عودة رئيس الجمهورية من ولاية لعصابه :|: تآزر : قمنا بتحويلات نقدية لآلاف الأسر في العصابة :|: وزيرة : تضاعف عدد المؤمنين لدىCNAM :|: الجيش المالي يتفق مع موريتانيا على تأمين الحدود :|: أبرز المشاريع التنموية التي أطلقها الرئيس في كيفه :|: تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
جولة في حياة الفقيد محمد ولد إبراهيم ولد السيد
 
 
 
 

إعادة ترتيب الساحل والصحراء : موريتانيا مغيبة ووجودها مهدد ! /أحمد مصطفى / كاتب صحفي

samedi 12 novembre 2011


أزعجني كثيرا تعليق عابر كتبه مدون مغربي تعليقا على فرص نجاح وساطة السعودية بين المغرب والجزائر لحل مشاكلهما الثنائية المتراكمة... فقد تهكم المعلق على فرص نجاح الوساطة وقال إنها شبه معدومة (إلا إذا تركت الصحراء للمغرب وترك جزء مما بعد الصحراء للجزائر)، وأخاله يعني موريتانيا، وأخاله يلمح إلى مقايضة استراتيجية إقليمية ممكنة لمناطق النفوذ في إطار ثنائي يبقي للمغرب مناطق الساقية الحمراء ووادي الذهب، ويعطي للجزائريين (حق التصرف) في المناطق الواقعة إلى الجنوب.

ورغم أن هذا السيناريو لم يكن على الطاولة فإنه يستحق التفكير حتى ولو كان مصدره أحد المدونين، فالمدونون أحيانا ينطقون بلسان دوائر القرار وتسرب عبر مدوناتهم أشياء في منتهى الخطورة كبالونات اختبار تطلق في أجواء متعكرة لقياس ردود الأفعال.

ونحن الآن في منطقة تعيش مخاضات وإرهاصات ربيع الثورات وما واكبه من إعادة تشكل لخريطة المنطقة ما تزال في مراحلها الأولى، فغير بعيد وفي ركن مرتبط بالفضاء المغاربي يوشك الطوارق على إعلان دولتهم ورفعوا علمهم على معظم مناطق أزواد ووضعوا خارطة دولتهم وحددوا أولوياتها المتمثلة في طرد مقاتلي القاعدة من ملاذاتهم الحالية، ولا تخفى حيوية القضية بالنسبة للغربيين.

إن كل الإرهاصات تشير إلى أنه تجري عملية كبيرة لإعادة خارطة منطقة الشمال الإفريقي ومناطق الساحل والصحراء بعد رحيل ملك الملوك، فارتباط المغرب بمجلس التعاون الخليجي، ووساطة السعودية المدعومة أمريكيا وفرنسيا لحل المشاكل العالقة بين المغرب والجزائر، واحتواء مقاتلي الصحراء الطوارق وأسلحة ليبيا، وتشكيل كيان أزوادي مسلط على القاعدة، والسماح لحركات إسلامية مارس قادتها تربصات في الغرب بوصول السلطة، وتنامي النزعة الأمازيغية وتشجيع المطالب الانفصالية لبعض الأقليات، وما يجري من تأجيج حروب قبلية في ليبيا قد تؤدي إلى انفصالات، كلها أمور تؤشر إلى أن طبخة جديدة تعد لهذه المناطق الواقعة على تخوم أوروبا الغنية بالمعادن الاستراتيجية لجهود مكافحة الإرهاب والهجرة السرية ومحاربة تهريب المخدرات...

إن معالم السيناريوهات باتت واضحة، فأي اتفاق جزائري مغربي سيكون على حساب الصحراويين والموريتانيين، وأي انفصال للطوارق سيكون على حساب الماليين والموريتانيين، لأن 15% من عرب مالي ستلفظهم منطقة أزواد إلى موريتانيا التي ستصبح لها حدود برية بطول 1000 كلم مع دولة الطوارق المرتقبة، وسيكون على موريتانيا شاءت ذلك أم أبته أن تتحمل تبعات أي حل يتم التوصل إليه بشأن الصحراء.

إنني رغم كل ما يضمره الواقع من تحديات أقول للمدونين ومن دونهم ومن خلفهم ومن حولهم إنه يصعب القفز على ثوابت الجغرافيا ومجريات التاريخ ومتغيرات السياسة، فموريتانيا رغم ضمور طموحها الاستراتيجي المؤقت، وضبابية رؤية قيادتها الحالية التي لا تطمح إلى أبعد من دور غامض في مكافحة الإرهاب، هي مركز فضاء حضاري اجتماعي جغرافي بشري يمتد من ضفة المحيط إلى ضفاف البحر الأحمر، ويصعب ابتلاعه، أو حتى ابتلاع جزء ملاصق له، كما أثبتت ذلك التجارب.

وهذا الفضاء لم يكن يوما أرض مقايضة أو مساومات، بل كان حاضرا فاعلا حضانا للثقافة والحضارة صانعا للتاريخ مجيشا لكتائب النجدة التي تذكرها الزلاقة ويذكرها غيرها من الوقائع المشهودة... وكانت هذه الأرض دائما مقبرة لأحلام الأباطرة والمكتشفين والغزاة وهي قطعا مقبرة لتقولات المدونين ومن وراءهم.

إن جنوح الشعب الموريتاني هو إلى السلم والأخوة والمحبة والوحدة وتشبيك الإرادات مع الأشقاء لخلق فضاءات أرحب في زمن العولمة، ولكن عندما يكره الموريتانيون على التعامل بمنطق آخر سيكون لكل مقام مقال.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا