علم موقع الحصاد من مصادر خاصة أن الشركة الوطنية للكهرباء "صوملك " تعاني هذه الأيام من أزمة مالية حادة باتت معها شبه عاجزة حتى عن توفير الوقود الضروري لتشغيل مولداتها.
ورغم أن الشركة حصلت مطلع العام الجاري على قرض من البنك الإسلامي للتنمية ــ علي شكل مرابحة ــ بمبلغ 60 مليون دولار، وكان مقررا أن يذهب معظمه لتسديد فاتورة استهلاك الشركة من المحروقات، فقد شكل امتناع المورد الجديد للسوق الموريتاني شركة BB ENERGY عن قبول الضمانات المصرفية من البنك الإسلامي مفاجأة غير متوقعة للقائمين علي الشركة.
وتقولBB ENERGY "الممون الاستراتيجي" إن البنك الإسلامي للتنمية لا تتوفر فيه المعاير المصرفية المنصوص عليها في دفتر الالتزامات الموقع بينها مع الحكومة الموريتانية في 15 فبراير الماضي، وهي الحجة التي يبدو أن البنك لم يستسغها.
وتجري مفاوضات مكثفة حاليا بين الأطراف المعنية للبحث عن حل للمشكل وذلك من خلال فتح خط اعتماد في أحد البنوك الأوربية مثل المصرف الفرنسي "سوستي جنرال" الذي يتوفر علي فرع في موريتانيا.
وتعتبر شركة "صوملك" ثاني أكبر مستهلك للمحروقات في موريتانيا بعد شركة اسنيم حيث بلغ استهلاكها سنة 2010 ماقدره 61700 طن من مادة لفيول و37500 طن من المازوت.
وحصلت الشركة خلال السنوات الأخيرة علي دعم بعشرات المليارات من الأوقية من ميزانية الدولة والتعاون الفرنسي، لكن كل ذلك لم يحل دون تكبدها لخسائر فادحة، بسبب مجموعة من المشاكل البنيوية، ومن أبرزها ــ حسب الخبراء ــ أن الحكومة ترغم الشركة علي بيع الكهرباء بأسعار تقل كثيرا عن سعر تكلفة الإنتاج، كما أن نسبة كبيرة من إنتاجها تضيع دون فوترة بسبب الفساد المستشري منذ فترة طويلة في هياكل الشركة.