موريتانيا القلب ! /عبدالله ولد حرمة الله

بين خفق الرؤى وذوب الخيال** واقتحام المنى عيون المحال

نهض الناي واليراع وقالا** كلمات بيض الحروف الصقال

هل لهذا الوجود معنى إذا لم** يتفهم هويتي ومجالي

هللي موريتان ما ذاك إلا ومضة** من سراجك المتلئلي

هللي يا بلاد ما نحن** إلا قطرة من معينك السلسال

و أبشري؛ صفقي لوثبة نبع**ظل يسقي مواكب الأجيال

أحمدو ولد عبدالقادر

تحت خيمة العزة والإباء، أعلن الجيل المؤسس آخر وأحدث نسخ دولة المرابطين، بعد أن غسلت دماء شهداء المقاومة الزكية أدران الإستعمار عن كل شبر من أرضنا/ الأرجوزة..

فكان إعلان التأسيس أروع تجسيد لشهادة المقاوم أحمد ولد سيد اعل الذي طارت به أجنحة ملائكة السماء من هاء منتصف موريتانيا المعكوفة، وبلال ولد مريزيك، وبكار، وولد عبدوكه، وولد بناهي، و الأميرسيدي ولد محمد فال، الذي سقط دفاعا عن أطار قادما من "محصر" الصمود.. في أطول مقاومة عربية نقش "مؤتمر تندوجه" آيات صمود أمة قاومت حتى تصدير بازها، الشيخ ماء العينين ليهدم بمعوله قلاع الإستعمار بالمغرب العربي الكبير. بعد نصف قرن من دحر معتوه تبول؛ (..) على قبر صلاح الدين، يسعى رهط استعمار/التجديد الباهت للبصق في حلق ذاكرة جادت حتى العزة.. بالتنظير "لهجينية" الأمة الموريتانية خوفا من مساواة الحقوق والواجبات ! عبر معالم جغرافية القهر على المعمورة، يمكن للبيظان الإفتخار؛ دون تريث أنهم تبنوا محاربة الرق، ونبذ محاولة إبادة الأقليات، في وقت لازالت فرنسا العظمى ترفض فيه الإعتراف بجرائمها الإستعمارية بالجزائر، والولايات المتحدة تورطها في تاريخ العبودية في حقول القمح والبترول ! إن محاولة تعكير صفو نسيم الذكرى الأولى بعد الخمسين من استقلال الجمهورية الإسلامية الموريتانية، مجرد تسلق سيزيفي لغلمان الجبل، هامة فرمان نضج فاستوى ! الإستقلال، حقيقة لارجعة فيها، تحميه سواعد "الصاعقة" من انعتاق الرذيلة الزاحف على رموز الأمة حقدا على الذات الخالدة لمن رامه "هزال" موريتانيا، فاغتر بوهم لمس شعرة من تسريحتها الأنيقة !

صحيح أن إعادة ضبط الحالة المدنية، سيسمح بتوثيق "الإنتماء" ـ على الأقل ـ لكن الرأي العام ينبغي أن يفرض معايير "انتماء" تعلن أعداء الأمة الموريتانية من أبنائها العاقين، مرتزقة تتجاهلها الصحافة ويطالها القانون، وإلا فإن ملحمة إعادة التأسيس ستحبوا على خشبة عولمة "ذهبت مع الريح"، حالمة "بنهاية تاريخ" لم يبدأ. لكل من يحاول تمريغ "العمامة"، سنهدي درسا، وعنبا، وتمرا، وجسرا.. عل "عقلا" يستقر في مواطن جهله الملتحي/الأمرد ! لصولات الضغينة، سندفع بالعدالة والمساواة، ثم اليقين.. عله من غيه يفيق، ومن أبواب البيوت يلج برصانة عهدا جديدا، به تعلوا الجمهورية وتسود. للمتخاذلين هدوءا، هلموا فالتاريخ لايرحم غير صانعيه، والجغرافيا تجود على محترفي البقاء.. لنعتلي سرج "التغيير البناء"، وليأخذ كل مكانه في قاطرة "موريتانيا الجديدة"