في ليلة 4 يوليو1997 وقبل صلاة المغرب بقليل حطت طائرة الخطوط المغربية التي كانت تقلني في طريق العودة إلى الوطن بمطار انواكشوط الدولي، بعد رحلة طويلة بدأت في الصباح الباكر من هذا اليوم،وقضينا خلالها توقفا طويلا في مطار محمد الخامس الدار البيضاء"9:30 صباحا إلى 5 مساء لأول مرة أستمتع فيها بالتجول في هذا المطار الجميل (الأفضل والأضخم في افريقيا).
فرحت لعودتي إلى وطني وأهلى بعد سنة من متاهات غربة عشتها لأول مرة في حياتي رغم حداثة سني"20 عاما".بعد وصولنا للمنزل أخذت قسطا من الراحة..لتبدأ الأسئلة تترى من الأهل والأصدقاء كزخات المطر في يوم غيم داجن حول مختلف ظروف غربتي ودراستي..لم أستطع أن أكتم الخبر السيئ بالنسبة لي فأخبرتهم برسوبي ولكن بعدما مهدت له تمهيدا ذكيا بسرد المعوقات الكثيرة التي اعترضتني في العام الأول(سردت أهمها في بعض الحلقات ال32 السابقة).
قضيت عطلة صيفية ممتعة مع أهلى وأصدقائي لم ينغصها على سوى السؤال من طرف كل من هب ودب"هل نجحت؟ " وتفاعل السائل مع جوابي السلبي في النهاية بتهكم لايخفى تترجمه قسمات وجهه. والطريف هنا أن الكثير ممن سألوني هم متعلمون ولايفهمون في الجامعة والتعليم والنجاح والرسوب ... ولكنهم مع ذلك لايقبلون الرسوب لطالب مغترب متخلف نسبيا في مجتمع متحضر كتونس.
لم تكن العطلة الصيفية طويلة بالنسبة لي حيث أنني ولطول السنة الأولى في الغربة لم أشعر بها،ناهيك عن كوني قضيت الشهر الأخير منها"سبتمبر" في الوداع للأهل بين الريف ومختلف مقاطعات العاصمة. ورغم ذلك فقد عشت أياما جميلة وجددت صداقات قديمة، وقمت بالترويح عن نفسي لأستعيد ألق الحياة ولكن بأنفاس جديدة.
في 3 أكتوبر1997 حزمت حقائب السفر من جديد باتجاه حلقة جديدة من متاهات الغربة بتونس وقد كان...
بقلم : محمد ولد محمد الأمين (نافع))
للتعليق والملاحظة :
oulnafaa.mohamed@gmail.com
هذه المذكرات واقعية نشرت جامعة "جورج تاون" الأمريكية مقتطفات منها في بعض كتبها المدرسية المترجمة باللغة الانجليزية التي تدرس بغالبية جامعات العالم(راجع الحلقات السابقة بالموقع زاوية رأي).