قال المهندس أحمد ولد الذاكر المدير المساعد للمعادن إن "موريتانيا تزخر بإمكانات معدنية معتبرة، قد يتطلب معظمها مزيدا من الدراسات الإستكشافية والبحوث المعمقة".
وأضاف في عرض قدمه في المحور الثاني من ندوة الحصاد، المنظمة يوم أمس بمناسبة الذكرى الثالثة لإطلاق الموقع، إن القطاع المعدني يساهم في الناتج الداخلي الخام بنسبة تناهز 14%.
وأكد ولد الذاكر أن موريتانيا تتكون من 4 مجموعات جيولوجية وهي :
ظهر أركيبات في الشمال والشمال الغربي (تازيازت وتيجريت و آمساكه) ويتكون من صخور قديمة تعود في عمرها إلي الآركي والبرمي ؛
سلسلة الموريتانيد التي تمتد من الشمال والتي تحتضن خامات النحاس المرتبط بالذهب والكوبالت وعمرها يعود إلي الهرسيني الكاليدوني؛
حوض تاودني الرسوبي الذي يغطي شرق البلاد والذي يعود عمره إلي البروتوروزويك؛
الحوض الأطلسي الذي يتكون من جزء بري وجزء بحري ويرجع عمر التكوينات الجيولوجية فيه إلي الثلاثي والرباعي.
وفيما يتعلق بدور الحكومة في تطوير قطاع المعادن، اعتبر ولد الذاكر أن الوزارة تبذل باستمرار جهودا معتبرة لتطوير البنى التحتية الجيولوجية وجمع المعطيات الأساسية وجعلها في متناول المستثمرين.
وأكد أنه تم إنجاز حملة جيوديزية عن طريق مصلحة السجل المعدني مكنت من تحديد 32 نقطة مرجعية تمت مراجعتها بواسطة GPS ذي دقة عالية (احداثيات UTM مع هامش خطئ أقل من 1 م ) مما جعل موريتانيا علي رأس البلدان التي تمتلك شبكة جيوديزية عصرية تغطي كامل التراب الوطني .
كما تم تدعيم البني التحتية الجيولوجية عبر مشروع الدعم المؤسسي للقطاع المعدني (PRISM) (تغطية 100% للتراب الوطني بخريطة بمقياس 1\500.000 وتغطية 45% بمقياس 1\200.000 لكافة التكشفات وكذا تغطية 73% من التراب الوطني بالجيوفيزيا المحمولة جوا).
وقد بينت نتائج البحوث الجيولوجية التي أجريت لحد الساعة - و التي مازالت جزئية- أن بلادنا تزخر بالعديد من المؤشرات المعدنية الهامة حيث تم إحصاء ما يربو علي 900 مؤشر معدني أهمها : الحديد، النحاس، الفوسفات، الذهب، الكوارتز، الجبس، الملح، الكوبالت، اليورانيوم، التربة النادرة، الفحم الحجري، الماس، المنغنيز، الفلورين ...إلخ.
وحصر المدير المساعد للمعادن النشاط المعدني في موريتانيا، بتاريخ 12/06/2012 في :
10 رخص للإستغلال المعدني وواحدة في طريقها إلى المنح،
276 رخصة للبحث عن جميع العناصر المعدنية،
93 مقلعا.
وفي محور الإطار القانوني والضريبي قال إنه في ظل الاستقرار الأمني الذي تنعم به بلادنا، تبنت موريتانيا سياسة معدنية انفتاحية تهدف من ورائها إلى جلب المستثمرين الوطنيين والأجانب للمشاركة في ترقية هذا القطاع حيث ترجمت هذه التوجهات ضمن إعلان السياسة المعدنية الذي صادقت عليه الحكومة في شهر مارس 1997.
وبناء على ذلك تمت المصادقة على جملة من القانون من أهمها القانون رقم 011.2008 الصادر بتاريخ 27 ابريل 2008 المعدل بالقوانين رقم 026.2009 الصادر بتاريخ 7 ابريل 2009 ورقم 14.2012 الصادر بتاريخ 22 فبراير 2012 المتضمن للمدونة المعدنية. وقد حمل هذا الإطار التشريعي العديد من التحسينات، تهدف إلى المحافظة على القدرة التنافسية لقطاعنا، من جهة، وإلى زيادة إستفادة الدولة من الضرائب والرسوم وتنقية القطاع من المحتكرين، من جهة أخرى. و فيما يلي نجمل هذه التحسينات :
– تبسيط إجراءات منح الإمتيازات المعدنية؛
– مراجعة مستوى نظام الرسوم المساحية في مسعى؛
– إعتماد مرونة في فرض الضريبة على الإنتاج تبعا لسعر المواد المعدنية،
– فرض إنجاز حد أدنى من الأشغال خلال كل مرحلة من مراحل البحث؛
– فرض كفالة مصرفية كضمانة تساوي ثلث مبلغ الحد الأدنى للتكاليف، الواجب صرفها، والذي يجب علي المتعامل تسديده للخزانة العامة إذا لم يفي بتعهداته فيما يخص المصاريف والأشغال؛
– تحديد أجل لبدإ أشغال البحث (90) يوما والإستغلال (2 سنة)؛
– تحسين الشفافية فيما يتعلق بمنح الإمتيازات المعدنية (المنح التسلسلي لكل طلب مكتمل وبعد تسديد الحقوق والإتاوات المعدنية للخزينة العامة)؛
– إلزام المتعاملين بإعداد تقارير عن الأشغال المنجزة كل ثلاثة أشهر؛
– إقرار مراجعة سنوية للنشاط المعدني تمكن من تقييم هذا النشاط بحضور الفاعلين؛
– إنشاء مديرية الشرطة المعدنية والمصادقة علي مرسوم يتعلق بتفتيش ورقابة النشاط المعدني؛
– مرافقة مديرية المعادن للمتعاملين خلال حملات البحث بتكليف جيولوجي بالمتابعة عن كثب للأشغال الميدانية.
واستعرض المهندس ولد الذاكر مساهمة شركات الإستغلال المعدني SNIM TASIAST MCM خلال السنة المنصرمة (2011) في هذين المجالين
الشركة الإنتاج القيمة الإجمالية
وقال ان شركة اسنيم صدرت 11.2 مليون طن بلغت عائداتها 404 مليار أوقية دخلت ميزانية الدولة منها 89.5
مليار أوقية، وتوفر 4777 فرصة عمل مباشرة.
وبخصوص شركة
MCM قال ولد الذاكر انها صدرت
من النحاس : 35279 طن ا ومن لذهب : 1937 كغ بقيمة اجمالية وصلت الي 99.5 مليار أوقية بلغت مداخيل الدولة منها اجمالا أكثر من 4.5 مليار أوقية، وتوفر 1500 فرصة عمل بشكل مباشر
أما شركة كينروس ــ تازيازت TASIAST فقد صدرت 6240 كغم من الذهب بقيمة زادت علي 87 مليار أوقية بلغت حصة الدولة الموريتانية منها 22.6 مليار أوقية وهي توظف 1145 من العمال الدائمين وحوالي 3500 من العمال المؤقتين.
واعتبر أنه علي ضوء نتائج المشجعة في مجال الاستكشاف المعدني، فإنه يتوقع أن يشهد هذا القطاع، في المستقبل القريب، تطورا إيجابيا من خلال تنويع الاستغلال ليشمل الكوارتز والفوسفات وربما اليورانيوم بالإضافة إلى الحديد والذهب والنحاس المستغلة حاليا وذلك من خلال تنفيذ المشاريع المتقدمة للشركات التالية :
– Sphere investement : لاستغلال الحديد،
– Tamagot Bumi SA : لاستغلال الحديد،
– Bouffal Indo Mining Compagny : لاستغلال الفوسفات،
– Mauritanian Minerals Compagny : لاستغلال الكوارتز،
– Quartz Inc Mauritania : لاستغلال الكوارتز،
– Tazadit Undeground Mines : لاستغلال الحديد.
وأكد أنه سيكون لتطوير هذه المشاريع وتوسعة مناجم كل من TASIAST و MCM الأثر الإيجابي على دعم اقتصادنا الوطني وخلق مزيد من فرص العمل.
أما السيد أحمد ولد لفظل وهو اقتصادي وناشط في حزب التكتل فقد قال في مداخلته إن أجيالا موريتانية أخرى تملك الحق في الحصول على نصيبها من ثرواتنا المعدنية، محذرا مما أسماه "الاستنزاف المفرط للثروات".
ودعا إلى مراجعة اتفاقيات موريتانيا مع الشركات الأجنبية التي قال إنها تستغل الثروات الوطنية، ولا ترمي للموريتانيين إلا بالفتات.
وطالب ولد لفظل الوزارة بانشاء موقع ألكتروني ونشر كافة المعلوماتت المتعلقة بالمعادن عليه.
السيد أحمد ولد سيدي ميله مدير شركة Mauritanian Minerals Compagny المستغلة للكوارتز، قال إنه شركته ستنطلق في الفترة القليلة المقبلة، وستوفر 300 فرصة عمل جميع المستفيدين منها موريتانيون، ونسبة 60% منها من النساء.
ودعا إلى الاهتمام بتكوين الكادر البشري وإعطاء الأولوية لرأس المال والكادر البشري الموريتانيين.
وقال سيدي محمد ولد محمد المامي ممثل رئيس الغرفة التجارية الموريتانية إن غرفته تحرص على تقديم معلومات مفصلة للمستثمرين والعموم عن آفاق الاستثمار في موريتانيا، وبالأخص في القطاع المعدني.
ودعا إلى التركيز على تكوين الكفاءات البشرية المؤهلة لدخول المنافسة.
يذكر أن الجلسة العلمية المتعلقة بقطاع المعادن قد جرت تحت رئاسة المهندس والمدير السابق لشركة اسنيم اعل ولد علاف.