لا يسعني إلا أن أتقدم بتعازي القلبية للشعب الموريتاني بأسره باعتباره الأمة والأم والأسرة الكبيرة لكل أبناء هذا الوطن المكلوم. اليوم27/09/2011.
عندما يختطف رصاص الأمن وحماة الوطن أرواح شباب يافعين،جهرة ، وفي رابعة النهار، ومنتصف الطريق، ومن أجل قضية وطن ومواطنة،فإن تلك الأرواح تتربع في علياء التاريخ ،وتلعن الطغيان كلما أن مظلوم. أو تنفس ظالم. اليوم، اجترعت موريتانيا ومعها مدينة "الصمود" ومقامه المحمود "مقامه" كأس العزة والذل في آن.. فستظل تفخر مقامة ما قامت الدنيا بأنها قدمت أعز مالديها من أجل الوطن.وتصدى فتيتها بأرواحدهم وأحلامهم لسياسية الإقصاء الممنهجة في الاحصاء الظالم والعنصري الذي تنتهجه الدولة الموريتانية. وتشكك فيه بمواطنة مواطنين وتنتزع هوياتهم انتزاعا كما يخطف الرصاص الخائن طفلا من حضن أمه، ومواطنا من وطنه و مسقط رأس جده.
ثلاثة شهداء. من أجل الوطن و الكرامة والعدالة. حسبنا أن نعتبر.ونحقن الدم. ونوقف الضيم. ونهجر القهر. ونستقبل جميعا الفجر. في وطن عادل. يسع الجميع في تعايش وتناغم بعيدين كلية عن أي تشرذم وتناحر..إن وطنا لا ينعم فيه كل أبناءه بذات الفرص والأنصبة من السراء والضراء ليس وطنا آمنا، لأن الأمان إحساس دائم بغد أفضل. والظلم والاستبداد طريق قصير نحو التهلكة وسريع ومتسارع إلى الهاوية خصوصا للطغاة.. وهذا ما يعلمه التاريخ ويكتبه اليوم في جوارنا القريب.
إن الذين يخرجون للشارع امتعاضا وتذمرا ليسوا حفنة من المخربين ولا زمرة من الأدعياء إنهم ضحايا القهر والاستبداد. و إن الذين يقفون في وجه القضايا العادلة إنما ينحتون مستقبلا في الهواء.. عندما يجابه النظام مطالب الشعب بالتعزيزات الأمنية لارهاب المواطنين وترويعهم، بل وقتلهم إنما يجعل قدره في مهب الريح..ذلك أن القضايا العادلة أقوى من العتاة والرصاص.
أقفوا هذا الاحصاء إنه يدفع بنا إلى الخراب. لأن التعرض لمواطنة المواطنين جرم لا يحتمل وعدوان لا يغتفر.
أوقفوا هذا الإحصاء بحق الوطن والشهداء.
تقبل الله شهداءنا. في واسع جنانه. وأنعم علينا بالأمن والأمان
جبريل جالو
نواكشوط 72/09/2011