لن أنسى للرجل موقفه الذي خصصنا به كعائلة عندما فرض على أبنائه قبل شهور وهو على فراش الموت أن يصنعوا لنا مأدبة خاصة فكان يجالسني مع إخوتي مجالسة الأب لأبنائه الصغار، وكان يوصينا بالدعاء له، ويقدرنا أيما تقدير.

أيها الوالد.. أنا اليوم يتيم مثل كل سكان قرية بولنوار بل كل سكان المنطقة والوطن، أنا اليوم أصبر وأحتسب تلك المصيبة عند الله عز وجل الذي يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب، أنا اليوم ـ كما الرجال والنساء في الحي ـ أشعر بنهاية تاريخ من الخدمة والسهر علينا جميعا، فكم مرة حدثنا أقوام عن تسيير قوافل مساعدة ومساعادت إنسانية قمتم بها لهذه الأحياء دون أن تتحدثوا عنها في يوم من الأيام.

ارقد هنالك أيها الرجل في زمن قل فيه الرجال، ارقد هنالك في مقبرة بولنوار قرب عشرات الأئمة والفضلاء، ارقد في المقبرة ولن ينساك التاريخ أبدا لقد وضعت بصمات في هذه الربوع لن يسناها إلا مكابر معاند، ارحل ونحن راضون عنك جميعا ورحمات الله عليك تترى، وعلى كل العظماء الذين سبقوك في المقبرة "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا